النور مكانه في القلوب.. أحضن خيوط شمس الغروب.. يا تكون قد الحياة يا تعيش وحيد وسط الدروب.. اليأس ضعف وخوف جبان.. لكن الأمل يفتح ببان" كلمات تغني بها المطرب مدحت صالح ضمن أحداث فيلم أمير الظلام وهو الشعار الذي يرفعه حاليا أوركسترا النور والأمل كدعوة للتحدي، وتحقيق النجاح علي المستوي الشخصي والعملي، فهو فريق فريد من نوعه يبصرون بنور قلوبهم ويعزفون أجمل الألحان لأصعب المقطوعات الموسيقية الشرقية والغربية، فتيات النور والأمل حققن الشهرة الواسعة والنجاح خارج حدود الوطن ، ومثلن مصر في العديد من المحافل الفنية التي كانت انطلاقتهن الحقيقية ووصفن بالهرم الرابع في منطقة الأهرام. اقتربنا من أعضاء الفريق لنتعرف أكثر عن حياتهن واهتماماتهن وأهم الأعمال الموسيقية التي يفضلنها علي المستوي الشخصي وعلي المستوي العملي، وأهم المشكلات التي يعانين منها التي تقف حائلا أمام أحلامهن الموسيقية.. وكانت البداية مع السيدة آمال فكري رئيس أوركسترا النور والأمل التي أعربت عن بالغ استيائها لما تمر به الجمعية عقب أحداث الثورة التي أثرت بشكل سلبي عليها، منذ عام 2011 وحتي وقتنا الحالي نعاني من قلة التبرعات وهي الأساس الذي تعتمد عليه في عملية دعم الأوركسترا من أجل التواصل والاستمرارية، وللأسف نجد الدعم المعنوي من جميع السفريات الخارجية والتشجيع الذي لايوصف وهو الذي يساعدنا علي التحدي والمشاركة في أكثر من فاعلية خارج وداخل البلاد، وفتيات النور والأمل كان لهن الحظ الأوفر في تقديم ما يقرب من 29 حفلا وحققن من خلالها نجاحات كثيرة. وأضافت يتكون أوركسترا النور والأمل من 70 عازفة وينقسم إلي قسمين الأوركسترا الكبير ويتكون من 43 عازفة و27 عازفة في الأوركسترا الصغير واشتهر الأوركسترا في الخارج باسم الهرم الرابع في هضبة الأهرامات. وتؤكد آمال فكري أنها تلقت أيضا إشادة قوية بالأوركسترا عندما قام بالعزف في إحدي الحفلات بالنمسا، حيث تصدرت عناوين الصحف هناك ما يؤكد أن فتيات النور والأمل غزو ثقافي جديد للنمسا وكان من ضمن العناوين أيضا فتيات النور والأمل أحضرن الموسيقي لبلد الموسيقي. وأوضحت قائلة تعلمت الكثير من الأوركسترا ومن الفتيات الكفيفات حيث الإصرار والعزيمة والتحدي حتي يتفوقن علي المبصرين. وترجع البدايات الأولي للأوركسترا عند تأسيس جمعية النور والأمل لرعاية الكفيفات عام 1954 علي إيدي مجموعة من السيدات المتطوعات تحت رئاسة السيدة استقلال راضي كأول مركز في الشرق الأوسط لرعاية الكفيفات وتعليمهن وتأهيلهن مهنيا ودمجهن في المجتمع. وتضيف آمال فكري قائلة.. إن الهدف الرئيسي لجمعية النور والأمل هو إرساء حقوق الفتيات والسيدات الكفيفات بتوفير التعليم المجاني والإقامة الداخلية وبرامج تعلم القراءة والكتابة بطريقة برايل ومحو الأمية، بالإضافة إلي التدريب المهني من أجل تطوير إمكانياتهن. ويقول الدكتور علي عثمان قائد الأوركسترا والأستاذ بمعهد الكونسرفتوار: بدأت مع الأوركسترا منذ عام 90 كأستاذ لمادة السولفيج والهارموني وفي عام 2000 عملت كمساعد للمايسترو الراحل أحمد أبوالعيد مؤسس أوركسترا النور والأمل، وكان يعد الأب الروحي لهم، وبعد وفاته في عام 2004 تسلمت قيادة الأوركسترا وتحملت المسئولية الصعبة وأقوم بدور المدرب الأساسي للأوركسترا ومهمتي الرئيسية هي أثناء فترة التجريب من خلال تدريبهن علي بعض المقطوعات وحفظها جيدا، لأنهن أثناء الحفلات لايعتمدن علي القائد في عملية العزف ويقتصر دوري علي إعطاء شارة البدء، وفي الحفلات أيضا لايعتمدن علي النوتة الموسيقية ويقتصر الأداء والعزف عن طريق الحفظ أثناء البروفات. وأضاف.. الأوركسترا أبهر العالم العربي والغربي في جميع الحفلات التي قدمها لأنه يقوم بحفظ المقطوعة غيبا علي عكس المبصر الذي يعجز عن ذلك. وفيما يخص التعامل مع الأوركسترا أو مدي الصعوبة في التعامل يقول.. مع مرور الوقت أصبح التعامل سهلا ولا أجد صعوبة في التعامل معهن لأنهن عاشقات للموسيقي لكن من ناحية مسألة الحفظ المقطوعة قد تستغرق أربعة أيام بمعدل 4 ساعات يوميا، ومن أهم الأعمال التي نحرص علي تقديمها والتدريب عليها أعمال لكل من أبوبكر خيرت وراجح داود ورفعت جرانة وعطية شرارة وجمال عبدالرحيم والكثير من أعمال التراث. وتقول شيماء يحيي إحدي العازفات بالأوركسترا إنها مزيج بين الجيل الثاني والثالث حيث تشارك بالعزف منذ مايقرب من 22 عاما علي آلة الكمان، وأكدت أنها استفادت كثيرا من هذا المزج من ناحية الخبرة والاتقان في الأداء مشيرة إلي أن إيمانها الشديد بقوة أوركسترا النور والأمل هو الذي ساعدها علي نجاحها كعضوة ضمن الفريق وهو ما غرسه الراحل الدكتور أحمد أبوالعيد في كيفية التكوين والتأهيل النفسي والبدني والفكري لكي تكون موسيقي أوركسترا ناجحاً. وعن عملها بعيدا عن كونها عضوة في الأوركسترا تقول: حصلت علي ليسانس الألسن إنجليزي وفرنساوي جامعة عين شمس عام 2006 وحصلت أيضا علي دبلوم تربوي من أجل عملي مدرسة للغة الإنجليزية بمدرسة النور والأمل. وعن سر تمسكها بآلة الكمان وحبها للعزف عليها طيلة هذه السنوات قالت: آلة الكمان تعبر عما بداخلي حيث أعجز في أوقات كثيرة عن التعبير عن هذه الحالة بالكلام، ومن ضمن أسباب عشقي لها أنها تعبر عن كل الحالات من فرح وحزن لقدرتها علي تغيير الأصوات من الحاد إلي الغليظ، ومن أحب المقطوعات والأعمال إلي قلبي وأشعر بإحساس غريب أثناء عزفها أعمال لموتسارت والهباليرا وباليه بيزيه والهندية ولونجا رياض. أما مريم كمال وهي في الفرقة الثانية كلية الألسن قسم اللغة الأسبانية بجامعة عين شمس.. فتقول إنها حالفها الحظ لتشارك في أضخم حفلين أقيما بفرنسا والنمسا ولقيا استحسانا كبيرا من جميع الحاضرين، كما سافرت أيضا في عمر العشر سنوات لليونان وكنت وقتها أعزف علي آلة الكلارنيت، لكن حاليا أقوم بالعزف علي آلة الكمان. كما أسعي دائما إلي أن أعزف بعض الأعمال من خلال اجتهاداتي الشخصية دون التقيد بأعمال فنية معروفة. وتقول فاطمة سيد التي تدرس بالصف الثاني الإعدادي أنها تعزف علي آلة الكلارنيت منذ خمس سنوات وتعشق هذه الآلة لأنها تعبر عن شخصيتها، وسوف تستمر في عزفها علي الرغم من أنها لم تختر العزف عليها ولكن بعد عدة أيام من عزفها ارتاحت لها ولم تستطع التخلي عنها حتي وقت فراغها. أما مروة سليمان خريجة ألسن إنجليزي جامعة عين شمس وتعمل موظفة بالجامعة فهي ضمن فريق أوركسترا النور والأمل وهي في عمر عشر سنوات وتعزف علي آلة الكمان وهي في المرحلة الابتدائية وتقول عنها: أجد راحة نفسية في التعامل مع هذه الآلة والتي تأخذني إلي عالم آخر عندما أقوم بالعزف عليها وعلي الرغم من صعوبتها إلا أن الأصعب هو تغييرها والتعامل مع آلة أخري ودائما ما أقوم بعزف كونشيرتو لفيفالدي وباخ وموتسارت ومن أهم الأعمال الشرقية التي أحب عزفها دائما "مصر تتحدث عن نفسها" لأم كلثوم. ومن المهام الصعبة في الأوركسترا هي طريقة عمل النوتة الموسيقية بطريقة برايل خاصة أن من يقوم بكتابتها أيضا إحدي السيدات الكفيفات وهي المهمة التي تقوم بها السيدة شريفة الأنصاري والتي تقوم بتحويل النوتة من مبصر إلي برايل ويتعاون معها اصطاف مكون من أربع فتيات كفيفات أيضا، والتي تقول عنها أعمل في هذا المجال منذ مايقرب من 35 عاما وأقوم بنسخ هذه النوت من خلال العزف علي كل آلة منفردة حتي أسمع وأترجم وأقوم بوضع علامات التعبير وعلامات الصوت ثم بعد ذلك أقوم بأرشفة النوتة برقم لكل عازفة في الأوركسترا لأن لكل عازفة نوتة خاصة بها علي حسب الآلة التي تستخدمها، وأستعين في طريقة عمل النوت بالمسطرة والورقة والقلم. وبجانب عمل النوت أقوم أيضا بالعزف علي آلة الفيولا وكنت من قبل أعزف علي آلة الكمان، لكن شعرت بانجذاب شديد تجاه آلة الفيولا علي الرغم من التقارب الشديد بينهما إلا أن الفيولا مساحتها الموسيقية والصوتية أوسع والكمان سكوندو. وحتي ألمس الفرق بين الاثنتين أخذت ما يقرب من 10 أيام لتوضيح الفرق بينهما كما أقوم أيضا بالتدريس لمادة التربية الموسيقية بالمدرسة التابعة لجمعية النور والأمل.