كنترولات الثانوية العامة أكد الدكتور رضا مسعد خبير التقويم التربوي رئيس قطاع التعليم العام بوزارة التربية والتعليم سابقاً أن إصلاح التقويم هو المدخل الحقيقي لإصلاح التعليم في مصر، مشيراً إلي أن كوارث تقويم الطلاب والمتمثلة في أسلوب امتحانات نهاية العام، أدت إلي انتشار الدروس الخصوصية وهجرة الطلاب من المدرسة وانتشار الغش ووجود آلاف التظلمات أشهرها صفر الطالبة مريم، وأضاف في حوار ل"آخرساعة" أن معاناة أولياء الأمور في تعليم أبنائهم سببها نظام الامتحانات الذي وصفه ب"السيئ".. وإلي نص الحوار. كم تكلف عملية الامتحانات والتصحيح الدولة سنوياً؟ - عملية الامتحان والتصحيح تكلف الدولة عشرات الملايين سنويا ويكون أغلبها في شكل مكافآت لأعضاء لجان الكنترولات والمراقبة وتحديداً في الشهادة الثانوية، وهو ما يستنزف جزءا كبيرا من ميزانية الوزارة سنويا، وفي النهاية نري أخطاء بالجملة في عمليات التصحيح والمراقبة وفي ضبط عملية الامتحان عموماً. هناك ما يسمي بمافيا الكنترولات هل هذا التوصيف صحيح؟ - بالفعل أصبحت هناك مافيا للكنترولات. هناك معلمون يعملون في الكنترولات منذ عشرات السنين ولم يتم تغييرهم بداية من الشهادة الابتدائية وحتي الثانوية وكونوا علاقات كبيرة مع الجماهير، ومن هنا ظهرت مشاكل الكنترولات، كما زادت وبقوة حالات الغش في الامتحانات، والسبب فيها ليس التكنولوجيا كما يدعي البعض لكن العامل البشري هو السبب الأساسي في زيادة حالات الغش، فنظام الامتحانات في مصر سيئ وينهب أموال الدولة ويساعد علي الغش. هل تساعد التظلمات علي وقف الظلم الواقع علي بعض الطلاب؟ - هذه التظلمات ظالمة بالأساس لأن قوانين الوزارة تحيل لجنة الممتحنين إلي التحقيق في حالة حصول الطالب علي أكثر من درجة ونصف الدرجة في التظلم ولذلك نري أن أغلب التظلمات ما بين نصف درجة، ودرجة ونصف، وبالتالي فإن نظام التظلم ظالم بالأساس لعدد كبير من الطلاب. برأيك ما أسباب وقوع الكنترولات في تلك الأخطاء وهل الوزارة مقصرة في الاستعداد لعملية الامتحان؟ - بالعكس الوزارة تبدأ عمل الكنترولات ولجان النظام والمراقبة قبل بداية امتحانات نهاية العام ب 5 أشهر تقريباّ منذ شهر يناير أو فبراير، وتبدأ الامتحانات في يونيو، ويتم صرف مكافأة 7% علي اليوم الواحد ويستمر ذلك حتي نهاية أعمال الامتحانات والتصحيح ويستمر عمله 7 أشهر علي مدار العام، لتظهر الامتحانات بالشكل الذي نراه كل عام، فلا يتم الاهتمام بوجود أماكن تصحيح متميزة وإن كان حدث بعض التطوير فيها خلال الأعوام الماضية وكذلك لا تقام استراحات بالشكل الذي يليق بالمعلمين. لكن كيف يكون هناك كل هذه الأخطاء بعملية التصحيح رغم مرور الورقة علي 4 أو 5 معلمين قبل أن يتم تجميعها؟ - بالفعل الورقة تمر بمراحل مختلفة بداية من التسليم والتسجيل والتصحيح وحتي المراجعة ولكن شخصاً واحداً قد يضيع كل هذه المجهودات كما أن مسئولية الكنترول ولجان المراقبة تتمثل في ضبط العملية الامتحانية ككل ولكن هذا لا يحدث. كيف يكون الحل للقضاء علي مشكلات التصحيح والكنترولات؟ - الحل يكمن في إصلاح نظام التعليم بشكل جذري دون عمليات الترقيع التي تحدث حالياً، لكننا إذا كنا نتحدث عن نظام الامتحانات فهناك ثلاث بدائل لإنهاء كل هذه المشكلات فالبديل الأول يتم تطبيقه في معظم الدول العربية المحيطة بنا كأقرب مثال والتي ألغت فكرة الامتحانات المركزية والكنترولات ولجان المراقبة والملاحظة وأصبح الامتحان مجرد مهمة يقوم بها المعلم أثناء قيامه بالتدريس داخل الفصل فهو يقوم طلابه طول السنة وليس مجرد يوم واحد في نهاية العام الدراسي. علي أن يعلن نتيجة الامتحان للطلبة بنفسه في نهاية الفصل الدراسي وبدون كنترولات وبالتالي يصبح امتحان نهاية العام لاقيمة له فالطالب يكون قد مر بعدد كبير من الامتحانات قبل أن يصل للامتحان النهائي. لكن بالتأكيد يكون هناك درجات لامتحانات نهاية العام وتحديداً في الشهادات العامة؟ - هناك بعض الدول تقرر نسبة 15% علي امتحان نهاية العام وهناك دول أخري 20% وفي هذا النظام من التقويم فإن أكبر نسبة لامتحان نهاية العام تصل إلي 30% في مقابل 70% يحصل عليها الطالب علي مدار العام الدراسي وهو بعكس مايحدث في مصر ففي يوم واحد يحصل الطالب علي 100% من المجموع وخلال ال100 يوم الباقية علي مدار السنة لايحصل الطالب علي درجة واحدة وبالتالي أصبح اهتمام الطالب منصبا علي الامتحانات وفقط. وماذا عن نظم التقويم الأخري المطبقة في دول العام المتقدمة؟ - البديل الثاني تطبقه الدول المتقدمة في مجالات نظم التعليم مثل سنغافورةوفنلندا واليابان وكوريا والتي ألغت فكرة الامتحانات النهائية تماماً وفي نهاية كل عام يقوم المعلم بعمل اختبارات تكوينية ومن خلالها يقيم الطالب علي مدار العام الدراسي وفي فنلندا مثلاً يتم عمل اختبارات قومية كل ثلاث سنوات ويكون علي مستوي الدولة ولايعلن درجاته للطلاب ولا أولياء الأمور ولكن هدفه أن تعرف الدولة مستوي التعليم لديها لمعالجة نقاط الضعف وتقوم بتطويرها ويكون هناك امتحانات مستمرة طول السنة داخل المدرسة. وماذا عن البديل الثالث؟ - البديل الثالث للقضاء علي مشكلات التقويم يتم تطبيقه في عدد كبير من دول العالم والذي يعتمد علي عمل اختبارات للقدرات لقياس ذكاء الطالب وقدراته علي التعلم في أي من المجالات وهذه الاختبارات لاعلاقة لها بالمواد المدرسية بل بمستقبل الطالب مع وجود الاختبارات المركزية ولكنها لاتحدد مستقبل الطالب. أي من البدائل الثلاثة يصلح للتطبيق في مصر؟ - أفضل أن تتجه مصر نحو التجربة الفنلندية فهي أكثر تجربة تناسبنا في الوقت الراهن والتي ألغت فكرة الامتحانات النهائية تماماً علي أن يقوم المعلم بعمل اختبارات تكوينية نهاية العام ومن خلالها يقيم الطالب علي مدار العام الدراسي مع عمل اختبارات قومية كل ثلاث سنوات ويكون هدفها قياس مستوي نظام التعليم للوقوف علي نقاط ضعفه وللعلم فإن نظام التعليم في فنلندا مصنف الأول عالمياً خلال الفترة الحالية.