علي مر التاريخ ظلت مصر نسيجا واحدا تستوعب كل الثقافات والديانات.. لاتعرف عصبية ولا قبلية.. الكل سواسية علي أرض المحروسة بنيلها العظيم الذي يشهد علي أن مصر تمنح خيرها وخيراتها للجميع طالما أحبوها وعاشوا في أحضانها الواسعة. هذا هو مبدأ »المواطنة« الذي رسخته مصر ولاتزال حتي وإن مرت ببعض الكبوات أو المواقف التي تسعي للنيل من المواطنة والوحدة الوطنية بين أطياف الشعب المصري بقطبيه المسلم والمسيحي عبر محاولات تنفخ في نار الفتنة. وجاءت تحذيرات الرئيس مبارك رادعة ضد مثيري الفتن بشكل واضح في كلمته التي وجهها للأمة في الذكري 37 لنصر أكتوبر المجيد مؤكدا أن أحدا ليس فوق القانون أو الدستور مشددا علي التصدي بكل حسم لمحاولات الوقيعة ولتوريط رموز الدين والعقيدة والفكر. وفي بيان مشترك من شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب والبابا شنودة الثالث أكدا علي أن الدين والعقيدة خط أحمر لايجوز أن تجاوزه. وناشدا كل المصريين الالتزام بوحدتهم الوطنية الجامعة، شعبا واحدا في وطن واحد. وأكدا علي أن شواهد تاريخ العيش المشترك بين أبناء مصر من المسلمين والأقباط ستظل دائما قادرة علي التصدي لمحاولات بث الفتنة وستنجح في إخماد شرورها ومكائدها، وأشارا إلي ضرورة تبني فكر الرئيس مبارك الذي عبر عنه خلال لقائه مع المفكرين، وهو يطالب بمواجهة »دعاوي التطرف والانغلاق وأن نحرض علي وحدة النسيج الوطني لأنه لا توجد أدني تفرقة بين أبناء الوطن الواحد بسبب العقيدة أو الدين وإننا جميعا مسلمين ومسيحيين نعيش تحت علم واحد لوطن واحد يحكمه مبدأ المواطنة«. الملف التالي يؤكد أن ماشهدته مصر خلال الفترة الأخيرة من محاولات بث الفتنة بين المسلمين والمسيحيين كانت مجرد زوبعة في فنجان سرعان ما انقشعت لتبقي المواطنة حصنا يجتمع تحت رايته الهلال والصليب معا.