«قطر تمول.. الإرهاب».. الكلام هذه المرة.. ليس مرسلا ولكن ضمن تحليل طويل لكاتبين بريطانيين هما: «ديفيد بلير» و«ريتشارد سبنسر» وفي واحدة من أهم الصحف البريطانية وهي «التليجراف» رصدا فيه تمويل الدولة الصغيرة الغنية بسكانها الذين لايتجاوزون ربع المليون مواطن، للمنظمات والجماعات الإرهابية المتشددة بداية من أنصار الشريعة في ليبيا، ومرورا بداعش في العراقوسوريا.. وأحرار الشام والنصرة، وحتي حركة الشباب في الصومال!! والدولة اللغز حسب الكاتبين تفعل ذلك كله.. رغم إعلاناتها الواضحة بمساندة كل الجهود الدولية للقضاء أو التصدي للإرهاب. قطر هي واحدة من أفضل أصدقائنا في الشرق الأوسط، هكذا يقول رئيس وزارئنا، فهل يرعي هو تلك الدولة التي تمول الجماعات المتشددة بقوة؟ هكذا تساءل كل من: «ديفيد بلير» و«ريتشارد سبنسر» في تقرير لهما بصحيفة «التليجراف البريطانية»، حمل عنوان: «قطر تمول صحوة الجماعات الإرهابية المتشددة» ولفتا فيه الأنظار في البداية لسيطرة الجماعات الإرهابية علي معظم العاصمة الليبية طرابلس منذ الشهر الماضي وهو ما يهدد بتحويل ليبيا لدولة فاشلة في تحد واضح لسلطة الحكومة الشرعية هناك وللبرلمان الليبي. ومن بين هذه الجماعات، جماعة أنصار الشريعة، التي اشتبه في قيام بعض أعضائها بقتل السفير الأمريكي: «كريستوفر ستيفنز» في بنغازي واستهداف مسئول بريطاني، وهو مايطرح التساؤلات حول دور بريطانيا في ليبيا الآن وبعد 3 سنوات من الإطاحة بالقذافي، وبعد مشاركتها فعليا في ذلك، وفي تجريد ليبيا. وبالحديث عن قطر، يقول الكاتبان: «أن قطر التي لها استثمارات ومصالح عديدة في بريطانيا، وتعد أحد أغني بلدان الخليج العربي، وهي مالكة متجر «هارودز» الشهير، هي ذاتها التي تحمل وتشن الطائرات بالأسلحة لبعض المتشددين الذين يحاربون السلطة الشرعية في ليبيا ويساهمون في سقوط الدولة الآن ويرصد الكاتبان عن مسئولين أوروبيين هبوط طائرات حربية قطرية في مدينة مصراتة الليبية، التي تبعد نحو مائة ميل عن العاصمة طرابلس حيث يتمركز معظم الميليشيات المتشددة هناك، وحتي بعد سقوط العاصمة في أيدي هذه الميليشيات، والإطاحة بالحكومة الليبية، فمازالت قطر تشحن الطائرات بالأسلحة لمصراتة وذلك حسب مسئول أوروبي كبير وهو مايعني أن قطر بمساندتها لهذه الجماعات الليبية تعمل ضد المصالح البريطانية هناك، وتساعد إحدي هذه الجماعات، التي حاولت قتل أحد المسئولين البريطانيين في ليبيا، ويلفت الكاتبان النظر، إلي أن قطر هي الراعي الرئيسي للمتشددين المتطرفين، من حماس في قطاع غزة إلي متشددي سوريا، وبما في ذلك الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة، وذلك وفقا لدبلوماسيين وخبراء، أصبح شيئا واضحا للعيان. وهو الأمر، الذي أدي لسحب بعض بلدان الخليج المجاورة لسفرائها من قطر في مارس الماضي: وهي السعودية والبحرين ودولة الإمارات. وبالنظر علي سبيل المثال لسوريا، تساند قطر منظمات وجماعات مثل: أحرار الشام، وحرروا سوريا وغيرهما، ضد نظام بشار الأسد، وهي جماعات لاتخفي صلتها بجهات مثل: النصرة، أو بالقاعدة في الأساس ويلفت الكاتبان النظر إلي أنه في ديسمبر الماضي صنفت أمريكا أحد الأكاديميين القطريين ورجال الأعمال وهو عبدالرحمن النعيمي كإرهابي عالمي واتهمته بإرسال نحو 663 ألف جنيه استرليني لمسئول من القاعدة في سوريا اسمه: أبوخالد السوري! وهو قائد هام في جبهة أحرار الشام هناك. وبالإضافة لذلك مولت قطر جبهة النصرة السورية العام الماضي، وهناك شواهد علي تدعيمها لداعش وهناك 4 أذرع قطرية تتعاون مع تلك الجماعات هي: وزارتا الخارجية والدفاع، والمخابرات والمكتب الخاص لأمير قطر تميم بن حمد آل ثان. والكاتبان: «ديفيد بلير وريتشارد سبنسر».. يطرحان العديد من التساؤلات في تحليلهما عن تمويل قطر للجماعات الإرهابية، والتي تحتضن أراضيها في الوقت ذاته في قاعدة العديد العسكرية قوات أمريكية، وقاعدة أمريكية جوية وكلها تديرها قوات أمريكية علي الأراضي القطرية. وقطر لغز كبير كما يقول الكاتبان.. فهي تعلن صراحة مساندتها لكل الجهود والتحالفات الدولية التي تقودها أمريكا لمحاربة الإرهاب وهي ذاتها التي تدعم كل الجماعات الإرهابية والمتطرفة من غزة لليبيا لسوريا، والعراق وبكل الأسماء والعناوين من: قاعدة ونصرة وأحرار الشام وحماس وداعش وهلم جرا!!