الاجازه الزوجية فكرة جديدة طرحتها بعض الجمعيات النسوية علي المتزوجين، لا لتدعو من خلالها الزوجة إلي عصيان زوجها أو تحفز الزوج علي هجر زوجته، بل لتطلب من الطرفين تجديد الحياة الزوجية وإتاحة الفرصة لهما للحصول علي بعض الهدوء والاختلاء بالذات قليلاً بهدف مراجعة النفس، علهما يجدان في هذه الفكرة ما يُصلح من شأن حياتهما ويحافظ عليها. "هي" استطلعت آراء بعض الأزواج وكذلك رأي علم النفس حول هذا الموضوع. د.حمدي الفرماوي: جميعنا يطبقها دون أن يشعر بسبب انشغالات الحياة تقول شيماء خليل (34 عاماً) إن الملل الذي يصيب الحياة الزوجية من حين إلي آخر، قد يؤدي إلي تطور الأمور إلي ما لا تحمد عُقباه، ولذا فإن فكرة الإجازة تكون عاملاً مهماً لراحة الزوجين وإعادة حساباتهما مجدداً. علي الوتيرة ذاتها يقول أحمد سعيد (37 عاماً) وهو مهندس صيانة يتنقل بحكم عمله بين المحافظات أسبوعياً: أفضل أن تكون هناك إجازة بين الزوجين كل فترة، لأن هذا يجعلهما يعيدان النظر في علاقة كل منهما بالآخر، وكذلك أن تكون الإجازة غير مباشرة كأن تذهب الزوجة أسبوعياً مع الأولاد إلي الجد أو الجدة أو أن يذهب الزوج في رحلة عمل قصيرة. الفكرة لاقت إعجاب أزواج وزوجات آخرين لكن تطبيقها بدا من وجهة نظرهم صعباً، حيث يقول محمد ربيع (54 عاماً) إن التجديد ضروري في كل وقت، لكن فكرة الإجازة الزوجية في هذا الزمن صعبة للغاية خاصة مع وجود أطفال، بينما تؤكد هناء عبدالله (36 عاماً) أن إجازة من هذا النوع قد تكون جيدة إذا تمت باتفاق بين الزوجين وبرضا الطرفين وإن كانت قد تؤثر علي الأطفال حال وجودهم. هالة إبراهيم (28 عاماً) ارتأت صعوبة تنفيذ الفكرة بسبب الأطفال، وقالت: إذا كان هناك تفاهم مشترك بين الزوجين فلن يحتاجا أبداً إلي إجازة، وأضافت: "لا أطيق فراق أولادي وزوجي ساعتين فكيف أسمح لنفسي بإجازة قد تمتد ليومين؟". آخرون هاجموا الفكرة مثل روان الزيني (30 عاماً) معتبرة أن الإجازة الفردية فكرة تناسب المجتمعات الغربية أكثر، لكنها مرفوضة تماماً في مجتمعاتنا العربية، فمجتمعنا لن يتقبلها، وقد يفسر الأمر علي أنه مشكلة كبيرة بين الزوجين ترك علي أثرها أحدهما البيت، وقد يبدو الأمر كأنه انفصال أو تمهيد لطلاق. أمنية جاد الله (32 عاماً) أيدت سابقتها: هذه دعوة للقطيعة بين الأزواج، بما يضر الحياة الزوجية، بل إنها مخالفة للشرع الذي أكد قدسية هذه الحياة، لكن حبيبة محسن (32 عاماً) اقترحت أن تكون هذه الإجازة كل ثلاثة أشهر ولمدة أسبوع واحد، معتبرة أن هذه الإجازة "ستساعد في تجديد الحياة الزوجية وإبعاد الزوجين عن الرتابة والملل وتجنبيهم مشكلات كثيرة". علمياً يقول رئيس الجمعية المصرية للدعم النفسي، الدكتور حمدي الفرماوي: ثمة اعتقاد خاطئ بأن الخلافات بين الزوجين هي "فلفل وشطة" الحياة الزوجية. إذ لا يوجد أحد يحب الحياة الكئيبة أو النكدية، لكننا نعتبر الخلافات شيئاً طبيعياً بين أي زوجين وخصوصاً في سنوات الزواج الأولي، وإن حدثت فالإجازة الزوجية هي الحل الأمثل لتجنب مثل هذه المشاعر السلبية، لأن الإجازة لا تعني فقط ابتعاد كل طرف عن الآخر، لكنها فرصة لتجديد الحياة والهروب بها من دوامات وصراعات الأيام التي لا تنتهي ونحن دائماً ننصح الأزواج بهذه الإجازة. يوضح الفرماوي: طالما كانت هذه الإجازة باتفاق الزوجين فليس ثمة مشكلة، كذلك مادامت لن تخالف الشرع، ولن تؤدي لتقصير أحد الطرفين في التزاماته الزوجية تجاه الآخر، فليس ثمة مشكلة، وإن كنت أفضل أن تتم هذه الإجازة داخل بيت الزوجية، حفاظاً علي استقرار الحالة النفسية للأبناء. جميعنا يمارس الإجازة الزوجية ولكن من دون أن يشعر، فثمة أزواج كُثر قد تمر عليهم أيام دون أن يروا بعضهم البعض أو يكلموا بعضهم البعض، نظراً لانشغالات الحياة من دون أن يُطلب منهم هذا الطلب، فقد تكون أحياناً منفذاً للقضاء علي مشاكل عدِة.