وزير السياحة فى حواره ل «آخر ساعة» عبر وزير السياحة، هشام زعزوع، عن تفاؤله بمستقبل السياحة، رغم الأزمات والمشكلات التي واجهتها مصر خلال السنوات الثلاثة الماضية، التي كان لها تأثيرات سلبية علي قطاع السياحة، موضحاً أن هذا التفاؤل نابع من استعادة السياحة المصرية لموقعها بخريطة السياحة العربية، وبداية عودة السائح الأجنبي للبلاد بعد رفع 8 دول لقرارات حظر سفر مواطنيها لمصر. وأكد زعزوع، في حواره ل«آخرساعة»، أن السياحة المصرية مرت بأزمات غير مسبوقة خلال السنوات الأخيرة، تختلف عن الأزمات التي واجهتها سابقاً، لكنه أوضح أن السياحة دخلت مرحلة جيدة بداية من العام الجاري، قائلاً: «السياحة تمرض لكنها لا تموت». نريد إلقاء نظرة سريعة علي وضع السياحة خلال الفترة الماضية؟ - مررنا في 2013 بعام صعب بعد أن أصاب السياحة "المرض" منذ اندلاع ثورة 25 يناير2011 لكنني كنت أثق أنها لن تموت، ففي عام 2010 وصلنا ل14.7 مليون سائح بإيرادات بلغت 12.5 مليار دولار، ورغم شدة الأزمة وصلنا في عام 2013 ل12.5مليون سائح بنسبة انخفاض بلغت 17.9% مقابل 11.5 مليون سائح خلال 2012 بانخفاض بلغ 35.8%. وتراجعت أعداد السياح مرة أخري بعد ضربات الإرهاب الآثمة كما تراجع متوسط إنفاق السائح من 85 ل60 دولارا عام 2014 ورغم كل هذا فإنني متفائل بأن السياحة في طريقها للتعافي قريباً. من أين تأتي نبرة التفاؤل رغم التقارير الواردة عن انخفاض معدلات السياحة خلال يونيو الماضي؟ - نبرة التفاؤل ترجع لعدة أسباب أولها انحسار معدل انخفاض أعداد السياح، وسأعلن الأرقام نهاية الشهر الحالي، التي تشير لتحسن النسب بالمعدلات التي تؤكد هذا التفاؤل، ثانياً عودة السياحة العربية بعد انقطاع 3 سنوات، ثالثاً عودة السياحة الإيطالية في جنوبسيناء، وارتفاع معدلات الإشغال بالفنادق، وموافقة 8 دول أوروبية من 15 دولة علي رفع حظر سفر مواطنيها لمصر وتنظيم الرحلات للأفواج السياحية. وما استراتيجيتك لمواجهة الأزمة الحالية؟ - قررنا اتباع فكر جديد خاصة أن الأزمة هذه المرة من نوع خاص، بمعني أن أزماتنا السابقة كانت محدودة الأثر والزمن، مثل الحوادث الإرهابية التي وقعت في أواخر التسعينيات كانت محدودة زمنياً وجغرافياً، وقاطعت السياحة أماكن حدوثها فقط، لكن الآن الوضع مختلف فالأزمات التي نواجهها منذ 25 يناير، والتي تمثلت في الانفلات الأمني، والمظاهرات المستمرة، والإضرابات الفئوية، وأعمال العنف وغيرها جميعها كان لها تأثيرها السلبي المستمر، فكلما بدأت السياحة في استرداد عافيتها تلاحقنا الضربات، ولابد أن نتبع أسلوباً جديداً يتناسب مع الشكل الجديد لهذه الأزمات مثل استقدام الوفود الأمنية الأوروبية للتعرف علي الإجراءات التي اتخذتها مصر لتوفير الأمان للسياح بالمناطق السياحية. وماذا عن السياحة العربية؟ - مصر ترحب بالسياحة العربية، لما لها من مكانة كبيرة، لذلك كان اهتمامنا بإطلاق حملة "وحشتونا" للترويج والدعاية وجذب السياح العرب وأسرهم لزيارة المناطق السياحية، ولبي بالفعل السياح العرب النداء، ووجدنا السياح العرب من كل الجنسيات العربية والخليجية في شرم الشيخ والغردقة والقاهرة، ولأول مرة نجد أفواجا سياحية من الأردن ولبنان ونجحت الحملة في تحقيق هدفها. كيف تم الإعداد لجذب المستثمرين لمشروع تنمية الساحل الشمالي؟ - هذا المشروع العملاق يعد المنجم الذهبي لمصر، وأتوقع النجاح لهذه المنطقة التي تمتد لمساحة 28 مليون متر بامتداد الساحل الشمالي لتكون مقصداً سياحياً علي مدار شهور السنة، ويوجد حالياً 7 آلاف غرفة فقط بالساحل الشمالي، ويتم استغلالها لفترة محدودة، ونعمل علي تشجيع الاستثمارات بهذه المنطقة من خلال طرح خطة لتنفيذ مشروعات جديدة، وأتوقع أن تكون المنطقة منافساً قوياً للسياحة في المناطق المجاورة مثل تركيا وقبرص واليونان، فهي تضم 4 مطارات (الإسكندرية - برج العرب - العلمين - مرسي علم)، ونقوم حالياً بإعداد خطة لطرح الأراضي علي المستثمرين المصريين والعرب والأجانب. هل حققت منظومة الحج السياحي المعادلة الصعبة في توفير أفضل الخدمات للحجاج بأقل الأسعار؟ - التعاون مع السلطات السعودية وصل لأعلي درجاته من أجل خدمة الحجاج المصريين، وتوفير كافة الخدمات لهم طوال فترة أداء مناسك الحج، ونتابع لحظة بلحظة مراحل التطوير والتوسعات بالحرم ومدي تأثيرها علي الأعداد الكبيرة للمعتمرين، وهو ما يدعونا للإصرار علي تنفيذ ضوابط الحج وإجراءاته بكل صرامة للاطمئنان علي توفير شركات السياحة لكافة الخدمات للحجاج، وفي هذا الإطار رفضنا في السنوات الماضية الاستمرار في نظام "الحصص" بتحديد حصة لكل شركة حيث إن هذا النظام يعد الباب الخلفي للمتاجرة في تأشيرات الحج وخلق السوق السوداء مما يؤدي لارتفاع تكاليف رحلة الحج دون مبرر بدليل أنه بعد إلغاء هذا النظام انخفض سعر التأشيرة من 15 ل6 آلاف جنيه، وبعدها انخفض السعر لأقل من ألف جنيه هذا العام، مما جعل رحلة الحج في متناول يد الكثيرين من البسطاء، حيث لا يتجاوز سعر الرحلة 20 ألف جنيه في برامج الحج الاقتصادي مع توفير خدمات متميزة. وقد تقدمت رسمياً للمسئولين السعوديين بطلب لزيادة حصة مصر في تأشيرات الحج، ووعدوني بتنفيذ هذا الطلب بعد انتهاء أعمال التطوير في الحرم خلال العام المقبل.