ظهرت لغة جديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي قوامها «الإيموشن»، وهي الوجوه الصغيرة الصفراء الباسمة التي يعرفها كل من له علاقة ب«فيسبوك»، وباتت تلك الوجوه حاملة شعار البهجة والضحكة في العالم الافتراضي، فيما تحولت الضحكة التي كانت ترج المكان إلي مجرد «هاهاها» مكتوبة بالأحرف علي الشاشات الباردة، ولم تعد النكتة طليقة بل عرفت طريقها هي الأخري إلي مواقع التواصل الاجتماعي، في زمن تفرض الأخيرة سطوتها علي الكثير من تفاصيل الحياة اليومية. يستحوذ العالم الافتراضي علي اهتمام ما لا يقل عن ملياري شخص في جميع أنحاء العالم، ما يعني اختلاطا ثقافيا غير مسبوق في تاريخ البشرية، فالآن يمكنك ان تتواصل مع جميع أنحاء العالم في نفس الوقت والحين، ما طرح إمكانية التعليق علي مختلف الأخبار بجميع اللغات من أشخاص لا يربط بينهم أي صلة كانت، ومن هنا لعبت الوجوه الباسمة الدور الرئيسي في إيجاد أرضية صلبة يلتقي الجميع عليها، تغني أحيانا عن كثير الكلام. ووفقا لأبحاث جديدة قام بها فريق عمل موقع «فيسبوك»، فإن مصطلح «LOL وهو اختصار للجملة الإنجليزية «Laughing out loud التي تعني الضحك بصوت عال، لم يعد الأكثر استخداما من قبل المترددين علي فيسبوك، للتعبير عن الضحك،بعدما انتصرت «هاها» عليها وباتت التعبير الأول الذي يستخدمه رواد موقع التواصل الاجتماعي الشهير. وقام محللو «فيسبوك»، بحسب الدراسة التي نشرت خلاصتها وكالات الأنباء العالمية،بتتبع أنماط الضحك في المشاركات والتعليقات العامة من دون المحادثات الشخصية خلال الأسبوع الأخير من مايو، حيث توفر لفريق العمل كنز من البيانات بفضل مليار ونصف مليار شخص في العالم يستعملون الشبكة الاجتماعية، فوجدوا أن الضحكة الأكثر شعبية علي الإنترنت هي «هاها»، والتي كانت تُستخدم من قبل 51% من الناس، والضحكة الثانية أكثر شعبية هي رمز الوجه السعيد الذي فضله 33.7% منهم، والثالثة هي «هي هي» التي فضلها 13.1% أما LOL» » فاقتصر استخدامها علي 1.9% ما يكشف اقترابها من حافة الانقراض. وفي مصر، استغل الشباب مواقع التواصل الاجتماعي لتدشين عدة صفحات تركز علي السخرية من أي شيء وكل شيء، فالضحك بلا سقف، وجاءت في المقدمة صفحة «أساحبي»، التي تحولت إلي ظاهرة فيسبوكية بامتياز، التي تمزج بين الكوميكس والجرافيك لإنتاج صور ساخرة تجمع بين رسومات شخصية أساحبي وبين خبر في موقع إليكتروني أو اللعب في تصريح لشخصية مشهورة وتغييره بصورة ساخرة، وليس أدل من انتشار «أساحبي» أن الكثير من الشباب دشنوا صفحات بنفس الاسم استثمارا لنجاحه، في وقت تحصد الصفحات المخصصة لاستعراض أحدث النكات إعجاب عشرات آلاف من المعجبين. ولم يعد هناك أي موضوع بعيد عن السخرية علي «فيسبوك»، فالعلاقات الأسرية والزوجية لها صفحاتها التي تسخر من طبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة، فضلا عن اتهام الزوجة المصرية بالنكد المزمن ما يفجر مواقف كثيرة تستغل علي مواقع التواصل الاجتماعي، ويحظي السياسيون بجانب كبير من سخرية العالم الافتراضي، لما في تصريحاتهم من تناقض ساخر مع ما يحدث علي أرض الواقع، خصوصا التصريحات المغرقة في الوردية،فضلا عن المناقشات الكروية التي حصلت علي دفعة قوية بعد حصول الزمالك علي الدوري، فالسخرية والضحك والقفشات باتت السمة الأبرز في عالم التواصل الافتراضي.