داخل قلعة شالي يقف المسجد العتيق شامخاً حتي يومنا هذا، الذي تم بناؤه بعد الفتح الإسلامي لشمال أفريقيا، وعلي الرغم من نزوح السكان من القلعة إلي الأراضي المجاورة خوفاً علي حياتهم من الموت تحت الأطلال إلا أن السيويين وزائري الواحة مازالوا يصعدون الدرج الصخري المؤدي للمسجد لأداء الصوات الخمس يومياً في المسجد الذي بُني قبل نحو ألف عام أي بالتزامن مع تشييد الجامع الأزهر في القاهرة. داخل المسجد ذي المساحة الصغيرة نسبياً التقيت الشيخ عبدالله عمر منصور (83 عاماً)، ليحكي لنا قصة المكان. يقول: أنا إمام وخطيب ومؤذن وخادم هذا المسجد منذ 45 سنة، حيث توليت مهامي عام 1970، وأشار الشيخ الذي ينتمي إلي قبيلة الصراحنة، إلي أن المسجد مازال يحافظ علي شكله الحالي منذ تأسس قبل ألف عام تقريباً، في أعقاب الفتح الإسلامي لشمال أفريقيا علي يد موسي بن النصير، حيث دخل جميع أبناء سيوة في الإسلام وقتذاك، موضحاً أن المسجد أضيف إليه جزء خارجي مكشوف للصلاة خلال فصل الصيف. المسجد الذي يعتبر أقدم مسجد حالياً في سيوة، يتكون من مساحة مقسمة إلي ثلاث بلاطات موازية لجدار القبلة ومقسمة بواسطة ست دعامات ضخمة برميلية الشكل حاملة لسقف المسجد، وهو مغطي بالأخشاب المصنوعة من جذوع النخيل، والمسجد له بابان أحدهما في الجهة الغربية، والآخر بالجهة الشرقية، ويعتبر الأخير هو بابه الرئيسي وإلي جواره من الداخل يوجد السلم الصاعد إلي المئذنة، وهي مئذنة ضخمة تشبه مآذن المساجد في المغرب والأندلس. أما المنبر فعبارة عن ثلاث درجات من الحجر الجيري، بينما المحراب يتشكل في هيئة منحني نصف دائري بسيط خالٍ من الزخارف والكتابات، وتوجد داخل المسجد نافذتان صغيرتان للإضاءة والتهوية.