الرئيس عبدالفتاح السيسى أثناء إلقاء كلمته شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، القائد الأعلي للقوات المسلحة، وقائع الندوة التثقيفية العشرين التي نظمتها القوات المسلحة تحت عنوان "أكتوبر الإرادة والتحدي"، بمناسبة الذكري الثانية والأربعين لانتصارات أكتوبر المجيدة. وقال الرئيس السيسي، أنا حريص علي التواصل مع الشعب المصري، وكل أبناء الوطن، حول التحديات التي تواجه الوطن والآمال التي نتطلع إليها خلال الفترة المقبلة، لافتاً إلي أنه تحدث عن التحديات التي تواجه مصر بكل شفافية خلال فترة ترشحه للرئاسة. أضاف الرئيس خلال ندوة القوات المسلحة: "إننا قادرون معا علي التغلب علي كافة التحديات والمصاعب ولا يوجد تحد يقلقنا، سوي وحدة الشعب المصري، بينما باقي التحديات يمكن التغلب عليها بالمزيد من الجهد والوقت والصبر". وأشار الرئيس السيسي، إلي أن التحدي الأول بعد ثورة 30 يونيو كان الأمن والاستقرار، وقد تم تحقيق الكثير في هذا الأمر خلال العامين الماضيين، خاصة في سيناء، التي لم يكن بها حينئذ سلطة للدولة، وكانت العناصر الإرهابية تتحرك بالعربات وعليها أعلام وأسلحة ثقيلة، بكل حرية في شوارع الشيخ زويد ورفح. وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، استمرار مصر وقواتها المسلحة في تنفيذ المرحلة الثانية من عملية "حق الشهيد" في سيناء من أجل تطهير تلك المنطقة من الإرهاب بشكل كامل خلال الفترة المقبلة، موضحاً أن المرحلة الأولي قد انتهت قبل عيد الأضحي، وحققت نتائج جيدة. وأكد الرئيس السيسي، أن مشكلة الأسعار لم تغب عنه طوال الفترة الماضية، وقال "أوعوا تتصوروا أنه يغيب عني ارتفاع الأسعار، أنا واحد منكم أعرف كويس الظروف الصعبة للناس، وعارف عايشين إزاي، وإن شاء الله آخر هذا الشهر هتكون الدولة خلصت تدخلها لخفض الأسعار بشكل مناسب، واللي هيوفر طلبات الناس من السلع الأساسية، هو الدولة والقوات المسلحة التي ستفتح منافذ للسلع الأساسية.. واللي عنده حاجة يصرفها.. فلن نسمح بزيادة الأسعار وهنشوف تحسن ملحوظ إن شاء الله". أضاف السيسي: "يمكن تكون مشكلة الدولار خلال الشهور الماضية ساهمت في ارتفاع أسعار بعض السلع خاصة الأساسية، لكن إن شاء الله خلال الفترة القادمة سيتم توفير السلع بنفقات مخفضة". وأكد الرئيس، خلال ندوة القوات المسلحة، أنه تم في العام ونصف العام الماضية حل مشكلة الطاقة، وأصبح لدينا ما يكفي للاستثمار والأنشطة الصناعية بكل يسر، لافتا إلي أنه تم ضخ 6 آلاف ميجا وات من الكهرباء علي الشبكة، وسوف يتم ضخ 4 آلاف أخري، في ديسمبر 2016، وإدخال 10 آلاف ميجا أخري في مايو 2017، ليصبح جملة ما تم ضخه خلال أربع سنوات تقريبا حوالي 20 ألف ميجا وات، وقال "أنتوا عارفين ده بكام؟ ومنين؟"، مشيراً إلي أن تكلفة مشروعات الطاقة الجديدة في مصر بلغت نحو 150 مليار جنيه. وتحدث الرئيس عن مشكلة الغاز الطبيعي في مصر، قائلاً "لم تكن المصانع التي تدار بالغاز تعمل بكامل طاقتها، وبنهاية الشهر الجاري لن تكون هناك مشكلة في الغاز لأي مصنع في مصر". وأشار الرئيس، إلي أن الدولة تجهز مرفق السكك الحديدية ليكون مناسبا لدولة بحجم مصر ويناسب حركة الركاب، ونقل البضائع والمساهمة في الاستثمار القادم، وقال "نحن في شراكة جميعا.. أنا وأنتم.. الحكومة والشعب.. وأننا نواجه التحديات والظروف ونحاول حل المشكلات بقدر الإمكان لتنطلق مصر إلي الأمام". وقال "نبذل جهدا كبيرا ولابد للمواطن أن يعلم بهذا الجهد وأن يشارك فيه، وحل المشكلات لا يتم بسهولة أو ببساطة، ولم ننقل للشعب المشكلات عشان ما ننكدش عليه.. ولكن لن نبيع أبدا الوهم للشعب، وانا واحد منكم جبتوه وقلتوله خلي بالك، وانا بخلي بالي، واحنا ماشيين بشكل جيد". أضاف "المليارات التي تحتاجها مصر هتيجي منين أوعوا تدوني ظهركم وتمشوا"، وقال إن الدولة ومؤسساتها تبذل جهودا كبيرة من أجل تحقيق التنمية المستهدفة خلال الفترة المقبلة. ووجه الحديث لكل أبناء الشعب المصري، قائلاً "إحنا بنبذل جهد ربنا وحده اللي يعلمه، المشاكل المتراكمة كانت ضخمة جدا، وانتو لازم تتحملوا معانا المسئولية الحكومة والإعلام وكل من يخاف علي مصر". وأكد الرئيس السيسي، أن معدلات النمو تسير بشكل جيد خلال الفترة الماضية، قائلاً "احنا بنتكلم في 17 شهر فقط مش 17 سنة، والله ما تحقق هو حلم ربنا أعاننا عليه، والقرار السياسي دائما بياخد وقت كبير، وأنا عشان عاوز أحافظ علي ثبات المجتمع أنا بطبطب علي كله، ولسه بلاقي ناس بتتكلم عن 25 يناير و30 يونيو، اللي حصل ده إرادة شعب وأرجو منعملش كده في بعض، ولو سمحتم لا تختلفوا، لأن التحديات اللي عندنا كفاية". أضاف الرئيس، موجهاً حديثه للإعلاميين "اللي اتعمل مش قليل ودا مش عشان أنا موجود هنا، حل أزمة الكهرباء في مصر والله العظيم لم تنجح فيه دول كثيرة ولكن تم بتوفيق الله ومساعدته، لينا كلنا مش ليا أنا لوحدي". وقال الرئيس، إن الدولة لن تقترب من أموال الناس أبدا، ونحن دولة تحترم القانون وتلتزم بتعهداتها مع شعبها ومع المستثمرين". وقال السيسي "إحنا اخترنا الطريق الصعب جدا، وما رضتش بالسهل عشان أحقق نتيجة كويسة، وأدينا شوفنا تجربة الألف مصنع اللي أتعمل منهم 400 مصنع فقط خلال 15 سنة، وهنعمل مشروعات مماثلة في مجالات متنوعة، ونحن نسير بهذا الأسلوب في نفس التوقيت مع توفير دعم مالي لمن يرغب من الشباب للعمل بمفرده". وعلَق الرئيس السيسي علي الأزمة التي وقعت مؤخراً في محافظة الإسكندرية بعد هطول الأمطار بكميات كبيرة، وغرق الشوارع، وبعض المناطق بها، قائلا: "السنوات الخمس الماضية كان لها تأثير كبير علي قدرة الدولة وأجهزتها وبنيتها الأساسية، وكل مسئول يعرف هذه المشكلات جيدا، وإحنا في ظروف صعبة لها سنوات، ماحدش قال في موضوع إسكندرية إن فيه 60 ألف منزل اتبنوا خارج التخطيط بدون صرف صحي أو كهرباء أو مياه..الخ، وهذا أحد أعراض السنوات الماضية". أضاف الرئيس "فيه بعض الناس في الإعلام مش عارفة ولا فاهمة حاجة، حاطه ميكروفون قدامها وبتتكلم منه"، واحنا مش بندوس علي الزرار ونخلص، ونقول كل حاجة فيها كارثة، طيب يعني الإعلام ما فيهوش كوارث ولا إيه؟". تابع "إعلامي بيقول الرئيس قاعد مع "سيمنز" وسايب إسكندرية تغرق.. ما يصحش كده"، واستطرد موجهاً حديثه للإعلاميين "هو أنت عشان قدام منك كلام عاوز تقوله تعمل كده في بلدك ولا إيه؟، أحيانا لازم نتعامل مع الموضوعات بالفهم اللازم"، أضاف "ما ينفعش كده ..هذا أمر لا يليق ..انتو بتعذبوني إني جيت هنا ولا إيه؟". أضاف الرئيس "أنا مش زعلان.. بس عاوز حد يقولي أنا أسأت لمين، اتحدي إن حد يطلع أي تعبير غير مناسب أنا قلته لأي حد حتي للناس اللي بتسيء لينا وتتآمر علينا، المرة الجاية أنا هشتكي للشعب المصري منكم". وقال الرئيس، إن دور الدولة في الانتخابات تمثل في أمرين أساسيين، أولهما التأمين، والثاني ضمان الشفافية والنزاهة للعملية الانتخابية، لافتاً إلي أن التجربة المصرية بها إيجابيات كثيرة وعظيمة، وقال "سألت وزير الداخلية مرة قلت له عملنا كام انتخابات في ال 4 سنوات اللي فاتوا، فأجاب حوالي 8 أو 9.. فقلت ضاحكا انتو زهقتوا ولا ايه". أضاف السيسي "يا تري نسب الحضور في الانتخابات البرلمانية في العالم كله إحنا فين منها، وفيه ناس تعجبوا من خروجي لدعوة الناخبين للإدلاء بأصواتهم، وأنا مش كبير عليكم عشان أطلع وأقول روحوا الانتخابات، مافيش مقام عالي.. المقام العالي لبلدنا فقط، والناس اللي نزلت بقولها متشكر، والناس اللي ما نزلتش بقولهم انزلوا المرة الجاية، ولو سمحتم خلوا الهدف اننا نحافظ علي بلدنا". وطالب الرئيس الإعلام بضرورة أن يبث الأمل في نفوس المصريين، قائلاً "أوعوا تخلوا الناس تفقد الأمل، الموظفين والمسئولين هيشتغلوا ازاي في هذا المناخ، الوعي والإعلام لازم يعمل حاجة للبلد، وأنا بكرر الكلام وبقولكم 17 شهر مش 17 سنة معناه اني ناوي اقعد 17 سنة، دا كده كويس أوي". وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إن مصر عادت إلي مكانتها الدولية بشكل كبير خلال الفترة الماضية، وبعض الدول تطلب منا التدخل للمساهمة في حل العديد من القضايا العالقة في المنطقة، وقد كانت سياستنا الخارجية واضحة طوال الوقت، ولا تعتمد علي التدخل أو التآمر علي أحد، وهذه ثوابت الدبلوماسية المصرية. أضاف الرئيس "من يتآمر علينا بنصبر ومحدش هيقدر ينال من مصر، لأننا نتعامل بقيم ومبادئ، والبعض يري أن السياسة بلا قيم أو مبادئ إلا أننا نحرص علي التعامل بقيم مبادئ الشرف والأمانة، واختتم الرئيس حديثه ب" تحيا مصر ..تحيا مصر ..تحيا مصر".