أريد أن أحدّث الأشياء مثلها ، تقول إن الجماد يحس بها وإلا لما كانت العين فلقت الحجر (وكلُُ يسبح باسمه سبحانه )، في نفس المكان تأتي حاملة بعض الأقفاص تضع اثنين منها بالمقلوب وفوقها تضع صينية دائرية الشكل تقسمها أربعا، ترص فوقها حبات الطماطم والكوسة والباذنجان ، وبعض الخيار ، ترشها ببعض الماء الذي يضفي عليها لمعة براّقة تجذب عين المارة ، وأنا كل يوم أسير بجوارها مع شقشقة النور وزقزقة العصافير ، أراها تحدث الخضار والأقفاص وحتي الحجر الذي تسند عليه رجلها ، تسبح وتحوقل وتدعو للغائب، عندما أقترب أمامها تتدحرج حبة طماطم طازجة أمامي ، أهم بالتقاطها لأضعها فوق الصينية ، تبادر بقولها ، هذه نعمة من الله ورزق الصباح لك لا تردها ، إن لها طعم السكر فهي طازجة ، أحملها وأغسلها بالماء بجوارها وأقضم منها قضمة ، إنها بالفعل كما السكر في حلاوتها ، ثم أواصل السير مبتسما للصباح . أصبحت أنتظر حبة الطماطم كل يوم التي أظن أنها تتدحرج خصيصا لي بفعلها هي ، اليوم تأخرت بعض الشيء فخرجت مسرعة توقفت أمامها فلم أجدها في مكانها المعتاد ، تلفت حولي لعلها غيرت مكانها فلم أجدها وقفت أنتظر حبة الطماطم ، نظرت إلي الأرض ، وغابت عني ابتسامة الصباح فعدت مرة أخري . بعد أيام وجدتها ، أقبلت عليها ولم تتدحرج حبة الطماطم ، جلست بجوارها وسألتها ألم يعد الجماد يسبح ؟ نظرت إليّ بدمع مخنوق ، وقلب محصور ، وكف يرتجف سقطت منه حبة الطماطم ولكن ليس عمدا ، قالت : لقد سقط ولدي الوحيد في انفجار الأمس ، فلمن يسبح الجماد ولمن يبتسم الصباح . غبار العدس من القري البعيدة ومن هذا الطين العتيق يرقص الغبار النقي بين مقشتين مسالمتين جدا تمسكهما يد القدر بحرفية تامة .. لتلوث الأرض ببذرة الحياة... من نثار القتيل الأول إلي بقايا غبار العدس العالقة علي رصيف الجوع تنام العدالة في زاوية التشرد تعيسة الحظ لأنها للأسف طالعت صباحا .. غراب فصيح؟! من صرخة تمزق جسد الصمت لرائحة تخاتل شبق الأرض برايات سوداء ترفرف مع الريح هذه المسافات الزائدة عن حاجة الطرق والنهائيات المستقيمة للمخلصين جدا للخطي الحافية فوق رماد الحروب رضا أحمد القاهرة حلفتك بالحلم ارجع حيّ متزوّق بعافيتك وكفوفك ضيّ اسمك روحه في جسمك موش يافطة لشارع أو بيت مهجور مين غيرك هايخطّي بأحلامنا لبكره من يزرع حواديتنا بفكره مين علشانه نحبّ ونكره ؟ مالنا ومال المماليك أوديك اتخاصم مع ديك لساك ما فتحتش دنيا فاتمهل واملا جيوبك حواديت إيه بعدك تفرح له عيون ؟ لو ضحّت بيك الأوطان واتزف علي دفاها جبان تتكسّرجوانا الريح حتي إن غنوا وقالوا : شهيد . حلفتك بالحلم الساطع في جبينك ما تروحش لله قبل ما تقضي الدين اللي عليّ عبدالرحمن محمد أحمد - نجع حمادي