السادات فى الجبهة وعلى يمينه المشير أحمد إسماعيل وعلى يساره المشير أحمد بدوى لقد قرر الرئيس جمال عبدالناصر إعفاءك من جميع مناصبك ممكن تقول لي إيه اللي عملته خلاص بقي يا أحمد أنا هقولك حاجة أرجوك يوم ما تفكروا تحاربوا استدعوني وأنا آجي ببدلة الميدان بهذه الكلمات أبلغ الفريق محمد فوزي وزير الحربية 1967 اللواء أحمد إسماعيل بالقرار عقب نكسة الخامس من يونيو 1967 ولكن الرئيس جمال عبدالناصر استدعاه بعدها بيوم واحد ليسلمه قيادة القوات شرق قناة السويس وإقامة خط دفاعي وتنظيم وتدريب القوات ليتولي بعدها رئاسة أركان الجيش المصري عقب استشهاد الفريق عبد المنعم رياض.. حتي تم إعفاؤه من منصبة بعد حادث إنزال القوات الإسرائيلية بمنطقة الزعفرانة وأمره الرئيس باستطلاع الموقف بنفسه ولكنه عاد لمكتبه بالقاهرة بالقيادة العامة دون تنفيذ قرار القائد الأعلي فعزله الرئيس وتم تعيين اللواء محمد صادق رئيسا للأركان. هنا تتذكر زوجة المشير أحمد إسماعيل السيدة سماح الشلقاني الأحداث المتلاحقة في حياتها من بداية الارتباط به وهو برتبة البكباشي وحتي أصبح مشير نصر أكتوبر فقد تزوجها وهي في سن الخامسة عشرة وهو في الرابعة والعشرين بترشيح شقيقته الكبري لابنة إحدي صديقاتها ورآها لأول مرة في مدرستها بشبرا فتقدم لخطبتها لمدة عام ونصف ثم الزواج وأنجب خمسة من الأبناء. هل كان المشير أحمد إسماعيل زوجا متعاونا في المنزل؟ كان الارتباط بعسكري حلم حياتي ورفضت كثيرا من العرسان لكونهم لم يكونوا عسكريين وفي زواجنا ترك لي مهمة تربية الأولاد وإدارة شئون المنزل لانشغاله الشديد بعمله وتغيبه لأكثر من 24 يوما في الشهر ولكنه في إجازاته كان يحاول تعويض ذلك بالجلوس مع الأبناء لفترات طويلة لترسيخ القيم والمبادئ التي تربي عليها دائما وكان يقول لهم أمكم سيدة عظيمة فكان ابني الكبير محمد يقول له مداعبا «ليه حاربت معاك» فقال له لولا أنها كانت مريحاني مكنتش أستطيع أن أتفرغ للحرب وكان دقيقا في كل شيء وصارما ولديه القيم والمبادئ وعاشقا لأم كلثوم ولكرة القدم وعلم أبناءه الاعتماد علي النفس وعدم الاعتراف بالواسطة التي يرفضها إلا في حالة رد الظلم عن المظلوم. كيف كانت علاقته بالرئيس جمال عبد الناصر؟ كان أحمد إسماعيل وجمال عبدالناصر زميلين في الكلية الحربية وبينهما تقدير واحترام متبادل وأول فرح حضره الرئيس عبدالناصر كان فرح ابنتي الدكتورة نيرمين بنادي القوات المسلحة بالزمالك وكان وقتها يعاني من ارتفاع في درجة حرارته إلا أنه رأي تكريم أحمد وحضور فرح ابنته وكان شاهدا علي عقد القران وكانت مفاجأة للجميع أن يحضر الرئيس حفل الزفاف. ولكن شعور أحمد إسماعيل تجاه الرئيس جمال عبدالناصر بالمحبة والثقة والزمالة وكان كثيرا ما يناقشه ويعارضه بحثا عن مصلحة الوطن وأذكر بعد علمه بوفاة الرئيس عبدالناصر لم يتمكن من النوم فأخذ المهدئات والمنومات وهو الأمر الذي أثار قلقي لأنه وقتها كان في النقاهة من عملية انسداد الشرايين فاتصلت بمستشفي المعادي يومها لنقله إليها ولكن الدكاترة نصحوني بعدم نقله لأن الأطباء يبكون عبد الناصر. كيف عاد للخدمة العسكرية مرة أخري؟ بعد تولي الرئيس السادات للحكم وكان هناك مراكز القوي وفي 15 مايو 1971 رن جرس التليفون وكنت أنا التي أرد علي كل المكالمات لأن التليفون كان تحت الرقابة وكان يرفض الرد علي زملائه حتي لا يتم إحالتهم للتقاعد بسبب مكالمتهم له وفوجئت بمدير مكتب الرئيس أنور السادات يطلب اللواء أحمد إسماعيل وكان وقتها لا يقود السيارة فعرضت عليه أن أقود أنا السيارة وأنتظره عند إحدي أقاربي وعند خروجنا من الفيلا وجدت بالصدفة السائق الخاص به أيام ما كان في الخدمة جاء لزيارتنا صدفة وهو فرحان وقال البلد مقلوبة والوزارة قدمت استقالتها، وهذا السائق حبا في أحمد بعد خروجه علي المعاش أصر علي إنهاء خدمته من القوات المسلحة وعدم القيادة لأي قائد آخر إلا أحمد، ووصل أحمد إسماعيل لمكتب الرئيس الذي أخبره أنه سيعود للخدمة وسيتولي رئاسة المخابرات العامة. كيف كانت العلاقة بينه وبين ابنه محمد بعد توليه المخابرات العامة؟ - عندما تولي المخابرات العامة كان محمد ابني يعمل هناك ورفض أن يعمل معه في نفس الجهاز، فكان يقول لو أن شغلي مميز سيقولون لأن والده رئيسه ولو شغلي سيئ لن يخبروني وفي اليوم الثاني طلب نقله من الجهاز وبالفعل نقل إلي وزارة الخارجية ليشق طريقه فيها بنفسه وبدون مساعدة أي أحد. متي بدأ اللواء أحمد إسماعيل وضع خطة النصر؟ - بعد عزله من الخدمة بسبب حادث الزعفرانة قضي عاما ونصفا في المنزل في الاطلاع علي الكتب العسكرية والخطط ومعظم وقته في المكتب وكان يشعر بحالة لا توصف من الحزن والظلم وكان قد بدأ ينشر مقالات في جريدة الأهرام بشكل أسبوعي وكان مقاله الأول بعنوان "الحدود الآمنة" وبعد انتهائه من كتابة المقال وجد أنها فكرة عسكرية لا يجوز نشرها فكتبها بخط أوضح وفكر في إرسالها للرئيس عبدالناصر ولكنه رأي أن إرسالها له تعتبر محاولة لإعادته إلي القوات المسلحة مرة أخري واحتفظ بها في مكتبه. وبدأ في تطويرها وإعدادها لتكون خطة الحرب وأخذ يسهر عليها كل يوم.. وفي أحد الأيام قال لقد انتهيت ووضعت خطة الحرب التي سننتصر بها علي إسرائيل. كيف استقبلتم تعيينه وزيرا للحربية؟ - في 26 أكتوبر 1972 تم استدعاؤه لمنزل السادات وأخبره بتعيينه وزيرا للحربية وكلفة بإعداد خطة مصرية خالصة تنفذها القوات المسلحة المصرية للتخلص من الاحتلال الصهيوني لسيناء وعندما عاد للمنزل اتصل بابنه محمد ليحضر وأخبره بتكليف الوزارة فرد محمد عليه وافقت فقال نعم فقال محمد لو وافقت تكون غلطان لأنك لو انتصرت لن تكون صاحب الانتصار وإذا خسرت ستكون في وجه المدفع وستتحمل الخسارة كلها فرد عليه لو كل واحد قال ذلك فلن تحارب مصر وأنا وافقت من أجل بلدي، وبدأ في تنفيذ الخطة في ظل الإمكانات الموجودة في الجيش. أين كنت وقت قيام الحرب وهل كنت تعلمين بموعدها؟ كنت في لندن للعلاج قبل الحرب بأسابيع ولا أعلم بموعدها وكان أحمد رافضا لفكرة السفر وغير مبد أسبابا وأجريت العملية، وكان معي ابنتاي دينا ونيرمين وفي صباح اليوم التالي وجدت مدير مكتبه في المستشفي وأبلغني أن سيادة اللواء مسافر في مأمورية ويطلب مني العودة لمصر فورا وأن أجهز حقائبي ليصطحبني في اليوم التالي وحضر ومعه الملحق العسكري وخرجت من المستشفي دون أن أخبر الطبيب المعالج وتوجهت للمطار وهناك أخبرونا أنه لا يوجد سفر ولا طائرات واصطحبني مدير المكتب للفندق، وفي صباح اليوم التالي وجدت حرسا علي باب الغرفة واخبرني الملحق العسكري أن مصر دخلت الحرب وعبرنا خط بارليف وكانت مفاجأة وبدأت الصلاة والدعاء وسافرنا بعدها إلي ليبيا ثم إلي الحدود المصرية عن طريق البر. ماذا دار في أول لقاء بينك وبينه بعد الحرب؟ - بعد الحرب وقف اللواء أحمد إسماعيل أمام صورة مرسومة لتمثال نهضة مصر وضرب لها تعظيم سلام كان فعلا محبا لمصر وللقوات المسلحة فقد أحب مهنته وابتكر وأبدع فيها. رحلة علاجه الأخيرة. أصيب بعد الحرب بسرطان في الرئة طلبوا منه عملية قال في إيدي شغلة أخلصها وأسافر وشاءت الظروف أن الدنيا كانت تمطر يوم سفره وطلبوا تأجيل السفر لظروف الجو وقال أنا اديت ميعاد للدكاترة وكان لديه التهاب رئوي وكانت حرارته 40 ودخل إلي المستشفي وأذكر آخر كلماته أنا جوزت نرمين ومحمد والبركة فيكي كان نفسي أقعد لما أجوز بقية العيال وانتقل إلي الرفيق الأعلي في 1974. وتضيف أهم تكريم حصل عليه الترقية العسكرية له في مجلس الشعب من الرئيس السادات وإعطاؤه رتبة المشير، وأطالب بتخليد اسمه علي محطة من محطات مترو الأنفاق، فهو أحب مصر وجاهد من أجلها فيجب أن تكرمه مصر.