أن نطلق عليه "جوبلز" الشرق والوطن العربي، الذي استطاع تسخير قدرات الآلة الإعلامية لخدمة وطنه في أحلك ظروفه وشدائده وعبر بسفينة البلاد إلي بر الأمان، فإذا كان هتلر مات متباهيًا بوزير إعلامه "جوبلز"؛ فمصر كان لديها د. عبد القادر حاتم ذلك الشخص الذي تولي مناصب عديدة علي رأسها؛ المتحدث الرسمي لثورة 1952 ورئيس لجنة العمل العليا لحرب أكتوبر 1973 والمسئول دستوريًا عن رئاسة مجلس الوزراء لإعداد الدولة للحرب ومساعد رئيس الجمهورية للمجالس القومية المتخصصة ووزير الإعلام والثقافة والسياحة الأسبق، ومنذ أيام قليلة استيقظت مصر علي خبر فقدان هذا البطل الذي عاش وسطنا طوال 96 عاما - هي سنوات عمره لكنه ظل آخر 12 عاما منها في عزلة عن العالم والإعلام داخل منزلٌ عتيقُ بحي الزمالك يفوح منه عبق الماضي ورائحة التاريخ، عاش طوال هذه المدة علي الصلاة والعبادة حتي جاء قضاء ربه، وفي السطور التالية حوار حصري مع د. عبد القادر حاتم انفردنا به منذ شهور قليلة وكان آخر ظهور إعلامي أو صحفي لحاتم قبل وفاته وآخر حوار منذ 12 عاما هي المدة التي ابتعد فيها عن العالم، ويروي خلال هذا الحوار 96 عامًا من عمره عاصر خلالها رؤساًء وملوكًا تولوا مقاليد الدولة المصرية. إذاعة سرية أجبرت «إيدن» علي معاهدة الجلاء.. وحملة إعلامية أنهت العدوان الثلاثي رفضت طلب السادات بالقبض علي «المتآمرين» .. وبريطانيا كرمت عبد الناصر ونحن «لا» كيف بدأت خدمتك في القوات المسلحة؟ - بدأت خدمتي كضابط في سلاح الحدود عقب تخرجي في الكلية الحربية، ولن أنسي أحد المواقف التي وقعت أثناء فترة الخدمة حينما جاء "صول" من كتيبتي ليطلب مني إحضار طبيب لتوليد زوجته حينما كنت وقتها مقيما بمصر الجديدة وبالفعل ساعدته، وتشاء الأقدار أنه في اليوم التالي وأثناء حضوري الطابور صدمتني سيارة كان يقودها هذا الصول وأصبت بكسور في قدمي وحضر حينها رئيس الأركان بعد أن وصل له أن هناك مجندا حاول قتل ضابط وطلب مني رئيس الأركان تحديد عقوبة الصول وخاصة أنني سوف أصبح قعيدا وسأخرج من الخدمة دون معاش لأن خدمتي لم تكن قد تجاوزت 15 عاما في الحربية، إلا أن ردي وقتها أذهل رئيس الأركان فقد طلبت منه ترقية هذا الصول ففوجئ بطلبي وقال لي "من الواضح أن الصدمة أصابت دماغك" فكان ردي عليه أن الصول ظل طوال الليل بجوار زوجته التي كانت تلد وحينما وضعت أطلق علي مولوده اسم "حاتم" علي اسمي كما كان الصول يتمني الحصول علي ترقية، وأنا أطلب منك منحه الترقية لأنه ليس مذنبا كما أنني مخطئ لأنني وقفت أمام السيارة، وحينها منح رئيس الأركان ترقية للصول وقام بتحيتي علي هذه الرحمة، وبقيت حوالي سنة ونصف في المستشفي وبعد ذلك تم تعييني ضابط في خدمة الجيش. هل انضممت لتنظيم الضباط الأحرار؟ - جمعتني مواقف كثيرة مع تنظيم الضباط الأحرار وخاصة الرئيس عبدالناصر الذي كان زميل مدرسة واحدة في الإسكندريةمسقط رأسي قبل أن نكون ضباطا في الجيش وقد تشاركنا في المظاهرات ضد الانجليز، وأذكر أنه في يوم من الأيام كان هناك احتفال سنوي مقام بمدرسة عسكرية كنت أتولي رئاستها وحضره يومها عطالله باشا رئيس أركان الجيش فكانت الموسيقي العسكرية في استقباله وفوجئت بأحد الضباط كان يعمل معي ويدعي وجدي - وعرفت بعد ذلك أنه السكرتير المالي لتنظيم الضباط الأحرار - يستوقف موكب رئيس الأركان ويصرخ بصوت عال: "إزاي تعزف موسيقي واحنا في جيش" فأصيب رئيس الأركان بالذهول من موقف الضابط وقرر محاكمته ومحاكمتي باعتباري رئيس المدرسة، وعقب انصراف رئيس الأركان غاضبا دون استكمال الاحتفال عدت إلي مكتبي في انتظار المحاكمة إلا أن عبدالناصر الذي كان في وقتها في رئاسة الجيش وأحد أعضاء تنظيم الضباط الأحرار حضر وقال لي "احمد ربنا علي كده" فأخبرته أنه ستتم محاكمتي وإقالتي من الخدمة فبادر عبدالناصر قائلا: "يوجد في المدرسة مخزن أسلحة وضعناه أمس وكان سيتم استخدامه ضد الانجليز في القناة وإذا اكتشف رئيس الأركان ذلك كان سيتم القبض عليك"، ثم قام بطمأنتي أنه لن يتم محاكمتي أو اتخاذ أي إجراء ضدي فأيقنت وقتها أن وجدي اختلق هذه الأزمة لإبعاد أنظار رئيس الأركان عن هذا المخزن، وعقب ذلك طلب مني عبدالناصر الانضمام للتنظيم ولكني رفضت وطلبت منه إعفائي من ذلك بدعوي أنني وحيد ومسئول عن شقيقته الأرملة التي تعول خمس بنات، فإذا وقع ضرر عليه فسيكون مستقبلهن في مهب الريح. وكيف تم الإعداد لثورة 23 يوليو 1952؟ - بعد سنوات من هذه الواقعة كنت ضابطا برتبة ملازم في المخابرات الحربية وطلب مني رئيس المخابرات وقتها الحضور الي مكتبه وأخبرني أن هناك تنظيما من الضباط يسعي لإسقاط الملك وقرر اختياره - نظرا لحب وثقة جميع الضباط فيه - كي أساعده في الإرشاد عن هذا التنظيم، فتوجهت إلي مكتبي وهاتفت عبد الناصر وأخبرته بما حدث ووقتها قرر تبكير موعد الثورة لتتم في 23 يوليو 1952 بعد أن كان مخططا لها في وقت لاحق لذلك. وبماذا كافأك عبدالناصر علي هذه الخدمة؟ - حينما تولي عبد الناصر رئاسة البلاد أخبرني أنه قرر اختياري لأكون مديرا لمكتبه بجانب عملي في المخابرات الذي أسست فيه قسما للصحافة، وقال لي إن النحاس باشا وقع معاهدة مع الإنجليز للبقاء في قناة السويس وطلب مني إيجاد طريقة لإجلاء الانجليز فأخبرته أنه من الصعب خروجهم من مصر وضباطنا الفدائيين الذين ينفذون عمليات ضد ضباط الاحتلال في القناة ندفعهم بذلك إلي الموت، ولكني قدمت له النصيحة للوصول إلي المراد لخروج الانجليز من مصر؛ فأخبرته أنه يمكن استخدام الآلة الإعلامية للتأثير في الرأي العام البريطاني، واقترحت عمل محطة إذاعة سرية مستغلا ثقافتي ولغتي الإنجليزية مع عدد من الشباب علي أن يتم توجيه هذه الإذاعة باللغة الانجليزية لضباط الاحتلال في القناة ويكون اتجاهها العام "ما الفائدة من وجودكم في القناة علي أرض ليست أرضكم ويتم قتلكم علي أيدي الضباط الفدائيين؟؟" مع مطالبتهم بمناشدة رئيس الوزراء الإنجليزي -وكان في ذلك الوقت هو إيدن- بضرورة تحسين العلاقات مع مصر اقتصاديا وثقافيا والاكتفاء بهذا القدر من الحرب، وكان الهدف من ذلك خلق رأي عام في إنجلترا كي تقوده المعارضة للضغط علي رئيس وزرائهم بالانسحاب من مصر، وبالفعل نجحت الإذاعة في تأليب الرأي العام الانجليزي وحضر إيدن إلي مصر وطلب لقاء عبدالناصر وأخبره أن مظاهرات عارمة خرجت ضده عارضا عليه الانسحاب من القناة مع الإبقاء علي العلاقات بين البلدين وبالفعل وقع إيدن معاهدة الجلاء عن مصر، ثم اتصل بي عبدالناصر بعد منتصف الليل وأخبرني أن الإذاعة كان لها صدي كبير ونجحت نجاحا مبهرا وطلب زيارة مقر الإذاعة وبعدها قرر ترقيتي من بكباشي الي قائم مقام. وكيف تعامل عبدالناصر مع العدوان الثلاثي؟ - عقب تأميم القناة وبناء السد العالي الذي رفضت أمريكا تمويله، شنت إسرائيل وإنجلتراوأمريكا عدوانا علي مصر والمعروف باسم العدوان الثلاثي وحينها كنت متحدثا رسميا للثورة وطلب مني عبدالناصر إنشاء هيئة الاستعلامات وتكوين رأي عام عالمي ضد هذا العدوان، وبالفعل روجت إلي ذلك في الإذاعة والإعلام والصحافة حول العالم وكانت النتيجة انسحاب قوات الدول الثلاثة حتي أن موشي ديان قال: "كيف تم الانسحاب من دون حرب؟". أول وزارة للإعلام كان لك الفضل أيضا في إنشاء وزارة للإعلام.. فما قصة تأسيسها؟ - كلفني الرئيس عبدالناصر في أوائل الستينات بتأسيس وزارة للإرشاد لكنني طلبت منه تسميتها الإعلام وبالفعل كانت أول وزارة للإعلام في البلاد العربية وأخذت الفكرة سوريا والكويت وتونس وساعدتهم في تأسيس وزارات لديهم، وبقيت وزيرا للإعلام حتي 1966 حتي جاءت تجربة 1967 قاسية علي المستويات الإعلامية والسياسية والعسكرية، وعقب إنشاء وزارة الإعلام أصابت السيول معبد أبوسمبل وطلب المسئولون في الدولة حين ذاك من اليونسكو تقديم مساعدة إلي مصر بقيمة 12 مليون دولار لتمويل عملية إنقاذ أبوسمبل إلا أن اليونسكو رفض، وفي يوم لاحق لهذه الواقعة كان وزير الخارجية الأمريكي في زيارة لوزارة الإعلام وقررت إقامة حفل لاستقباله وأخبرته أن روسيا ساعدت مصر في بناء السد العالي فلماذا لا تساعدنا أمريكا في إنقاذ أبوسمبل؟ وبعد إقناع الوزير تمكن من إقناع الرئيس الأمريكي بتقديم 12 مليون دولار لمصر وعقب ذلك كافأني عبد الناصر بتولي منصب وزير الثقافة. وكيف أنشأت وزارة السياحة؟ - في أحد الأيام وجدت الرئيس عبد الناصر مهموما فسألته عن السبب فأخبرني أن محصول القطن تضرر بسبب الدودة، فقلت له إذا كان القطن يدر دخلا علي مصر 12 مليون جنيه فهناك فكرة سوف تدر علي مصر أضعاف ذلك، وهذه الفكرة كان قد عرضها عليّ مستر إيلهرت وزير المالية في حكم هتلر والذي كان في زيارة لمصر وقتها وهي "بيع الشمس"، فاستعجب عبد الناصر من ذلك فأخبرته أن مصر لديها هبة من الله وهي الشمس التي تفتقر إليها دول أوروبا ومعظمهم مصابون بالروماتيزم والروماتويد، وطلب مني إيلهرت تأسيس فنادق وزيادة عدد السياح الوافدين إلي مصر وتقديم تذاكر إلي الأوروبيين للحضور الي مصر بطائرات شارتر كما طالبت الرئيس عبدالناصر بإلغاء قرار جامعة الدول العربية بوقف التعامل مع أي دولة أوربية تساعد إسرائيل، وبالفعل اقتنع عبدالناصر بالفكرة وتم تأسيس 45 فندقا في مصر وإلغاء قرار الجامعة وقال لي: "أنت هتبني عمل كبير لأمل كبير" ثم طلبت منه إصدار قرار بإنشاء وزارة للسياحة. وماذا عن إنشاء التلفزيون؟ - طلبت من الرئيس عبدالناصر إنشاء مبني للبث التليفزيوني وحينها عارضني الزعيم الراحل وحاولت إقناعه فطلب مني حضور مجلس الوزراء لعرض هذه الفكرة إلا أنني فوجئت بجميع الوزراء وكان عددهم 20 وزيرا وقد رفضوا الفكرة وقال لي وزير الزراعة إن الفلاحين في القري لا يمكنهم السهر طوال الليل أمام التلفزيون ويهملون عملهم إلا أن عبدالناصر قال لي "سوف أوفر لك 200 ألف جنيه وأنشئ التليفزيون". هل مات الرئيس عبدالناصر موتا طبيعيا؟ - نعم مات عبدالناصر طبيعيا ولا أعتقد أن هناك شبهة جنائية في موته. وكيف بدأت عهدك مع الرئيس السادات؟ - عقب وفاة الرئيس عبدالناصر توجهت إلي انجلترا وحضرت هناك حفل تأبين لعبد الناصر رغم عداوة بريطانيا له، وحينما عدت كان الرئيس السادات قد تولي منصب رئيس الجمهورية واتصل بي وطلب مني الحضور إلي مكتبه وقام بإدارة تسجيل لمكالمات تتم بين مساعدي عبدالناصر من الناصريين مثل علي صبري وسامي شرف ومحمد فايق والذين كانوا يتآمرون ضد السادات ويحاولون القبض عليه، وأخبرني الرئيس السادات أن هؤلاء قرروا انتظاره أثناء دخوله مبني التليفزيون لإلقاء القبض عليه بعد أن أرسل السادات مدير مكتبه إلي المبني وقاموا بطرده، فطلب مني السادات التوجه مع ممدوح سالم وزير الداخلية حين ذاك وبقوة من الجيش وإلقاء القبض عليهم إذا حاولوا منعي، ثم أعطاني قرارا بالقبض عليهم لاستخدامه إذا عارضوني فرفضت ذلك وقررت التوجه إلي التليفزيون بمفردي وتم استقبالي من العاملين هناك بترحاب شديد وهتاف. اغتيال السادات ماذا تذكر عن حادث اغتيال الرئيس السادات؟ - سبق حادث الاغتيال خلافات نشبت بين الرئيس السادات ونائبه حسني مبارك بعد علم الرئيس أن مبارك يؤلب الجيش ضده ويقربهم منه ومن المشير أبوغزالة وكذلك بعد توجه مبارك إلي السعودية وأخبر المملكة أنه أحد رجال المملكة، فطلب السادات من مبارك السفر إلي الغردقة والبقاء هناك وبالفعل ظل حوالي 15 يوما حتي جاء يوم العرض الذي كان موافقا يوم الخميس وفوجئت بحضور مبارك الاحتفال، كما أذكر أن في ذات يوم الاغتيال قرر السادات منحي بعض سلطات الرئيس لمباشرة اختصاصاته بموجب القرار رقم 220 لسنة 1979، كما جمعتني صورة مع الرئيس السادات قبل العرض العسكري بساعتين في موقع المنصة وفيها يظهر السادات يصافحني ويقبلني ولكنه في الحقيقة كان يهمس إلي أذني ويخبرني بسر خطير لم أفصح عنه. وماهي قصة تأبين عبد الناصر في بريطانيا؟ - يرجع تاريخ هذه القصة إلي ما بعد وفاة الزعيم جمال عبد الناصر وقد كنت حينئذ أعمل أستاذا في إحدي الجامعات في إنجلترا، وحينما كنت أتحدث عن عبدالناصر لزملائي البريطانيين ودوره في صياغة تاريخ مصر المعاصر إلا أنهم هاجموني وهاجموا عبد الناصر قائلين إنه سرق قناة السويس من بريطانيا ودول أوروبا فقمت بالرد عليهم أنه لايستحق هذا الهجوم منكم فعبد الناصر رجل شريف وبطل عظيم عاش مهموما بقضايا وطنه وعاش ومات فقيرا لم يأخذ شيئا لنفسه بل عمل علي محاربة الفقر وتحقيق العدالة الاجتماعية في مصر ثم إنه لم يسرق قناة السويس بل قام بتسديد قيمة أسهمها لمالكيها كما أن القناة هي ملك للمصريين. ورغم هذه العداوة الشديدة.. كيف أقام الإنجليز حفلا للزعيم بعد وفاته؟ - بعد أسبوع من هذا الحوار التقيت مع صديقي مستر ماكملان رئيس وزراء بريطانيا بعد العدوان الثلاثي علي مصر وحينها كنت في انجلترا وقال لي: "هل عندك بدلة ورابطة عنق سوداء؟ فأجبت بالنفي!" فباغتني بسؤال آخر "سوف أدلك علي محل يمكنك أن تستأجر منه هذه الأشياء وعليك أن تستأجر رداء أسود لزوجتك ثم تتوجه في الأسبوع المقبل إلي مجلس العموم البريطاني لأنه سيقام حفل كبير لتأبين عبد الناصر".. وبالفعل وفي اليوم المحدد ذهبت إلي مجلس العموم فوجدت القاعة وقد اتشحت بالسواد وامتلأت عن آخرها برجال الدولة والصحفيين ورجال السياسة ثم بدأ عدد منهم في إلقاء كلمات تضمنت أعمال وإنجازات الزعيم الراحل وكيف أن الصحافة البريطانية ظلمت عبد الناصر واتهمته اتهامات غير صحيحة، ثم طلب الحضور مني إلقاء كلمة فدهشت حيث إنني لم أكن مستعدا لذلك ثم توجهت إلي المنصة وصمت لبضع دقائق حتي أن الحضور ظنوا أنني أقف دقيقة حدادا علي روح الزعيم فوقفوا هم جميعا حدادا وبعد ذلك بدأت في الحديث أن هذا الموقف ليس بغريب علي دولة عظيمة مثل بريطانيا تحترم العدالة والسلام وتعيد لكل ذي حق حقه ويا ليت روح عبدالناصر أن تكون معنا الآن وترفرف في المكان حتي تري أعداء الأمس وهم يكرمونه ويقدرونه.. وحينما عدت للقاهرة لم أجد تكريماً يستحقه عبدالناصر في بلاده مثل ما تم في إنجلترا.