استوقفتني آية في سورة النمل يقول تعالي «إذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم إن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون» فهذه الآية مرعبة لو تحققت بالفعل.. وتدل علي أن الرحمن لا يعمل علي إيذاء عباده فهو يحب عباده.. والدليل أنه لم يخرج هذه الدابة من الأرض حتي الآن وبالتأكيد أن هناك آيات كثيرة بين يديه لا يخرجها علينا إلا من دافع الحب والخوف علي عباده. وتخيلت لو أننا في ميدان التحرير في وقت الظهيرة وإذا بالأرض تنشقق وتخرج منها هذه الدابة لتكلمنا مشهد مرعب بكل المقاييس.. فالميدان فيه آلاف السيارات والبشر يتحركون الصورة تقف والمشهد يتجمد وتخرج الدابة وتبدأ تكلمنا.. وعيوننا جميعا ننظر إليها في دهشة وهنا فريق من الناس يفر مرعوبا من المشهد.. وآخرون قد يصاب منهم بالجنون وآخر يصاب بالعمي.. وسيدة تلد مكانها.. ومئات تقع علي الأرض مغشياً عليهم.. كل ذلك يحدث وربما أكثر فهناك رجل أعمي في الميدان يرتد إليه بصره.. وهناك طفل يشيب ويتكرمش جلده ويصاب بالشيخوخة المفاجئة. الخوف من شكل الدابة التي هي سداسية الأبعاد وألوانها لم نعتد عليها ولها عينان كبيرتان وصوتها يدخل الرعب إلي القلب وهو صافي جدا عندما تقول.. أرسلني الرحمن لأكلمكم.. المشهد لا يصدقه عقل ونقف لنسمع وتتساقط الدموع من هول الكلمات التي تلقيها علينا.. وتصمت برهة فتنظر حولها فتري أناسا أبصارهم شاخصة.. والعرق يتصبب منهم.. وهناك صراخ وعويل خوفا من المعجزة التي تكلمهم عن الرحمن. وشعرت كم مقدار الحب عند الرحمن لأنه لم يخرج هذه الدابة فهو الحب كله.. ياحبيبي يارحمن (كل هذا الحب لعبادك وخوفك عليهم.. ما أجمل حب الرحمن.