تبدأ رحلة المشاعر المقدسة فجر غد الخميس بصعود حجاج بيت الله الحرام من أماكن إقامتهم بالأراضي المقدسة إلي جبل عرفات لبدء مناسك الحج طمعا في مغفرة الله راجين رحمته.. وقيل عن جبل عرفات إنه سمي بهذا الاسم لأن سيدنا جبريل عندما طاف بنبي الله إبراهيم عليه السلام كان يريه المشاهد فيقول له: أعرفت؟ أعرفت؟ فيقول إبراهيم: عرفت عرفت وقيل: لأن آدم-عليه السلام- لما هبط من الجنة وكان فراقه عن حواء فلقيها في ذلك الموضع من جبل عرفات.. وعُرِفَ كذلك باسم عرفات كما قال تعالي: «فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام». ومن أشهر المشاهد في عرفات يوم صعد عليه الرسول محمد (ص) داعياً في حجة الوداع في أول وآخر حجة حجها الرسول مع المسلمين من فوق جبل الرحمة إلي التمسك بالقيم الدينية والأخلاقية ويعد جبل الرحمة أبرز مكان في مشعر عرفات بعد مسجد نمرة الذي يصلي فيه الحجيج الظهر والعصر جمع تقصير في نفس اليوم ويعد أفضل مكان طلعت عليه الشمس فيمتلئ بالحياة ليوم واحد من السنة يوم وقفة عرفات يوم المشهد العظيم الذي يباهي فيه الله بعبادة من الحجاج وينادي ياملائكتي هؤلاء عبادي جاؤوني بذنوبهم شعسا غبرا يرجون عفوي ومغفرتي.. ويقسم الله علي نفسه مخاطبا الملائكة: «أشهدكم أني غفرت لهم».. ومع غروب يوم عرفة ينتفض الحجيج من عرفات قاصدين المزدلفة آمنين مطمئنين إلي عفو الله ومغفرته لهم لجمع حصوات رجم إبليس ثم التوجه إلي مني للمبيت ورجم الشياطين عهدا ووعدا أمام الله بالتوبة وعدم العودة إلي المعاصي مهللين مكبرين في مراحل ترحالهم لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لاشريك لك لتأكيد وحدانية الله الواحد الأحد.