إن ما يحدث في محافظتي قنا, يحتاج منا جميعا إلي الصلاة, فلنصل حتي يغادر الطائر الأسود الذي حط رحاله في محافظة من أجمل محافظات مصر, محافظة يمتاز أهلها بالطيبة والكرم والشهامة, محافظة يعيش أهلها حياة قد تبدو قاسية علي الآخرين ولكنها ناعمة كالحرير علي أبنائها. فليصل شيخ الأزهر والبابا شنودة كل في محرابه, حتي يعم الخير والسلام علي أبناء قنا, فليصل القمص والشيخ حتي يعود الحب والود, فليصل المسلم والمسيحي حتي لا ينفرط عقد أبناء الجنوب. منذ نشأتنا الأولي في محافظتي قنا, لم نعرف فرقا بيننا وبين إخواننا المسيحيين, فالبيت بجوار البيت, والأرض بجوار الأرض, والفرح يعم الجميع والحزن أيضا. وما حدث خلال الأيام القليلة الماضية في مدينة نجع حمادي, أحزن المسلمين قبل المسيحيين, ولن يتكرر مرة أخري, لأنه حادث فردي قام به مأجور.. والمأجور ليس له وطن ولا دين, فوطنه جحر في حضن الجبل, ودينه المال, وما أكثر المأجورين في محافظات الجنوب, الذين ليس لهم عمل غير قتل النفوس. فيا أيتها الأم الثكلي, زغردي لإبنك الشهيد, ويا أيها الأب الحزين, تبسم فابنك في أحضان القديسين, ويا أيتها الكنائس ارفعي ترانيم السلام, ويا أيتها المساجد ارفعي آذان السلام. ويا أيتها العدراء رفرفي بجناحيك علي أرض قنا, وابعثي فيها المحبة, وانشري فيها الإخاء, واجعلي من أبنائها نسيجا واحدا في الأرض والسماء. أحمد عامر عبدالله