أتحدث أولا كابن من أبناء خط القناة، فأنا من مواليد مدينة بورسعيد الباسلة، وأعلم جيدا حجم المعاناة التي عاشها شعب بورسعيد علي مدار تاريخه وكذا مدن القناة التي أصبحت في بؤرة الأحداث، أتمني أن يلتفت العالم كله إلي أهمية هذه المنطقة التي دوما كانت مطمعا للغاشمين، وكم من أيام سوداء عاشتها تلك المناطق من أجل نصرة مصر وشعبها. وافتتاح تلك التوسعات وكذا التخطيط لمشروعات أخري تتساوي في الأهمية مع حجم المشروع تجعل مصر في مصاف الدول الكبري إن شاء الله. وأري أنه لابد من الاستفادة من الحدث ذاته وجعله انطلاقة لتطوير كل شيء يخص مصر في الوقت الحالي ولتعويض شعبها عن حرمان طويل طال البلد وللأسف جعلها تسير إلي الخلف خطوات وخطوات، ولقد رأيت دولا كثيرة لديها مشروعات عملاقة وتعيش عليها وتستفيد منها جيدا وأصبح لها مكانة بين دول العالم وذلك بمشروعات لاترقي إلي مشروع قناة السويس الجديدة والذي هو بحق مشروع شعب وليس مشروع شخص أو مجموعة أو كتيبة قامت بالعمل وحدها لقد غمرتني السعادة عندما كنت أري الناس الأصيلة تسعي وتسرع للمشاركة المادية وتدفع تحويشة العمر في هذا المشروع تلبية لنداءالوطن وهو شيء أسعدني جدا لأنه مؤشر جيد لعودة الانتماء إلي الوطن، وقد كنا علي شفا فقدان هذا الانتماء. وهذا المشروع جاء في الوقت المناسب ليعرف الشباب علي وجه الخصوص من هي مصر ومن هو شعبها الأصيل وأري تحولات كثيرة في رؤي هؤلاء الشباب إلي الأفضل لخدمة هذا الوطن. وأريد أن أنقل أحد المشاهد لأبناء الجيل الحالي عندما فرض العدو علينا حصارا اقتصاديا في وقت من الأوقات، فقد كانت السفن تمر دون الوقوف أو التوقف في مجري القناة لحظة واحدة وهذا يعني إطلاق رصاصات مميتة علي الأحياء من شعب القناة الذين يستفيدون وقتها من البيع والشراء مع تلك السفن وتقديم الخدمات لها، لقد كانوا يتوقفون خارج الموانئ وبعيدا عن حدودنا للضغط علي مصر وللضغط علي قادتها وعلي قرارها. ولكن هيهات لقد فوتنا هذه الأزمات وتعايشنا معها فترات طويلة ولكن الوضع اليوم يختلف عن ذي قبل. فأنت تقدم خدمة للعالم كله وليس لدولة أو دويلة صغيرة، وأنت تتحكم الآن في سرعة الوصول وتوقيته بعد تطوير أداء القناة والعالم كله الآن في حاجة إليك. ولا يختلف اثنان أن هذا المشروع. هو مشروع العمر وهو مشروع دولة شارك فيه كل جموع الشعب المصري المنتصر دائما بإذن ربه والسنة الفائتة من عمرنا ومن عمر مصر هي ملحمة حقيقية تؤكد أن الإنسان المصري منذ قديم الأزل وحتي الآن هو إنسان قادر علي تحقيق الإنجازات العملاقة وفي هذه المرة ضرب لنا أمثلة عديدة في الإرادة والتحدي التي كان البعض يتندر بها في وقت من الأوقات. علينا ألا نكف عن العمل الدؤوب وأعلم أن القيادة السياسية تقف مراقبا جادا وحاسما لتنفيذ الشق الأهم من هذا المشروع والبدء فورا في البناء الاقتصادي علي ضفتي القناة بإقامة المشروعات العملاقة وهذا هو الأهم الآن لعودة الفائدة علي جموع الشعب المصري الذي لابد من تقديره لقد شاركنا في تمويل المشروع كل حسب قدرته ورأيت ناسا يدفعون جنيهات قليلة مساهمة منهم في إنجاح المشروع وهؤلاء لهم التقدير والاحترام لأنهم بثوا الثقة في نفوس القائمين علي المشروع وجعلوهم يتقدمون ووراءهم سند قوي. أما عن نظرتي كرياضي عاش حياته كلها في هذا المجال. ومن خلال رؤيتي كممارس للرياضة في كل المجالات فأري أنه لابد من استغلال تلك المناطق وإقامة مدن رياضية جاذبة ومتكاملة وأثق أن رياضيي العالم سوف يتهافتون للمجيء إلي مصر والمشاركة في بطولاتها وإقامة معسكرات. ولابد أن نبني ملعبا مع كل مصنع ولابد أن نبني منشآت جامعية في البر الشرقي مع كل مشروع سوف يقام علي أرض محور القناة. المشروع أكثر من عملاق ولابد من أن نتعامل معه هكذا. ولابد من إتاحة فرص العمل لشبابنا وأثق أن النتائج سوف تكون 100% لأن من بني الأهرامات وشق القناة قديما وحديثا وعبر القناة وواجه العدو وكسره لايعرف كلمة المستحيل.