في تطور لافت تصاعدت حدة أزمة القمامة المتراكمة في شوارع لبنان منذ أشهر، حيث اندلعت في بيروت تظاهرات مطلع الأسبوع الجاري اعتراضاً علي تفاقم كميات «الزبالة» في كل مكان، ووقعت اشتباكات قوية بين المتظاهرين وقوات الشرطة، أسفرت عن إصابة 300 شخصاً، في وقت لوَّح رئيس الحكومة اللبناني بالاستقالة من منصبه حال فشل جلسة من المقرر أن تعقدها الحكومة الخميس 27 أغسطس الجاري للتعامل مع «أزمة النفايات». وفي حين أطلق نشطاء حملة تحت شعار «طلعت ريحتكم»، تجمَّع آلاف المواطنين قُرب مقر البرلمان اللبناني وسط بيروت، احتجاجاً علي عدم جمع القمامة من الشوارع بعد إغلاق مكتب النفايات الرئيسي في بيروت، لكن الشرطة واجهت المتظاهرين باستخدم الغاز المسيل للدموع، والرصاص المطاطي، وخراطيم المياه، بينما حمَّل بعض المتظاهرين ما يسمونه «الشلل السياسي والفساد» مسئولية أزمة القمامة. وبدا الشارع اللبناني ملتهباً علي طريقة ثورات الربيع العربي، حيث ردد المتظاهرون شعار «الشعب يريد إسقاط النظام» ورفعوا لافتات لصور سياسيين كتبوا عليها «بعض القمامة يجب التخلص منها»، واعتصم العشرات في ساحة «رياض الصلح»، وأطلقوا هتافات تطالب برحيل رئيس الحكومة تمام سلام والثورة ضد الفساد الحكومي. وفي تعاملها مع الأزمة لم تجد الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان سوي استخدام عبارات ارتبطت بالثورات العربية، حيث وصفت المتظاهرين الذين واجهوا الشرطة بالحجارة وقنابل المولوتوف ب «العناصر المُندسة».. في المقابل، أكد سلام في مؤتمر صحفي عقده الأحد الماضي علي محاسبة كل مسئول عن إطلاق النار في التظاهرات، مؤكداً علي حق اللبنانيين في التعبير عن آلامهم بأي طريقة، مقراً في الوقت نفسه بعجز حكومته عن إيجاد حلول سحرية، وقال: «إن لم تكن جلسة يوم الخميس المقبل في مجلس الوزراء مثمرة فلا داعي للحكومة».