٫ ماذا يحدث في اليمن؟ الأحداث تتصارع.. وتنذر بانزلاق البلاد لخطر الحرب الأهلية.. وخاصة بعد رفض الحوثيين المدعومين من إيران.. مبادرة الرئيس عبدربه منصور هادي وتهديدهم بالتصعيد باحتجاجات ومظاهرات واقتحامات لبعض مقارات الوزارات تزامنا مع تصعيد حملاتهم المسلحة ضد القوات الحكومية في المناطق التي يسيطرون عليها.. واحتلال العاصمة ذاتها. تحت شعارات زائفة مثل: «مناصرة الشعب.. الجائع المظلوم»؟! الحوثيون يرفضون مبادرة الرئيس «عبدربه» ويهددون بالتصعيد الاحتجاجات والاعتصامات تجتاح العاصمة صنعاء وبين عشية وضحاها.. تحولت العاصمة صنعاء لساحة احتجاجات واعتصامات لأنصار الحوثيين.. ولافتات عملاقة كلها تدعو لإسقاط الحكومة وإلغاء قرارات رفع أسعار مشتقات الوقود مع البدء فورا في تنفيذ نتائج الحوار الوطني. ومع تلك المطالب بدأ الحوثيون تنفيذ مخططاتهم فوق الأرض.. بإغلاق الطرق المؤدية للعاصمة والاعتصام أمام الوزارات الهامة.. بل وقاموا بمحاولات مستمرة ومستميتة لاقتحامها.. وفرض أمرهم الواقع. ودعوة الحوثيين جاءت بعد أن وصلت المفاوضات بينهم وبين الحكومة.. لطريق مسدود ورفض الحوثيين لمبادرة الحكومة باسم «الحل الوطني» التي كانت تقضي بإقامة حكومة وحدة وطنية.. يشارك فيها الحوثيون وهو ما اعتبره الحوثيون.. التفافا حول مبادرة الحوار الوطني والحرب ضد الفساد المستشري في كل أرجاء اليمن.. علي حد قولهم.. كما رأوا أن الأزمة فيمن يحيطون برئيس الجمهورية.. الذين يفشلون أي مبادرة حقيقية للحوار بل يدعو الكثيرون منهم لخيار الحل العسكري ضد أنصار الحوثيين في كل أرجاء اليمن ومن هؤلاء عدد من شيوخ القبائل المناوئة لهم.. وبعض من رموز النظام اليمني السابق. ومن هنا.. بدأت الجماعة.. حراكها في 17 أغسطس الماضي.. بالتصعيد ضد الحكومة.. والمطالبة بإسقاطها.. مع العدول عن قرارات رفع أسعار مشتقات الوقود التي أصدرتها الحكومة في يوليو الماضي.. التي رفعت فيها الدعم عن تلك المشتقات بنسبة 50% مع الاستمرار في التصعيد لمظاهرات واحتجاجات واعتصامات طالت العاصمة ومدنا يمنية أخري. وتزامن ذلك.. مع معارك مسلحة قادتها الجماعة ضد القوات الحكومية في محافظة الجوف الغنية بالنفط شمال شرقي البلاد.. وخاض مقاتلوها الذين يبلغ عددهم قرابة العشرة آلاف مقاتل، معارك عنيفة هناك، معززين بمخزون هائل من السلاح في محاولة لفرض الأمر الواقع.. علي الأرض كورقة قوية عند التفاوض. وبالتوازي.. اندلعت بالعاصمة مظاهرات مؤيدة للحوثيين خاصة بعد رفعهم شعارات من قبيل: الشعب المظلوم الجائع في مقابل مظاهرات أخري مناوئة لهم.. ومؤيدة للرئيس وللحكومة ومطالبة بالحل العسكري الحاسم ضدهم. والصراع بين الحوثيين والحكومة اليمنية الذي تصاعد خلال الأيام القليلة الماضية ليس وليد اللحظة بل إنه يعود إلي عشر سنوات مضت وكانت جماعة الحوثيين.. مجرد جماعة صغيرة في مناطق محدودة بمحافظة صعدة الشمالية.. ويدين مؤيدوها بالمذهب الزيدي الشيعي و من هنا جاءت علاقتها الوثيقة بإيران وعلي أساس ديني مذهبي. وزاد الطين بلة.. وقوف جناح الرئيس اليمني المخلوع.. في حزب المؤتمر الشعبي العام.. بجوار الجماعة في صراعها مع الحكومة والرئيس .. وانضم إليهم بعض مشايخ القبائل وقاموا بدعمهم في المناطق التي يسيطرون عليها فعليا.. بالإضافة لمساندتهم في حركتهم الاحتجاجية والمطالبة باقتحام العاصمة.. في حال فشل الحوار. وتزامن ذلك مع اتهامات لإيران بمساندة الحوثيين وتحويل اليمن لساحة صراع سياسي إقليمي علي غرار الصراع الدائر في سورياوالعراق.. واتهامات صريحة بدعم إيران عسكريا للحوثيين وتأييد مطالبهم بالانفصال عن اليمن.. وخاصة بعد أن تزامن تصعيدهم العسكري مع انتصارات «داعش».. في العراق بوجه خاص. ويزيد من الشكوك حول نوايا الحوثيين أنهم سعوا للحوار مع الحكومة.. ولكنهم انسحبوا منه.. وعارضوه بعد ذلك لأن نتائجه لم تخدم أهدافهم بالانفصال علي المدي البعيد.. خاصة أن الحوار توصل لفكرة تقسيم اليمن ل 6 أقاليم وحرم الحوثيين من منفذ بحري.. كان سيمكنهم من التواصل مع حليفتهم إيران! الصراع إذن ليس لصالح المواطن اليمني.. ولمطالبه المعيشية اليومية ولكنه صراع.. يخفي وراءه.. أسبابا مذهبية.. وأطماعا توسعية لبعض القوي الإقليمية!!