مع ارتفاع تكاليف الزواج وتأخر سن الزواج ظهر نوع جديد من الزواج يطلق عليه البعض في مصر زواج "بارت تايم" part time يضطر فيه الزوج إلي السفر للعمل خارج البلاد لفترات طويلة، لتحقيق الاستقرار المادي الذي يعينه علي مواصلة مشوار الحياة ولا يعود لوطنه وزوجته وبيته إلا في أثناء اللإجازات السنوية وأحياناً قد يطول الانتظار بالسنوات إلي أن تسمح ظروف عمله في العودة لزوجته قبل أن يعاود الرجوع للبلد التي يعمل بها مجدداً. تقول خبيرة التنمية البشرية رنا العايدي: انتشار هذه الظاهره يرجع إلي عدة أسباب أهمها الجانب المادي الذي يجعل الفتاة تقبل الزواج بهذه الطريقة، كما أن تأخر سن الزواج في المجتمع المصري، وحرص الأهل علي استقرار بناتهم وكذلك ارتفاع معدلات العنوسة.. كل هذه الأمور تضعها الفتاة في اعتبارها بسبب نظرة المجتمع الشرقي للفتاة التي لم تتزوج، ما يدفعها إلي قبول الزواج من رجل مرتبط بالعمل في دول عربية أو أجنبية لتوفير نفقاته وفتح بيت مستقر، والكثير من هؤلاء الأزواج يكونون في بداية حياتهم العملية وبالتالي يكون من الصعب عليهم أخذ زوجاتهم معهم إلا بعد أن تستقر أمورهم المادية بشكل يسمح بذلك. بينما يقول الدكتور حمدي الفرماوي رئيس جمعية الدعم النفسي: يمكن تقسيم الفتيات اللاتي يفضلن هذا الزواج إلي ثلاث أنواع الأول، فتيات في حاجة اجتماعية ومادية ونفسية للزواج حتي تكمم الفتاة الأفواه والنظرات إليها، وفتيات لجأت للزواج بسبب الإعجاب بشخص ورغبت في الزواج منه وكانت ظروف الزوج أنه يظل لفترات طويلة بعيداً عن بيت الزوجية وأخيراً هناك فتيات يوافقن علي هذا النوع من الزواج لأسباب منها شعورهن بالحرية والاستقلالية بعيداً عن أسرتها وبيئتها. يتابع: هذا النوع من الزواج ينتج عنه العديد من المشكلات للمرأة وللأبناء علي المدي البعيد، إذ إنه وبعد فتره تبدأ المرأة في الشعور باحتياجها إلي وجود شخص إلي جوارها لإشباع احتياجات طبيعية ذاتية أو مجتمعية، لذا فغالباً هذه الزوجة تشعر بالوحدة والملل بل وقد يصل الأمر معها إلي حد شعورها بالندم علي هذا الزوج وقد تقرر الانفصال والطلاق من زوجها.