الفريق رضا حافظ 37 عاما، مرت علي نصر أكتوبر.. وعلي المعركة الجوية في المنصورة يوم 14 أكتوبر.. والذي اتخذ عيدا للقوات الجوية.. وفي احتفالات كل عام.. نجلس لنحاور الرجل المسئول عن قيادة قواتنا الجوية.. وهو الآن الفريق طيار رضا حافظ لنعود إلي التاريخ، ونتجه إلي المستقبل.. لنتذكر وقائع معركة المنصورة.. والجديد الذي تعيشه دائما قواتنا في علوم جديدة.. ومدي استعداداتها لحماية سماء مصر وما يضاف كل يوم في علوم الفضاء وفي اختيار طياري المستقبل في الكلية الجوية.. وكذا المشروع الجديد في التاكسي الطائر.. وأسئلة كثيرة تفرضها الفرصة السنوية للقاء. وإجابات أعمق نلخصها في هذا الحوار: ❊ خلال حرب أكتوبر المجيدة عام 1973م سطرت قواتنا المسلحة ملحمة بطولية شهد بها العالم أجمع، وجاءت أعمال قتال قواتنا الجوية في الطليعة حيث قامت بالعديد من البطولات منها الضربة الجوية التي أفقدت العدو توازنه في بداية الحرب واستمر تألق طيارينا في تنفيذ المهام خلال أيام الحرب حتي جاء يوم 14 أكتوبر 1973م،في هذا اليوم حاول العدو القيام بتنفيذ ضربة جوية ضد قواعدنا الجوية بالدلتا بغرض فرض سيطرة جوية علي خط الجبهة ومنع طائراتنا من التدخل ضد قواته، تصدت مقاتلاتنا لهم ودارت أكبر معركة جوية في سماء مدينة المنصورة والتي سميت فيما بعد بمعركة المنصورة، شاركت فيها أكثر من 150 طائرة من الجانبين أظهر فيها طيارونا مهارات فائقة في القتال الجوي وجرأة وإقداما واستمرت هذه الملحمة أكثر من 35 دقيقة تكبد العدو خلالها أكبر خسائر في طائراته خلال مراحل الصراع العربي الإسرائيلي حيث تم إسقاط 18 طائرة معادية (رغم تفوقه النوعي والعددي) مما أجبر باقي الطائرات المعادية علي الفرار من سماء المعركة، ومن هنا تم اختيار هذا اليوم عيدا للقوات الجوية. ❊دور القوات الجوية في تحقيق نصر أكتوبر المجيد بدأ فعليا بعد عام 67 فقد تولي قيادة الكلية الجوية في ذلك الحين العقيد طيار أ.ح محمد حسني مبارك وكانت المهمة شاقة حيث كان يجب إعداد وتخريج أعداد كبيرة من الكلية الجوية وعلي مستوي عال من الكفاءة لإمداد الأسراب المقاتلة بهم، ثم بعد ذلك تولي (نسر مصر) رئاسة أركان القوات الجوية فقائدا للقوات الجوية حيث أشرف بنفسه علي خطط التدريب الجاد والإعداد الجيد للطيارين والفنيين بالقوات الجوية استعدادا ليوم تحرير الأرض، واشتركت القوات الجوية في خطة الخداع الاستراتيجي، وتم وضع خطة الضربة الجوية وتنفيذها بقيادة اللواء طيار أ.ح محمد حسني مبارك قائد القوات الجوية في ذلك الوقت وكانت الشرارة الأولي لنصر أكتوبر 73 فقد قامت 220 طائرة قتال بأنواعها المختلفة بتوجيه ضربة مؤثرة ضد قواعد ومطارات العدو ومراكز القيادة والسيطرة والحرب الإلكترونية والدفاع الجوي والنقط الحصينة للعدو في سيناء، مما أدي إلي شل قدرات العدو ومنعه من التدخل ضد قواتنا وأفقدته اتزانه وسيطرته علي قواته لعدة أيام وفتحت الباب لقواتنا البرية لاقتحام قناة السويس وتنفيذ العبور العظيم ولم تتجاوز خسائرنا من الطائرات %2 وهي نسبة تقل كثيرا عن أدني التوقعات لخبراء الحرب الجوية. ❊ تضع القوات الجوية نصب عينها قدسية مهامها دفاعا عن سماء مصر وردعا لأي عدوان علي مجالها الجوي أو مياهها الإقليمية، ويبني تسليح القوات الجوية طبقا لعدة عوامل منها مسرح العمليات المحتمل والقدرة الاقتصادية للدولة، ويشمل هذا التسليح طائرات القتال بأنواعها وطائرات النقل وطائرات الهليكوبتر المسلح والهجومي وما يخصص أيضا لإبرار القوات وطائرات المعاونة للقوات البرية والبحرية وطائرات البحث والإنقاذ ، ويمكن القول إن القوات الجوية تمتلك أحدث الطائرات المقاتلة وأحدث أجيال طائرات (إف 16) والميراج 2000 وكذا طائرة الإنذار المبكر E-2C وطائرات ومعدات الاستطلاع الجوي الحديثة والأباتشي الهجومية وأنواعا أخري مختلفة في جميع أسلحة الجو للقوات الجوية، وقد أثبت التاريخ العسكري من خلال الحروب كما في حرب أكتوبر المجيدة أن كفاءة المعدة من كفاءة المقاتل وليست كفاءة المقاتل من كفاءة المعدة حيث تفوقت الطائرة »ميج 21« علي الطائرات المتقدمة آنذاك مثل الفانتوم والكافير، لذا فإنه لايزعجنا تكالب دول المنطقة علي امتلاك أحدث الطائرات المقاتلة. ❊ لم تكد تنتهي معركة أكتوبر حتي بدأت القوات الجوية مسيرة التطوير والتحديث وتنويع مصادر السلاح وقد سارت خطة التطوير علي مراحل وفي عدة اتجاهات مثل الطائرات المعدات الأفراد التدريب التأمين الفني التصنيع حيث أصبح لدينا منظومة كاملة من أحدث الطائرات (الأمريكية الفرنسية الإنجليزية الكندية الروسية التشيكية الصينية الألمانية الأوكرانية) القادرة علي تنفيذ المهام ا لمختلفة بدقة متناهية وكفاءة عالية علي جميع المحاور الاستراتيجية للدولة، ومن هذه الطائرات »إف 16« بأجيالها المتعددة والطائرات الفرنسية »ميراج 2000« وأحدث طائرات التدريب وطائرات المعاونة (الفاجيت) كما اهتمت بتطوير قدرات وإمكانيات الطائرات المتوفرة لديها وأكبر مثال علي ذلك تطوير وتحديث الطائرة ميج 21 التي اشتركت في حرب أكتوبر مما جعلها تستمر في الخدمة حتي الآن وتحديث طائرات الهيلكوبتر الموجودة في القوات الجوية ودخول أحدث هليكوبتر هجومي (الأباتشي) للخدمة وكذلك تم تجديد أسطول القوات الجوية في النقل والهليكوبتر وطائرات الإنذار المبكر »E-2C« وكذلك وجود الطائرات الموجهة بدون طيار. ❊ هناك خطط مستمرة للتدريب والإعداد الدائم للطيارين سواء كانت داخلية أو خارجية من خلال برامج التأهيل العلمي (النظري/ العملي) طبقا لمخطط الفرق الخاصة بطرازات الطائرات المختلفة كما أنه تم توفير المحاكيات المتطورة للطائرات الحديثة لزيادة الكفاءة القتالية وتوفير النفقات، ولدينا مدرسة للقتال الجوي بها آخر ماتم التوصل إليه من فنون الحرب والقتال الجوي كتدريب متقدم كما نمتلك نظاما لتقييم نتائج القتال الجوي وهو من أحدث النظم في هذا المجال. ❊ أبرزت معركة أكتوبر درسا لايمكن أن نغفل عنه الطائرة بالطيار وليس الطيار بالطائرة ومن هنا يجيء الاهتمام المكثف بتدريب الطيارين منذ الالتحاق بالكلية الجوية وخلال العمل بالتشكيلات الجوية، وقد شهدت الكلية الجوية تطورا كبيرا في مجال الدراسة بهدف إعداد طيارين وجويين علي أعلي مستوي عسكريا وعلميا حيث يشمل تأهيلهم العلمي علي علوم الطيران بأنواعها المختلفة والحواسب الآلية بالإضافة إلي التأهيل العسكري حيث يمثل ذلك القاعدة الأساسية التي يبني عليها مرحلة التأهيل للطيران العملي الذي يتدرج في مستواها حتي المراحل المتقدمة لضمان إتقانه الكامل لفنون القتال الجوي، وقد تم تحديث أسطول طائرات التدريب بالكلية الجوية لمسايرة التطور العالمي في الطائرات مثل الطائرة النفاثة (K-8) والطائرة المروحية جروب، فضلا عن التدريب علي المحاكيات المتطورة التي تحاكي الواقع تماما كما تقوم القوات الجوية بمسايرة أحدث الوسائل العلمية بعد التخرج حيث يتم رعايتهم طبيا وبدنيا وزيادة قدرته علي تأدية المهام القتالية بكفاءة عالية، كما إنا نمتلك أرقي مدارس القتال الجوي فضلا عن نظام تقييم نتائج المعارك الجوية وهو من أحدث النظم في هذا المجال مع استخدام أحدث المحاكيات في مختلف المجالات، هذا بالإضافة إلي مخطط البعثات الخارجية والدورات التدريبية والزيارات والاشتراك المتواصل والفعال في التدريبات المشتركة. ❊ بجانب مهام القوات الجوية في الحرب فإن لها دورا بارزا في القطاع المدني من خلال مهام كثيرة فعلي سبيل المثل منها مراقبة الشواطئ المصرية للاكتشاف المبكر لعمليات التلوث للشواطئ المصرية وإبلاغ الجهات المختصة لاتخاذ ا للازم والبحث والإنقاذ والمساعدة في مجابهة الكوارث والإسعاف الطائر بأنواعه والإخلاء الطبي ومكافحة الزراعات المخدرة، ومكافحة الحرائق كما تقوم بتنفيذ مشاريع التصوير المساحي لصالح هيئات ووزارات الدولة لأعمال »التنمية الزراعية التخطيط العمراني النقل والطرق« إضافة لتقديم خدمة جديدة هي التاكسي الطائر للمساهمة في دعم مناخ الاستثمار وقطاع السياحة. ❊ المهمة الأساسية للقوات الجوية هي حماية سماء الوطن والتدريب الجاد والمستمر علي كل ما هو ضروري للحرب بجانب ذلك تقوم بدور هام لصالح أجهزة الدولة والقطاع المدني فلا ننسي أن القوات الجوية برد فعلها السريع في مواجهة الكوارث الطبيعية في أحداث السيول والزلازل واستطلاع المناطق المنكوبة والمعزولة لتحديد حجم الخسائر ونقل الجرحي والمصابين وأعمال الإخلاء والنقل السريع والإمداد بمواد الإغاثة للمتضررين وكذلك مكافحة الحرائق بالهليكوبترات ومراقبة شواطئنا ومياهنا الإقليمية من التلوث الناتج عن السفن وتبليغ جهات الاختصاص كما تشارك قواتنا الجوية بطائراتها في أعمال الخدمة الوطنية لقواتنا المسلحة في مجال الرش الزراعي والبحث والإنقاذ والإسعاف الطائر والإخلاء ا لطبي ومكافحة الزراعات المخدرة وهناك تنسيق كامل بين وزارة الداخلية (إدارة مكافحة المخدرات) والقوات الجوية وبالتعاون مع قوات حرس الحدود. ❊ معهد طب الطيران والفضاء مجهز بأجهزة حديثة للتدريب الفسيولوجي لتدريب طياري القوات الجوية، ويقدم المعهد دراسات في طب الطيران والفضاء لتأهيل أطباء القوات الجوية للعمل في التشكيلات الجوية. كما يقوم المعهد باختيار الطلبة المتقدمين للكلية الجوية من خلال غرفة الضغط المنخفض وجهاز اختبار الطيارين من الناحية النفسية. ❊ أسطول النقل الجوي بالقوات الجوية قادر علي المعاونة في عمليات النقل الاستراتيجي كما في حالات الاشتراك مع قوات حفظ السلام والمساهمة في نقل معدات الإغاثة والمعدات الطبية إلي كل من السودان وتركيا والجزائر والكونغو الديمقراطية وتنزانيا ولبنان أثناء الكوارث التي أصابت تلك الدول وخلال الفترة السابقة تم نقل مواد الإغاثة والإعانات الطبية إلي الولاياتالمتحدةالأمريكية وباكستان بسبب الكوارث الطبيعية التي لحقت بها، كما قام الأسطول الجوي بنقل قوات حفظ السلام في البوسنة والصومال وأخيرا السودان. ❊هناك تدريبات مشتركة كثيرة يمكن الاستفادة منها مثل النجم الساطع والأفعي الحديدية مع الجانب الأمريكي وكثير من الدول التي تحرص علي المشاركة في هذا التدريب وفيصل مع السعودية وعين جالوت مع الأردن وغيرها من التدريبات مع تركيا وإيطاليا وفرنسا وانجلترا وكثيرمن الدول الأخري، وفي إطار تلك التدريبات يتم الاستفادة من أنظمة ومدارس القتال المختلفة وزيادة الخبرة، مما يرفع من قدراتنا العملياتية وكفاءتنا القتالية علي مختلف الاتجاهات.