في ساقطة هي الأولي في تاريخ مهرجانات السينما المصرية اضطر عادل عمار رئيس مهرجان بورسعيد للسينما الروائية والتسجيلية القصيرة إلي دمج حفلي افتتاح وختام الدورة الأولي للمهرجان في حفل واحد الذي انطلقت فعالياته مساء الجمعة الماضي بقصر ثقافة بورسعيد وسط غياب عدد كبير من نجوم الفن الذين تم الإعلان عن تكريمهم وعلي رأسهم الفنان القدير محمود ياسين والمخرج محمد فاضل وفردوس عبدالحميد وفيفي عبده ودينا عبدالله والمخرج علي عبد الخالق، عدا الفنان فاروق الفيشاوي الذي أصر علي الحضور لدعم الجيل الجديد من السينمائين. أرجع عمار اتجاهه إلي هذا التقليد الذي أربك فعاليات الدورة الجديدة وكانت مخيبة للآمال وصادمة لجموع المشاركين إلي الظروف التي لم تساعده علي خروج هذه الدورة بالشكل المطلوب، حيث تخلي جميع الرعاة والفنانين عنه في أول يوم لافتتاح المهرجان، خاصة بعد أن أغلق اللواء سماح قنديل محافظ بورسعيد هاتفه ورفض دعم المهرجان دون مبرر يذكر ويوضح وجهة نظره، واكتفي بمنحنا قصر الثقافة لإقامة الحفل. وأعرب عمار عن بالغ أسفه عما صدر من الجميع في محاولة لإفشال هذه الدورة لصالح حسابات أخري، منها علي سبيل المثال رفض فيلم "الألتراس" وهو أحد الأفلام المشاركة للمخرج يحيي شاهين الذي يكشف كواليس مذبحة بورسعيد أثناء مباراة الأهلي والمصري، والخيوط الخفية لافتعال هذه الأزمة للإيقاع بين الطرفين. ومن جانبه أوضح المخرج يحيي شاهين حقيقة القصة التي تدور حولها الأحداث قائلا: فكرة الفيلم ليس لها علاقة بالوقيعة بين الشعب المصري أو تدين أيا من الطرفين بل تحكي عن الأيادي الخفية التي تعبث بمقدرات البلاد وهو ما قمت برصده في الأحداث بالرمز لمن افتعلوا ذلك بارتدائهم ملابس تجمع بين الأحمر والأخضر. وكشفت شيرين جمال مديرة المهرجان عن كواليس ما دار بينها وبين مدير مكتب المحافظ الذي رفض مدها ودعمها بالتمويل المتفق عليه قائلة.. قبل حفل الافتتاح بيومين بدأت في مخاطبة ديوان عام محافظة بورسعيد لإنهاء كافة إجراءات عمليات التأمين للضيوف إلي جانب الدعم المادي وفوجئت بردود غريبة تشير إلي عدم وجود دعم وإلغاء عمليات التأمين الأمر الذي وصل إلي ضيوف المهرجان من الفنانين الذين رفضوا الحضور خوفا من حدوث أي عمليات شغب في ظل غياب الأمن، والصدمة الكبري هي ما قام به مدير مكتب المحافظ الذي أخرج من جيبه "جنيه فضة" وقال لي "اتفضلي ده دعم مني للمهرجان بتاعكم". وكرمت إدارة المهرجان كلا من الفنان القدير فاروق الفيشاوي والمخرج يوسف شرف الدين وزوجته الفنانة صفاء مغربي صاحبة أشهر شائعة للموت خلال هذا العام، كما كرم المهرجان اسم السيناريست الراحل ممدوح الليثي واسم الفنان الراحل خليل مرسي، كما كرم ايضا فتحي الحصري رئيس مهرجان همسة للآداب والفنون. أما فيما يخص الأفلام الفائزة فقد حصل فيلم "الألتراس" علي جائزة أحسن إخراج وتمثيل وموسيقي تصويرية، وأحسن إخراج لأحمد نجم عن فيلم "شيرازاد"، وأفضل ممثل محمد يحيي عن فيلم "أسود ملون"، وأحسن ممثلة بتول الحداد عن فيلم "شيرازاد"، وأحسن ممثل دور ثان معوض إسماعيل عن فيلم "الحرامي"، وأحسن ممثلة رضوي عادل عن فيلم "الجميلة والوحش" وأحسن تصوير لفيلم عصفور من الجنة. وشارك في هذه الدورة 54 فيلمًا روائيًا قصيرًا وتسجيليًا، 3 أفلام تمثل السينما العراقية، ومن بين هذه الأفلام الطوق، وأسود ملون، وعصفور الجنة، وزهرة البنفسج، ونجم البحر، وحقيقة واحدة، وعود كبريت، ولحظة ضعف، وإحساس، والقاهرة في يوم واحد، والعيد، والألتراس.