قبل سنة شاهدت مارثا علي فيس بوك شابا أوروبيا يجلس علي الأرض وهو يضع بجانبه لافتة مكتوباً فيها (احكي لي قصتك وأديلك دولار)، ويبدو أن الفكرة ظلت عالقة في ذهنها وقررت أن تطبقها في مصر. واجهت مارثا رفضا شديدا من صديقاتها، ونصحنها بنسيان الأمر لأنها ستتعرض لمضايقات كثيرة من الشباب قد تصل إلي التحرش.. اختارت ميدان التحرير في البداية لتطبيق الفكرة، لكنها تراجعت في اليوم التالي وذهبت إلي الأزهر بارك لتحتفل بعيد ميلادها بمفردها مع أشخاص لا تدري من هم! يبدو أن اللافتة أثارت انتباه مدير الحديقة. انتظرت مارثا أن يأمرها المسئول بالخروج من الحديقة، واستعدت لحفلة نكد في عيد ميلادها، لكن الرجل خيب ظنها.. الزبون الأول لمارثا اقتنص الجنيه بعد أن حكي لها قصة أعجبتها وهو يتعجب بمن تمنح أذنها لغيرها وتدفع له أجرا في حين أن المصريين يتحدثون أكثر مما يستمعون. بعدها توافد عليها مجموعة من الشباب سرد كل منهم (بمفرده) حكاية تختلف عن الآخر منهم من يعاني من مشاكل عاطفية وآخر يسرد متاعبه النفسية في حياة تمنحه ما لا يتمني وتحجب عنه كل ما تهفو نفسه إليه، وثالث يلقي عليها مواقف مضحكة وحكت لها سيدة مسنة عن متاعب الحياة وقسوة الظروف. مما جعل مشاعرها تتنقل بين الفرحة والحزن.. كان عيد ميلاد مارثا حقيقياً ومختلفاً.