ما أن تقترب المرأة من سن الأربعين حتي ينتابها القلق بشأن تقدمها في السن وفقدانها لجانب من جمالها ودورها في محيط أسرتها، بسبب أن المجتمعات الشرقية تنظر للمرأة باعتبار أنها في سن اليأس حين تتجاوز هذه السن، وقد تصاب المرأة بأعراض نفسية خطيرة من بينها نكوصها إلي مرحلة المراهقة. أستاذة الصحة النفسية الدكتورة رحاب العوضي تقدم باقة من النصائح المهمةالتي تساعد المرأة علي تجنب مشاكل مرحلة الأربعين. تقول الدكتورة رحاب العوضي إن بلوغ سن الأربعين يتمثل عضوياً في نقص هرمون الاستروجين المسؤول عن الدورة الشهرية لدي المرأة، وبالتالي تضطرب الدورة الشهرية إلي انقطاعها نهائيا، ما يؤدي إلي نقص فرص الحمل والإنجاب، وهو ما يُعرف ب"سن اليأس" وأيضاً تشعر المرأة نفسياً بالاكتئاب وعدم انتظام النوم، وقد تصاب بمرض هشاشة العظام والبدانة، ويمكن تعويض نقص الهرمون وآثاره الجانبية بأن تتناول المرأة اللبن والطماطم وتواظب علي المشي وممارسة الرياضة عموماً. وتؤكد أستاذة الصحة النفسية أن المرأة لا تخاف بلوغ هذه السن، لكن المشكلة تكمن بالأساس في المجتمع الذي يحملها أي نقص أو متاعب تنتابها في هذه المرحلة العمرية، ويربط بين الإنجاب والعطاء النفسي والعاطفي، علي الرغم من أن هناك الكثير من النساء يقررن بإرادتهن عدم الإنجاب بعد الطفل الثاني وهن في ريعان الشباب. تتابع: للأسف المرأة الشرقية في كل حالتها ومراحلها العمرية متهمة قبل الأربعين وبعد الأربعين، ما يجعلها تحاول دفع تهم التقصير عن نفسها بأنها مازالت تعطي عاطفة وحباً واهتماماً للغير حتي لو علي حساب نفسها، ما يؤثر سلباً عليها لأنها تجهد نفسها ولا تجد الدعم الكافي من المحيطين بها. وتفند أبرز المشكلات النفسية التي تواجهها المرأة في هذه المرحلة بقولها: المشكله الأكبر والأكثر توارثاً عبر الأجيال هي عدم شعور من يحيط بالمرأة من زوج وأبناء بها وبحاجتها نفسياً لمن يدعمها ويقول لها أنتِ جميلة بكل مراحل حياتك، وتحتاج إلي رجل يستقبل معها مرحلة استعداد الأبناء لدخول الجامعة أو الزواج، ولا يتعاملون معها من منطلق أنها "كبرت وعجزت وصارت الست الحاجة" التي لا لزوم لها، بل يجب إشعارها بأنها أصل كل شيء ودورها مهم في كل الأحوال والمراحل. أيضاً تعاني بعض النساء من "مراهقة بعد الأربعين" التي تستلزم تدخل متخصص لعلاج هذه الحالة التي تصنف ضمن الانحراف السلوكي حيث تتمركز المرأة حول حب ذاتها وتضرب عرض الحائط بالتقاليد والعادات التي تهتم بالأسرة مقابل اهتمامها بنفسها فمثلاً قد تري أنها تستحق رجلاً أفضل من زوجها أو أنها تعيش مثل "الخادمة" في البيت وأنها تريد البحث عن ذاتها واستقلالها بعيداً عن أسرتها وهذه حالة من "التمرد" تشبه أعراض مرحلة المراهقه التي تبدأ من عمر 12 إلي 18 عاماً. وتقدم الدكتورة رحاب حزمة من النصائح المهمة تساعد المرأة في أن تخوض مرحلة الأربعين من دون ضغط نفسي أو مراهقة حيث تقول: تمر حواء بمرحلة أربعينية سهلة إذا لم تهتم أصلا بحساب عدد السنوات وتعيش كل يوم يمر في حياتها من منطلق أنه يوم جميل ما دامت بصحتها وسط أسرتها سواء الأبناء أو الإخوة أو الأصدقاء وتنظر إلي الأربعين علي أنها مرحلة مكملة لمراحل قبل بلوغ هذه السن وأن مرحلة الأربعين هي مرحلة النضج العاطفي والاستقرار والثبات بعد رحلة في إثبات الذات في مجال العمل أو إرساء قواعد للأسرة التي تحتويها كأم، فالأربعون مرحلة جني الثمار مع الاهتمام بالصحة أكثر، بل يجب الاهتمام بالنفس قبل بلوغ الأربعين بفترة وليس عندما تظهر أي مشاكل صحية، لذا علي المرأة أن تجتهد في أن تحب نفسها لتكون مصدراً للحب في محيطها.