أن أصبحت المدارس هدفا للتخريب والفوضي بدأت وزارة التربية والتعليم في التفكير في استقدام شركات خاصة للتأمين وخصوصا أن عدد المدارس يصل إلي أكثر من 48 ألف مدرسة وهو مايصعب من عملية تأمينها من قبل وزارة الداخلية مع الأعباء الملقاة عليها. ومنذ بداية العام الدراسي وقع العديد من الحوادث كان آخرها ماحدث في مدرسة الحناوي الإعدادية إدارة شرق الزقازيق التعليمية بعد أن قام عدد من البلطجية بالصعود علي سور المدرسة، وأخذوا يقذفون التلميذات بالحجارة، مما أدي إلي إصابة تلميذتين أثناء الفسحة، إحداهما أصيبت بالحجارة في عينيها، والثانية أصيبت في رأسها واحتاجت 10 غرز لإيقاف النزيف. كما شهدت مديرية التربية والتعليم بالمنيا واقعة غريبة الأسبوع الماضي أيضا حينما فوجئت قيادات التعليم بالمحافظة يوم السبت الماضي بأن هناك مجهولين قاموا بإغلاق 5 مدارس بالجنازير وهذه المدارس هي: البهنسة الإعدادية الابتدائية، والشيخ فضل الثانوية، وغطاس بيباوي، والطاهر الإعدادية. ومن جانبه قال محمد عمر مدير صندوق دعم وتمويل المشروعات التعليمية إن الدكتور محمود أبو النصر وزير التربية والتعليم وافق علي تأسيس (الشركة الوطنية للخدمات التعليمية) من خلال صندوق دعم وتمويل المشروعات التعليمية، وذلك من أجل توفير الأيدي العاملة وأفراد الأمن برأسمال قدره مائة مليون جنيه لتنفيذ جميع أعمال المقاولات بالمدارس من سباكة ونجارة ونقاشة وحدائق بما يوفر علي الدولة 18 مليار جنيه تقريباً سنوياً مشيرا إلي أن الشركة ليس لها علاقة بشركة فالكون. وأشار إلي أن الغرض من الشركة تصميم وتنفيذ المنشآت غير التعليمية وتجهيز المرافق والخدمات ومحطات تحلية المياه ومحطات الطاقة الشمسية والبنية الأساسية للاتصالات ونظم المعلومات بجانب إدارة وصيانة المباني والمنشآت علي اختلاف أنواعها وتقديم خدمات التأمين للمنشآت والحراسة والنظافة وصيانة الأجهزة والمعدات والآلات علي اختلاف أنواعها. وأضاف أن الشركة سيتفرع منها مجموعة شركات لخدمة مجموعة من القطاعات، حيث يصل عددها إلي 9 شركات موجودة بالقاهرة الكبري والإسكندرية وطنطا وشمال سيناء وجنوب سيناء ومدن القناة ومرسي مطروح والوادي الجديد والمنيا وشمال الصعيد وأسوان، لافتا إلي أن هذه الشركة سوف تكون ملكا لوزارة التربية والتعليم دون أن تُديرها الوزارة بحيث تكون شركة خاصة بمجلس إدارة كامل لمتابعة جميع أعمالها. وأكد أن الصندوق سوف يعلن عن توفير 45 ألف فرصة عمل لتعيين عمال نظافة وأفراد أمن وخلافه، من عمّال الحرف الخاصة بحيث تستهدف هذا العام صيانة 20 ألف مدرسة، وسوف يبدأ العمل بالمدارس فور الانتهاء من عمليات الإعلان من خلال الموقع الرسمي للوزارة وجريدتين واسعتي الانتشار، وبعدها تتم إجراءات التعيين بحيث تكون الأولوية لخريجي المدارس الفنية التي تسعي الوزارة إلي توفير فرص عمل لهم بما يمتلكونه من مهارات خاصة بالحرف المختلفة.. وكان وزير التربية والتعليم الدكتور محمود أبو النصر قد أصدر قرارا الأسبوع الماضي بتعيين لواء مخابرات (اللواء محمد عمرو دسوقي) في منصب رئيس الإدارة العامة للأمن بالوزارة للمساهمة في تأمين المدارس. وقال دسوقي في تصريحات خاصة لآخرساعة إن هناك استيراتيجة جديدة لتأمين المدارس سيتم إعدادها خلال الأشهر المقبلة لإحكام تأمين المنشآت التعليمية مشيرا إلي أنه لم يعكف بعد علي وضع النقاط الرئيسية للاستراتيجية. وكانت المفاجأة بأن رئيس الإدارة العامة للأمن بالوزارة لايعرف شيئا عن نية صندوق دعم وتمويل المشروعات تأسيس الشركة الوطنية للخدمات التعليمية التي سيكون ضمن اختصاصها تأمين المدارس مؤكدا أنه سيكون هناك استراتيجة جديدة للتأمين لم تر النور بعد.. وأكد أن استجابة وزارة الداخلية للحوادث التي تقع في المدارس جيدة للغاية مشيرا إلي أن التعامل الأمني مع مايقع في المدارس من عنف وبلطجة تطور كثيرا عن السنوات الماضية . ونفي دسوقي طلب وزارة التربية والتعليم من الداخلية تدشين قطاع لتأمين المنشآت التعليمية مؤكدا أن هناك برتوكولات تعاون عديدة علي مستوي وزيري التربية والتعليم والداخلية لتأمين المدارس.. وينص البروتوكول الموقع بين التربية والتعليم والداخلية علي تشديد الرقابة الأمنية علي المدارس، وبخاصة في مناطق التجمعات المدرسية التي تضم أكثر من 3 مدارس في مربع جغرافي ضيق، إضافة لتأمين خطوط سير الأتوبيسات المدرسية قبل دخولها وخروجها من المدرسة، مع تفتيشها جيدا لحين عودتها بالتلاميذ من المدرسة إلي منازلهم، وذلك للتأكد من خلوها من أي أجسام غريبة أو مفرقعات. ووعدت وزارة الداخلية قبل بداية العام الدراسي بتوفير أفراد أمن مدربين علي الحماية المدنية، وآخرين لكشف المفرقعات، سيتواجدون بالقرب من المدارس، في انتظار التحرك لحظة ورود أي بلاغ.. وكانت وزارة التربية والتعليم قد أعلنت أن العام الدراسي الحالي سيشهد تكثيفا لتواجد الدوريات الأمنية المتحركة أمام المدارس، مع تشديد المتابعة الأمنية من قبل رجال المباحث وشرطة المرور، إضافة إلي تأمين مقرات الإدارات التعليمية والمديريات، مع التنبيه علي المدارس لتنظيم خروج الطلاب علي فترات من أبواب متعددة. وأرسلت الوزارة منشورين برقمي 17 و18 إلي المديريات التعليمية، للتنبيه علي اتباع مجموعة من الإجراءات للوقاية، وتوعية الطلاب بعدم العبث بالأجسام الغريبة، مع ضرورة إبلاغ مسئول الأمن لاتخاذ الإجراءات اللازمة، بالإضافة إلي عدم غمر أي جسم غريب بالماء مع إخلاء المكان الموجود به، وقطع وصلات المياه والكهرباء والغاز مع الابتعاد عن الجسم الغريب، حال اكتشافه مسافة تراوح بين 150 إلي 200 متر لتجنب الإصابة. وأيضًا اتخاذ الإجراءات الأمنية الإدارية والفنية، عن طريق خطة أمنية تكفل منع اختراق الحاجز الأمني للمنشأة التعليمية، بالتعاون مع أجهزة الأمن بالمحافظة. أصدرت الإدارة المركزية للأمن بوزارة التربية والتعليم تعليمات تتضمن إجراءات التعامل مع المتعلقات المجهولة والمشكوك في كونها متفجرات. طالبت الوزارة عند العثور علي سيارة مجهولة متروكة بجوار أي مدرسة ، أو أي جسم غريب أو حقيبة مجهولة الهوية داخل أي مدرسة أو منشآة تعليمية، بعدم الاقتراب منها أو لمسها أو تحريكها - إلي جانب عدم المرور بالقرب منها. كما طالبت بإخطار الحماية المدنية علي تليفون رقم 180 أو 122 لتوجيه فريق للتعامل مع المفرقعات بالسيارة المجهزة بأجهزة الكشف والتعامل معها بالطريقة الآلية عن بعد باستخدام العربة الآلية الربوت ، أوالطريقة العادية باستخدام البدلة الواقية من الشظايا والانفجار وجهاز التصوير بأشعة إكس المحمول ومدفع المياه ، ويتم استخدام كلاب الكشف عن المفرقعات للتفتيش عن وجود الأجسام المتفجرة. ومن جانبه أكد الدكتور محمد رجب الخبير التربوي أن المدرسة منشأة مهمة جدا وإعطاؤها هيبتها أمر مهم ويجب علي كل أطراف المجتمع المحافظة عليها مشيرا إلي أن ذلك يجب أن يكون مرتبطا بالمدرسة كمعني تربوي هام وكمبني يجب المحافظة عليه. وأضاف: " من الحين إلي الآخر يكون هناك تطاول علي المؤسسات التعليمية وهناك اقتحامات عديدة من قبل أولياء الأمور أو عمليات تخريب من الطلاب ولذلك فإن السعي للمحافظة علي المدرسة كمال عام مشروع ومطلوب في الفترة الحالية". وتابع : " أي جهة سيوكل إليها هذا الأمر يجب أن تكون بعيدة تماما عن الناحية التعليمية وعدم التعامل مع الطلبة أو المعلمين داخل المدرسة بحيث لايسيطر عليهم شخص الأمن كما أن المعلم دوره التعامل مع الطلاب تربويا ويجب ان يظل هذا الدور مسئولية المعلم وليس فرد الأمن. وفضل رجب أن تقوم الوزارة بتدريب أفراد الامن التابعين لها لتأمين المدارس بدلا من تأسيس شركات يكون هدفها التأمين مطالبا بتزويد أفراد الأمن بالمديريات التعليمية والمحافظات المختلفة بأدوات مثل اللاسكي تسهل عليهم التواصل مع قوات الأمن. وعن تقييمه للعام الدراسي الحالي من حيث التأمين وانتظام العملية التعليمية قال رجب : "إن العام الحالي هناك حرص شديد علي انتظام العملية التعليمية أفضل من العام الماضي وهناك شكل من أشكال الجدية "، مشيرا إلي أن عملية انتظام العملية التعليمية مرتبطة بما يحدث في المجتمع الخارجي. وأشاد رجب بتأمين المدارس في المحافظات الساخنة مثل شمال سيناء مشيرا الي أن أهم ما يميز مدارس سيناء قلة العدد وهو ما يسهّل اتخاذ احتياطات أمنية مشددة مؤكدا أن هناك دوريات متواجده باستمرار وهو مايعكس انتظام العملية التعليمية هناك.