مازالت تداعيات السور الذي أقيم حول المعبد الجنائزي تلقي بظلالها علي اكتشافات تماثيل أمنحتب، وفيما يصمت المسئول الأول عن الآثار في مصر الدكتور ممدوح الدماطي وزير الآثار، تنطلق استغاثات مهندسي العمارة بكلية الفنون الجميلة لإزالة هذا السور القبيح من وجهة نظرهم، لكن البعثة الألمانية بأموالها أقامت السور بسرعة البرق حتي يصبح أمرا واقعا، بينما خرج محافظ الأقصر اللواء طارق سعدالدين عن صمته مؤكداً في حواره ل«آخرساعة» إن الذين يهاجمون السور هم لصوص الآثار، حيث يمنعهم السور من السرقة ليلاً. وزارة الآثار صممت السور والبعثة الألمانية أقامته علي نفقتها المزارعون يساومون بعثات الاستكشاف ليسمحوا لها بالتنقيب منذ عام 2005 تخطط الدولة لجعل محافظة الأقصر متحفا مفتوحا وتم إزالة التعديات في مناطق أثرية عدة بينما اليوم يقام سور في البر الغربي حول المعبد الجنائزي لأمنحتب الثالث.. لماذا؟ - معبد الأقصر حوله سور ومعبد الكرنك حوله هو الآخر سور، والهدف من السور المحافظة علي المعبد، فهذه مناطق آثار والناس تخرج ليلا وتنقب عن الآثار وتتاجر فيها، كما أن هناك من يتعدون علي المعبد بحجة أن أرضهم الزراعية قريبة منه، لكي يحصلوا علي تعويضات، والمنطقة الزراعية المحيطة بالمعبد كلها آثار وهؤلاء يساومون الأجانب والبعثات الاستكشافية عليها بملايين الجنيهات حتي يسمحوا للبعثات بالتنقيب في الأرض، وهذه المنطقة يوجد بها تماثيل كبيرة لا يستطيع الأهالي التصرف فيها، وبالتالي فإن منطقة أمنحتب الثالث التي تم هدمها بسبب زلزال، تشتهر بتماثيلها الضخمة والتمثالان اللذان تم رفعهما منذ أشهر تم ترميمهما أولا بعد الحفائر التي أخرجتها من تحت الأرض البعثة الألمانية وقامت بترميمها، ومن خلال حفائرها كشفت عن حدود معبد أمنحتب الثالث وبالتالي طلبت بناء سور أسوة بأي معبد آخر والسور ليس منتقدا إطلاقا، فهو من الحديد ويكشف الجهة الأخري، ودوري هو المحافظة علي المنطقة الأثرية ومنع أي شخص يحاول سرقة الآثار ليلا، وأيضا لكي يصبح المكان بعد ذلك مزارا سياحيا له تذاكر، ومصر تستفيد منه، فكوني أحافظ علي الآثار بعمل سور حضاري محترم مثله مثل سور معبد الأقصر فليس هناك شيء جديد. لكن ما سر مهاجمة البعض للسور من منطلق أنه يشوه المنطقة الأثرية؟ - المعترضون علي بناء السور هم من ينقبون ليلا عن الآثار. لكن الذين اعترضوا علي السور ليسوا من أبناء الأقصر بل مهندسو عمارة بكلية الفنون الجميلة؟ - هناك من له مصلحة لعدم إقامة هذا السور.. وأكثر المتضررين الذين كانوا ينقبون عن الآثار في تلك المنطقة. من الذي بني هذا السور؟ - السور تم بناؤه بأموال البعثة الألمانية. ومن الذي صممه وقام بعملية البناء؟ - البعثة لها الحق في بناء السور بالتنسيق مع وزارة الآثار.. من دون الدخول في مناقصة، والبعثة اعتمدت في عملها علي مصريين في عملية البناء ممن يعملون في مجال الترميم. لكن المحافظة لها الحق في أن تضع الشكل الجمالي للسور بما يتماشي مع طبيعة المنطقة؟ - إذا رأيت سور معبد الأقصر ستجد أنه نفسه السور الذي يحيط بمعبد أمنحتب الجنائزي بالإضافة إلي أن الإدارة الهندسية بوزارة الآثار راجعت مشروع السور ووافقت عليه. هل يعني ذلك أن هناك موافقة ثلاثية تمت بين وزارة الآثار ومحافظة الأقصر والبعثة الألمانية لبناء هذا السور بهذا الشكل؟ - أنا كمحافظ سمحت ببناء السور لكن تصميمه كله من الآثار والإدارة الهندسية بوزارة الآثار راجعت هذا السور. أنت شاهدت السور عندما أتيت إلي الأقصر وأساتذة الفنون الجميلة الذين هاجموا السور لم يروه حتي الآن ولكن هذا الاعتراض ظهر عندما شعر البعض أن مصالحهم ستتوقف بسبب هذا السور ومن هنا بدأوا يرددون هذا الكلام.. وعلي مسئوليتي هذا السور طبيعي جدا مثله مثل أي سور، والألمان عملوا صورة طبق الأصل من سور معبد الأقصر عبارة عن أعمدة خرسانية سوف يتم تجليدها في الأيام القادمة بالدبش والطوب والحديد المكشوف حتي يكون محاكيا لطبيعة المكان حول المعبد. وعموماً السور مازال في مرحلة البناء ولم ينته بعد. حسب الصور التي نشرتها «آخر ساعة» لمراحل بناء السور تم الانتهاء منه خلال 48 ساعة. كيف حدث ذلك؟ - هذا كلام غير صحيح، فليس هناك عمود خرساني ينتهي تنفيذه خلال 48 ساعة. ماذا فعلت لعودة الروح إلي طريق الكباش وما خطوات المحافظة في الأيام القادمة لترسيخ فكرة تحويل الأقصر إلي متحف مفتوح؟ - هناك خلط للأمور. فمشروع الكباش هو مشروع وزارة الآثار وهي التي تتعاقد مع الشركة المنفذة ونحن علينا شق الإزالة والتعويضات، وهي التي تسأل عن ذلك. ولكن المحافظة متضامنة مع وزارة الآثار في تحقيق هذا الهدف، وبالتالي عندما عينت محافظا للأقصر في حكومة الدكتور الببلاوي استطعت أن أحصل علي 50 مليون جنيه لتنفيذ الاثنين كوبري فوق طريق الكباش وتم إنشاء أول كوبري من خلال التعاقد مع شركة المقاولون العرب والكوبري الثاني سيبدأ العمل فيه، وطريق الكباش ليس متوقفا لكنه يسير ببطء نظراً للظروف التي مرت بها البلاد بعد الثورة، ونحن بحاجة إلي 400 مليون جنيه، لتعويض المواطنين الذين تمت إزالة منازلهم، وهناك مشكلة أخري هي أن قرارات نزع الملكية مر عليها عامان والمفروض أنني أرسلت لإعادة تجديدها لأن الذي يمر عليها عامان يسقط بالتقادم وأرسلت لرئيس مجلس الوزراء وقلت له لابد من تجديد قرارات نزع الملكية حتي يكتمل طريق الكباش. هل عندما ننتهي من طريق الكباش سوف يتم عمل سور حوله؟ - هو أساسا محاط بسور يتناسب مع طبيعة المكان وإذا كان سور أمنحتب الثالث لم يتناسب مع طبيعة المنطقة فهذه وجهة نظرك أنت، أما وجهة نظر الآثار التي بحثت وهي الجهة المسئولة عن تصميم السور فقالت إن هذا السور متماش مع المنطقة. هل هناك رؤية واضحة لتصبح الأقصر متحفا مفتوحا؟ - الأقصر بحلول 2020 سوف تكون مدينة جميلة خصوصا أننا الآن نستخدم الطاقة الشمسية في إنارة الشوارع وجاري عمل منطقة صناعية في منطقة البغدادي سوف تستوعب شباب الأقصر الذي لا يعمل. هل هناك أوجه تقصير في العناية بالآثار؟ - أناشد الدكتور ممدوح الدماطي وزير الآثار لأن هناك معبد أرمنت ومعبد الطود كل هذه المعابد مهملة والسائح لا يذهب اليها، لأن أي معلم سياحي لابد أن يكون مجهزا لاستقبال السائحين، وهذه المعابد ليست مهيأه لاستقبال أي سائح. هل عادت السياحة إلي مدينة الأقصر؟ - السياحة عادت بنسبة 55% ونحن نجري محاولات لعودة السياحة إلي الأقصر.