٫ الحديث بلغة الحسابات والأرقام لم ينقطع طوال الأيام الأخيرة داخل اتحاد كرة القدم، لوغاريتمات الأرقام المتشابكة والمعادلات الصعبة هي الشغل الشاغل لكل أفراد الجهاز الفني للفريق الوطني لكرة القدم. حالة من الصمت والهدوء المشوب بالتوتر، سيطرت علي العلاقة بين كل أعضاء الجبلاية وكل مسئولي مجلس الإدارة سواء المعارضين أو المساندين للجهاز الفني هاني أبوريدة عضو المكتب التنفيذي بالاتحادين الدولي والأفريقي وعضو مجلس إدارة الجبلاية ضرب غطس واختفي ولايرد علي التليفونات ولا أحد يعلم ماذا دار بينه وبين شوقي غريب. وعلي أحر من الجمر ينتظر اتحاد الكرة ومجلس إدارة اتحاد الكرة مباراة مصر وبتسوانا والتي تقام خارج القاهرة يوم 01 أكتوبر في إطار مباريات الجولة الثالثة للتصفيات الأفريقية والتي يمر فيها منتخب الفراعنة بمنعطف خطير للغاية بعد أن تجمد رصيده عند النقطة «صفر» بعد أدائه لأسوأ مباراتين أمام كل من السنغال وتونس. والغريب أن كل عضو من بين أعضاء الجهاز يريد أن يكون له «فعل» أو أداء أو قرار في هذه اللحظات الحرجة فجميعهم وبلا استثناء يريدون القفر من المركب وإخلاء مسئوليتهم عماحدث والحديث الدائر فيما بينهم أن كلا منهم يحمل في حقيبته عروضا عديدة سواء للتدريب أو الإدارة أو العمل في المجال الإعلامي لتحليل مباريات الدوري الممتاز وهو الأمر الحقيقي الذي يحمله أحمد حسن مدير جهاز الفريق الوطني والذي يتعرض لحملات شرسة من بقية أعضاء الجهاز من أجل إبعاده عن الفريق وذلك في محاولة من البعض لإظهار أن تواجده يجيء في مقدمة الأسباب التي أدت إلي تدهور أداء الفريق في المباراتين الأخيرتين. أحمد حسن يحمل بالفعل عروضا خيالية من أكثر من قناة فضائية لتحليل مباريات الدوري الممتاز ومن الممكن أن يتطور التعاقد لتحمل مسئوليات أخري عديدة، إلا أن مدير الجهاز يفضل الآن البقاء لحين الانتهاء من مباراة بتسوانا ومصر القادمة حتي لايحدث أي قلق أو توتر علي الفريق الآن وبالتالي يشرب المقلب و القضية كلها!! وحدد أحمد حسن بعض الشروط مع «الطرف الثاني» من أصحاب الفضائيات بضرورة عدم الإفصاح عن أي بنود الآن حتي لايكون سببا مباشرا في الأحداث التي يمر بها اتحاد الكرة وكذا الفريق الوطني لكرة القدم مؤكدا أن ضياع أي نقطة في المباراة القادمة سوف يكون مفتاحه للتخلي عن مسئوليته والاتجاه إلي الإعلام حيث إنه لا فائدة من وجوده في هذا المنصب لأن هناك عناصر خططت ومازالت تخطط لإبعاده عن صفوف الفريق رغم الحالة والظروف السيئة التي يمر بها الفريق الآن. وهناك دراسة يتم إعدادها الآن لمنع أي شخص يرتبط باتحاد الكرة بالعمل في المجال الإعلامي سواء من المتعاقدين للعمل مع الجبلاية أو الذين يعملون باتحاد الكرة عملا تطوعيا، إلا أن الصدام سوف يحدث لامحالة مع بعض المرتبطين بالعمل الرسمي أو الذين يمثلون مناصب تطوعية مثل سيف زاهر عضو مجلس الإدارة وفاروق جعفر المدير الفني للاتحاد. من ناحية أخري طلب اتحاد الكرة من شوقي غريب المدير الفني للمنتخب التفرغ فقط لإعداد المنتخب لمباراة بتسوانا علها تكون بداية جديدة للفريق في مشوار التصفيات وفتح طاقة أمل جديدة وذلك بعد أن وجه غريب العديد من الانتقادات الحادة لاتحاد الكرة في الفترة التي تلت مباراتي السنغال وتونس وإتهامهم بعدم توفير المناخ الجيد المطلوب لإعداد المنتخب والضغط عليه فيما يخص إقامة المعسكرات المغلقة وغيرها وعدم تلبية رغبته في انطلاق الدوري في التوقيت الذي حدده من وجهة نظره الفنية. ويبدو أن تلك المناورة لم تفلح من جانب الجهاز الفني والذي استشعر في بعض الوقت رغبة اتحاد الكرة في إنهاء تعاقده والبحث عن بديل وحسب متابعته أيضا لكل الأحداث داخل اتحاد الكرة وهو الأمر الذي حدث بالفعل ولكن رأت أغلبية أعضاء المجلس ضرورة الإبقاء علي المدرب وجهازه لعدم الإفلات من المسئولية وفي ذات السياق يتم البحث مجددا عن مدير فني جديد للفريق الوطني لتولي المسئولية إن عاجلا أو آجلا وتم وضع أكثر من سيناريو سوف يتم تنفيذه خلال المراحل القادمة، ففي حالة فقدان الفرصة بصورة نهائية للوصول إلي نهائيات كأس الأمم الأفريقية سوف يتم «خلع» غريب كما أكدنا في العدد السابق وسوف يتولي المسئولية حسام البدري المدير الفني للفريق الأوليمبي لتجهيز لاعبيه في المباريات والمواجهات القادمة وسوف يتم الاعتماد علي صفوف المنتخب الأوليمبي خاصة أن مرحلة التصفيات الحالية لا تشترط قيد عدد محدد ومعين من اللاعبين بل تسمح اللوائح المنظمة للمباريات بمشاركة أي لاعب طالما إنه مقيد في جداول أندية اتحاد الكرة ويحمل الجنسية المصرية. وتتجه النية أيضا إلي محاولة توفير عائد مالي جيد في خزينة الاتحاد لتوجيهه للتعاقد في هذه الحالة مع خبير عالمي لكرة القدم للتخطيط لمستقبل اللعبة وقيادة المنتخب مع غيره من المصريين للوصول إلي نهائيات المونديال وذلك في إطار خطة جديدة طموحة لتعويض اللعبة مافات بسبب الظروف القاسية التي مرت علي اللعبة طوال السنوات الأخيرة والتي شهدت تخبطا واضحا في المسابقات غير المستقرة. ويحاول الجهاز الفني للفريق الوطني وضع يديه علي أفضل العناصر قبل مباراة بتسوانا ومصر وذلك من خلال متابعة اللاعبين المحترفين خارج مصر وكذا لقاءات الأهلي الأفريقية ومباريات الدوري المحلي والذي انطلق منذ أيام وسوف تشهد المرحلة القادمة تعديلات جذرية في خط الدفاع يضم لاعبين من الأهلي والزمالك. وبعيدا عن أحداث الفريق الوطني فقد شهدت اجتماعات الجمعية العمومية الأخيرة العديد من الملاحظات علي أداء اتحاد الكرة خاصة خلال الفترة الأخيرة وطالبت الأندية بضرورة تقديم الدعم المادي في أوقاته لأن هناك أندية بالفعل سوف تغلق أبوابها وهؤلاء أكدوا تواصلهم مع وزير الرياضة من أجل إنقاذ مايمكن إنقاذه وضرورة أن يستمع إليهم المسئولون عن إدارة الرياضة في مصر وإنه لابد من تطوير هذه الأندية مثلما يحدث الآن مع مراكز الشباب علي مستوي الجمهورية كلها.