كنت فتاة لا تجيد المشي إلا علي أطراف أصابعها، لم يكن للأمر علاقة بالخفة أو اللهو، ولكني كنت أشفق علي الأرض من الضغط عليها بكلتا قدمي. في الخامسة تقريبا بدأت أفكر في أول طريقة تخلصني من إحساسي بالذنب تجاه الأرض التي لا أتوقف عن دهسها، فكرت في أن أصعد فوق أحد الكراسي أو أن أجلس علي حافة النافذة. في السادسة فكرت أن أصعد فوق الكرسي ثم أقفز منه في محاولة مني لأن أمسك بسقف الصالة كي أتدلي منه كنجفة. في السابعة أدركت أنني كنت غبية جدا وأن الأرض تشدنا إليها عمدا، لكن هذا الاكتشاف لم يجعلني أمتنع عن إلصاق أذني بالأرض كل فترة كي أتأكد إن كانت لازالت تشتكي مني. بعدما كبرت ظننت أن الأمر كله قد انتهي وأن إحساسي بالذنب تجاه الأرض لم يعد موجودا، ولم أنتبه أبدا إلي أن أحلامي كلها كانت تحكي عن سعادتي في لحظات انفصالي عنها.