تقديم «شاك هاجل» وزير الدفاع الأمريكي استقالته أو إجباره علي الاستقالة، أوحتي إقالته، ليس هذا هو المهم. المهم هنا، ماوراء ماحدث. وحسب صحيفة واشنطن بوست.. فإن أوباما عندما ينظر الآن في المرآة، سيري صورة مرعبة من الرئيس السابق جورج بوش الابن، عندما أطاح بوزير دفاعه: (دونالد رامسفيلد)، وكانت ظروف إقالته، تتشابه لحد كبير مع إقالة هاجل، وفي السنة السادسة، لولاية: بوش وأوباما! والأهم: أن الإقالة أو الاستقالة، أو الإجبار عليها، جاءت مع حروب شرسة تخوضها الإدارة الأمريكية مع الإرهاب، عبر العالم: من أفغانستان، مرورا بسورياوالعراق، وانتهاء بشمال أفريقيا، وجنوب الصحراء الكبري.. وبالطبع: اليمن، والإقالة تعزز الاعتقاد بأن (هاجل) كان «كبش فداء» لأوباما وإدارته. وهاجل .. كبش الفداء الجديد لإدارة أوباما. جاء لمنصبه بعد أن ساعد أوباما في إخماد الحرب ولو نسبيا في الشرق الأوسط، بالإضافة لعلاقاته القوية بقادة الجيش الأمريكي، ورفضه مع معظم أعضاء الكونجرس الأمريكي نشر قوات أمريكية برية، لمحاربة الإرهاب في سورياوالعراق. وإضافة لذلك فإن هاجل الذي كان عضوا سابقا بمجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية نبراسكا، واجه العديد من الانتقادات، خاصة بعد تعامله غير الجدي، مع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الذي توغل بقوة بالعراقوسوريا ويهدد بلدانا مجاورة، ورأت الإدارة الأمريكية أن الرجل لم يقدم أية مقترحات جديدة. للقضاء علي داعش. أو علي الأقل، الحد من أنشطتها، بل زاد الطين بلة. عندما أعلن هو نفسه، أن القضاء علي داعش قد يستمر لسنوات. وحسب صحيفة (نيويورك تايمز) فإن داعش كانت السبب الرئيسي لإقالة الرجل وأن إدارة أوباما. تري أنه قد آن الأوان. لاستبداله، برجل أو امرأة لتولي حقيبة البنتاجون وزارة الدفاع وتبني خطوات وسياسات جديدة المواجهة الإرهاب، الذي يهدد الأمن القومي الأمريكي، الذي يشمل العالم كله. نفس الحديث، ذكرته «صحيفة الجارديان البريطانية» التي أكدت أن داعش قد يكون السبب وراء إقالة هاجل بعد التقدم الهائل الذي تحرزه علي الأرض، وهو ماجعل أوباما، يقبل استقالة الرجل، الذي كان يفكر جديا.. في تقديمها في أكتوبر الماضي، وقبل مضي عامين علي توليه المنصب. ورحيل هاجل، يعزز قبضة إدارة أوباما علي سياسة الأمن القومي، وزيادة نفوذ مستشارة الأمن القومي «سوزان رايس» والتي كانت علي خلاف مستمر مع هاجل فيما يختص برؤيته لمحاربة داعش وإغلاق معتقل جوانتنامو، والانسحاب الأمريكي الكامل، من أفغانستان وغير ذلك من القضايا. نفس الحال، بالنسبة لرجل مثل: (دينيس ماكدونو) كبير موظفي البيت الأبيض الذي سيزداد نفوذه مع رحيل هاجل. وحسب موقع انترناشيونال بيزنس تايمز الأمريكي أنه كانت هناك. خمسة أسباب، وراء إقالة أو استقالة تشاك هاجل وزير الدفاع الأمريكي. أولها: عدم فهمه لطبيعة منطقة الشرق الأوسط. وهنا أبرز الموقع أمثلة ومن بينها: فشل هاجل، في حث حركة طالبان الأفغانية وبعد سنوات طويلة، من الحرب والصراع في أفغانستان، علي الجلوس أخيرا علي طاولة واحدة، للمفاوضات. مع الإدارة الأمريكية وإخفاقه في منع استيلاء داعش علي مناطق ومواقع جديدة، في العراقوسوريا، وفشله الذريع في مد العون لقوات حماية الشعب، والبشمركة الكردية، في حربهما ضد داعش في منطقة: كوباني أو «عين العرب» الكردية. والثاني: فشله في التواصل مع أوباما نفسه، وإدارته، ورغم أنه كان أقدم العسكريين، بالجيش الأمريكي الذي تولي وزارة الدفاع، وكان يتمتع بشعبية كبيرة، في أوساط الجيش إلا أنه كان الجمهوري الوحيد في مجموعة أوباما للأمن القومي. وكانت له خلافاته الدائمة، مع باقي المجموعة، ومع أوباما نفسه. والثالث: أن أوباما وحسب الموقع أراد أن يخلق «كبشا للفداء» لسياساته الخارجية الفاشلة حول العالم، من داعش والتعامل معها، وإدارة الأزمة الأوكرانية، والشرق الأوسط وغيرها. يضاف لذلك رابعا: أن هاجل نفسه كان دائم الانتقاد لإدارة أوباما وكان مثل «الدخيل» لكونه جمهوريا. علي معسكر كله من الديمقراطيين. ومن هنا، كانت خلافاته مع : «رايس» مستشارة الأمن القومي. وكبير موظفي البيت الأبيض: ماكدونو. وأخيرا.. فإن هاجل ورغم أنه جاء من صفوف الحزب الجمهوري من الأساس إلا أنه لم ينجح حسب صحيفة (الجارديان البريطانية) في نقل وجهة نظر الحزب، داخل الإدارة الديمقراطية الأمريكية، بل كان بمثابة (المحلل) لسياساتها أحيانا، ومن هنا كان: نموذجيا لمنصبه علي الورق طبقا لكونه رجل حرب، وبطلا في أعين معظم العسكريين داخل وخارج أمريكا، وعضو مجلس شيوخ سابقا، له صولاته وجولاته، ومهندسا ناجحا، ولكنه كان علي أرض الواقع غير مناسب بالمرة، لمهام منصبه كوزير للدفاع. نقطة أخيرة.. أبرزتها معظم وسائل الأمريكية والبريطانية.. وهي أن استقالة أو إقالة هاجل من منصبه. لم تكن، سقطة أو هزيمة له وحده. بل كانت في الأساس. هزيمة لسياسات أوباما. وحربه المزعومة، ضد إرهابين العالم كله، التي أثبتت: أن «خيبة أمريكا» كانت «راكبة جمل» رغم أنها قدمت : كبشا للفداء.. في شخص شاك هاجل.. ليكون حافظا لماء وجهها.