مظاهرات الحوثيين كل المبادرات السلمية والاتفاقيات هنا وهناك. لاحتواء الأوضاع في اليمن.. إلا أن الموقف فوق الأرض، له شكل آخر. فالحوثيون الذين تقف إيران وراءهم.. يصعدون عملياتهم العسكرية في عدة محافظات، بالإضافة للزحف الذي بدأ فعليا علي العاصمة صنعاء، أما الجيش اليمني النظامي فيحاول احتواء الجبهات التي فتحها الحوثيون.. والتوصل لاتفاق برعاية إقليمية ودولية لحفظ ماء الوجه. وماتبقي من حلم اليمن الموحد. خلال الأيام القليلة الماضية، دخل القتال بين الحوثيين والجيش اليمني، مرحلة خطيرة بعد وصول طلائع الحوثيين، لمشارف العاصمة صنعاء، ثم دخولها بعد ذلك، وقصف مبني الإذاعة والتليفزيون، وعدة منشآت حيوية، ومن قبل ذلك.. محاولة اقتحام مبني مجلس الوزراء، عن طريق موالين لهم من الذين أعلنوا اعتصامهم المفتوح في العاصمة، وضواحيها، وفي كبري ميادينها، بزعم الاحتجاج علي القرارات الاقتصادية الأخيرة، برفع الدعم عن مشتقات البترول، وأسعار بعض السلع الأساسية، وهو ماحاولوا به تحويل أطماعهم المذهبية كأنصار للشيعة، ومن ورائهم إيران، إلي ثورة شعبية، تضم كل طوائف الشعب اليمني، من سنة وشيعة ضد النظام اليمني الحالي. وبالفعل، تحولت صنعاء لساحة حرب، خاصة بالقرب من المنشآت الحيوية بالعاصمة ومنها مبني الإذاعة والتليفزيون الذي تم قصفه أكثر من مرة، وتعطل إرسال التليفزيون اليمني بالكامل لأيام، وتعطلت الدراسة بجامعة صنعاء، وبالمدارس، لأجل غير مسمي. وبالإضافة لذلك اشتعلت الهجمات ضد معسكرات الجيش، خاصة معسكر الفرقة المدرعة الأولي، التي تمكنت قوات من الحوثيين من السيطرة علي وحدة عسكرية تابعة لها بالعاصمة، إضافة لاقتحامها عدة أحياء بصنعاء، ومنها أحياء مثل سلطان والنهضة، يسكنها عدد من المسئولين والوزراء، الحاليين والسابقين. ويحاول الحوثيون الذين يدينون بالمذهب الزيدي الشيعي أن يحققوا انتصارات علي الأرض، في مواجهة قوات من الجيش، تسانده عدة قبائل مسلحة متحالفة معه، وأشهرها: قبيلة الأحمر السنية، والتي يتقلد بعض قادتها مناصب رفيعة في الجيش والحكومة. إضافة لذلك، يستند الحوثيون علي مجموعاتهم المسلحة الأخري، التي تخوض معارك شرسة، في الجوف، وصعدة، وشمال اليمن، حيث تتركز معاقلهم الأساسية، في مواجهة الجيش اليمني، وسط اتهامات بتسليح إيران، لهم، وتأييدها، بإقامة دولة منفصلة لهم، تدين بالمذهب الشيعي في نهاية المطاف. وتأتي تلك التطورات، رغم الإعلان عن التوصل لاتفاق لوقف القتال، وللهدنة بين الطرفين، ودخول الأممالمتحدة، كطرف ووسيط، للتوصل لإنهاء القتال، وهو ما سعي إليه، وبعد زيارات ومهام مكوكية بين الجانبين، من مبعوث الأممالمتحدة، جمال بن عمر، الذي عقد عدة لقاءات مع كل من: عبدالملك الحوثي، زعيم الحوثيين في صعدة بالشمال، بالإضافة للقاءات أخري مع مسئولين بالحكومة اليمنية، وتم الإعلان بعده عن اتفاق شبه نهائي لإنهاء القتال، ينص علي ضرورة الحوار وإشراك الحوثيين، في حكومة وطنية، ووقف القتال في صنعاء وعدة مدن يمنية تشهد صراعا مسلحا منذ عدة أشهر، بالإضافة لإعادة النظر في قرارات رفع الدعم عن مشتقات البترول، واستئناف جولات الحوار برعاية الأممالمتحدة، وأطراف إقليمية، بالإضافة للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، وهي الجولات التي توقفت منذ فترة، ثم عارضها الحوثيون وانسحبوا منها في النهاية، بدعوي أنها لم تحقق أهدافهم، بعد أن توصلت لعدة نتائج منها، تقسيم اليمن ل (6) أقاليم، ثم إقصاء الحوثيين فيها، من التمتع بمنفذ بحري، قد يمكنهم من التواصل مع حليفتهم إيران!! كما أن التقسيم الذي توصلت إليه جولات الحوار، حرمهم من التمتع بآبار النفط، في مناطق بالشمال، خاصة بمحافظة الجوف، التي يخوضون فيها صراعا مسلحا مريرا، مع الجيش اليمني.. ويطالب الحوثيون، أيضا ضمن مطالبهم، بإقصاء المقربين من الحكومة وتشكيل حكومة تصريف أعمال، وإعادة صياغة الدستور، وهيكلة الجيش، والشرطة والأجهزة الأمنية، بالإضافة لعدة قبائل مقربة من الحكومة، وأغلبها من السنة، وكلها تذكي الصراع المسلح مع الحوثيين، وعدة جماعات إسلامية جهادية متطرفة، في الجنوب تهدد بالعودة للمربع الأول. وهو اليمن بشطريه، شماله وجنوبه، وربما أكثر.