كان من الممكن أن يكون محاسبا أو مديرا ببنك أو شركة، ولكن هوايته دفعته للالتحاق بمعهد الفنون المسرحية بعد حصوله علي بكالوريوس التجارة وكان من الممكن أيضا أن يكون مطربا لأن صوته موسيقي وسبق له العمل في فرقة أنغام الشباب والمسرح الغنائي مما يؤهله لذلك، ولكن سامح الصريطي فضل الاتجاه للتمثيل في التلفزيون. ورغم أنه نجح بشدة في بداياته في أعمال مثل رمضان والناس، وهي والمستحيل، وليالي الحلمية، إلا أنه تعرض لفترة غياب عن الدراما التليفزيونية بسبب اختلاف توجهات قطاع الإنتاج عن توجهاته، ولذا فضل الابتعاد ولكنه ظل مستمرا بالعمل بمسرح الدولة ثم عاد بعد تحسن الأوضاع وترك لموهبته العنان ونجح في أن يجد مكانه في وجدان وقلوب المشاهدين. يتردد أن حرصك في اختيار أدوارك حاصرك في الأدوار الجادة والاجتماعية دون التطرق للون الكوميدي؟ أنا دائماً أرحب بالكوميديا التي تناقش مشاكلنا بأسلوب بسيط تمتزج أحداثه بالبسمة وهذا النوع يحتاج إلي مقدرة خاصة في الكتابة والسيناريو والحوار ثم إلي تكنيك معين في الإخراج وللعلم أنا قدمت في بداية حياتي أدوارا كوميدية علي المسرح لدرجة أنني صنفت وقتها «كوميديان» إلا أن المخرج محمد فاضل قدمني في شخصية جادة خلال مسلسل رمضان والناس ومن وقتها تعود الناس علي رؤيتي في الأدوار الجادة ولم أقدم أدوارا كوميدية سوي من خلال بعض المشاهد التي تعتمد علي كوميديا الموقف. كان للغناء مكانة مهمة في بداياتك، لماذا توقفت عنه؟ التمثيل عشقي الأول والأخير والغناء مارسته في بداية حياتي علي مسرح الجامعة وخلال المسرحيات الاستعراضية والغنائية بشكل راق وجميل لكن هذه المرحلة انتهت بعد عودتي للتليفزيون بعد فترة غياب طويلة عنه وأعتبره أدوات فنية تخدم التمثيل.. ولو هناك دور في التمثيل يتطلب القيام بدور مطرب أو عازف موسيقي فلن أتردد عن تقديمه طالما يحمل ثراء دراميا وموظفا بشكل جيد داخل عمل راقي المستوي. لماذا ابتعدت فترة طويلة عن الفن؟ بالفعل ابتعدت عن بؤرة الضوء قرابة 12عاما ووقتها قدمت مجموعة مسرحيات هادفة علي مسرح الدولة منها ذات الهمة عطشان ياصبايا زي ما نحب نجوم الظهر وغيرها وجميعها حققت نجاحات جماهيرية داخل كل محافظات مصر وأما عن فترة ابتعادي عن التليفزيون فهي ترجع لسيطرة قطاع الإنتاج الذي كانت له سياسة خاصة تخالف توجهاتي ومبادئي. ألا تري أن خطواتك متعثرة في السينما بخلاف التليفزيون؟ وهل هي خارج الطموحات؟ أنا وجيلي من الفنانين نعتبر أنفسنا من أبناء التليفزيون حيث عندما بدأت انطلاقتنا الفنية انتشرت موجة أفلام المقاولات وهناك من ذهب إليها ولكني كنت من الرافضين لها، وأصررت علي تواجدي في التليفزيون ما لم يعرض عليّ عمل له قيمة وعندما جاءت لي أدوار جيدة قدمتها بدءا من فيلم «أيوب».. ورغم الأزمة التي تمر بها السينما أؤكد أنها ستبقي وتقاوم وتعود لريادتها وانتظر عملا متميزا يخلدني سينمائيا. ولماذا العودة مع عمر الشريف.. وماذا اكتسبت منه؟ العمل مع نجم عالمي بحجم عمر الشريف فرصة يتمناها أي فنان فهو فنان كبير حساس وفاهم والممثل معه يظهر أفضل ما عنده خاصة أنه أول فيلم عربي يشارك فيه بعد عودته لمصر وعلي المستوي الشخصي شعرت بأنه أضاف لرصيدي وخبراتي الكثير فهو مدرسة قائمة بذاتها في الأداء الطبيعي وتمتعه بحساسية شديدة في التعامل مع الكاميرا ثم أنه يتعامل مع الممثلين حوله بحب وحنان أثناء كل مراحل التصوير ويقف بجانب الوجوه الجديدة فهو فعلا يحب الممثل ويخاف عليه.. هل من الممكن عودة مسلسلات ال10 و15 حلقة واختفاء قانون ال30 حلقة بكل ما فيها من ملل ورتابة؟ هناك أعمال لا تستحق 30 حلقة ولكن أيضا ال15 حلقة قليلة جدا لمسلسلات كثيرة ونحن لا نملك حق التحرر لأن الجهات الإنتاجية لا تعترف إلا بعدد الحلقات بسبب سيطرة الإعلان وأي خلل في هذه المنظومة قد يعرض الجهات الإنتاجية لخسائر.. كما أن منظومة الإنتاج تتعامل مع المخرج بكم الحلقات وليس بما أنجز والمنظومة كلها مزعجة ونضطر إلي أن نصل لحلول ترضيك وفي الوقت نفسه تحقق طموح المنتج. كيف تتعايش مع أدوارك؟ بعد قراءتي السيناريو أدخل رحلة شاقة مع نفسي يصعب علي شرحها أو أعرف حتي تفاصيلها ولكني أشعر بعد انسجامي معها أنها شخوص حقيقية من لحم ودم وعلي سبيل المثال أدواري المتنوعة في مسلسلات منها يتربي في عزو وأماكن في القلب وليالي الحلمية وأميرة في عابدين والشوارع الخلفية رمضان والناس وأفلام حين ميسرة وملاكي إسكندرية بعد غوصي في قراءة سيناريوهاتها أنها مكتوبة مثل الدانتيلا وكأن مؤلفيها رسموها بمشاعرهم ولم يكتبوها بأقلامهم. وما أسباب نجاح خالد الدونجوان في مطلوب رجال؟ مطلوب رجال تجربة جديدة لاقت نجاحا علي مستوي العالم العربي.. ونقطة الإبداع جاءت من فكرة الموضوع حيث كان يتم تقديم العمل من قبل باسم «ونتدمان» وعندما تم اختيار اسم مطلوب رجال تعرض لقضية حساسة يعيش فيها كل بيت ويمر بها الرجال من خلال تجربة أسرة مصرية تعيش بالإمارات وجمال المسلسل نابع من وصول عدد حلقاته لتسعين حلقة شارك فيها نجوم من مختلف الجنسيات العربية والأكثر إثارة روعة التصوير في استديوهات دبي ورغم قلقي من دور خالد الدونجوان لكنه نجح ونافس الأعمال التركية والأمريكية التي تصل حلقاتها للمائة. بماذا خرجت من تعاونك في دراما أمير الشرق السودانية؟ مسلسل أمير الشرق إنتاج سوداني تأليف محمد خليل الزهار إخراج توفيق حمزة أديت فيه دورا ملحميا عن الثائر «عثمان دقنة» وجسدت دور الوالد الذي زرع في عثمان القيم الدينية والثورية وحاليا أسعي مع زملائي بالنقابة لعمل حراك درامي بالتعاون بين مصر والسودان في المجال الفني. هل لك تعليق خاص علي الدراما التاريخية؟ سعادتي لا توصف عندما يعرض علي عمل تاريخي مدروس ومكتوب بعناية مثلما سبق وقدمت روائع مسلسلات سقوط الخلافة خيبر سمرقند ونابليون والمحروسة ومهم جدا أن تتعرف الأجيال علي جذورها وتاريخها من خلال الدراما التاريخية وأتمني أن يستفيد المؤلفون من التاريخ لرسم صورة للمستقبل ومواجهة الحاضر لكن للأسف الدراما التاريخية تحتاج لميزانيات كبيرة ولذا تعاني إهمالا شديدا لبحث المنتجين عن كثافة المشاهدة في الأعمال الاجتماعية وتحقيق الربح. ما هي أفضل أعمالك من وجهة نظرك؟ أفضل أعمالي الذي لم أقدمه بعد ونسبيا الأعمال التي لمست قلب الجمهور وأدلي برأيه فيها هي فيلم رجل اسمه عباس ومسلسلات طريق الرماد الساخن وشيخ العرب همام والسيدة الأولي ويتربي في عزو وأميرة في عابدين وكل أعماله التاريخية بخلاف مجموعة أدواري في المسرح والسينما التي عبرت فيها عن موهبتي وحصلت من خلالها علي النجومية والأهم أنني اكتسبت حب الناس وهو الوسام الذي اعتز به وأحاول الحفاظ عليه بالتركيز في اختيار الأدوار التي تتناول آمالهم وهمومهم. ويختتم الفنان سامح الصريطي حديثه مؤكدا إيمانه بالمثل القائل «داري علي شمعتك تقيد» ولذا أي جديد في أعمالي لا أعلن عنه إلا بعد دوران عجلة الكاميرا بالاستديو.