الإنسان منذ وجد علي هذه الأرض وهو كائن ملغز، فلا تجد إنسانا شبيها بآخر.. وكل واحد له طبع مختلف. منهم الطيب، ومنهم الشرير، ومنهم الذي يجمع بين الاثنين ومن هنا صعب تحليل النفس البشرية حتي علي علماء النفس والدليل أن هناك أكثر من مدرسة في هذا العالم.. وكثرت المذاهب التي تفسر سلوكيات الإنسان ما الذي يدفع الإنسان إلي الحب؟ وما الذي يدفعه إلي الكراهية؟ وما الذي يقود خطاه نحو الحقد والحسد؟ وتحدثوا عن الغرائز الإنسانية الذي يولد بها الإنسان، واستبعد بعضهم الآخر الغرائز بالدوافع.. وتساءلوا من الذي يدفع الإنسان نحو سلوك معين، أو يحجم عن سلوك آخر. والإجابة صعبة.. وليست كالمعادلات الرياضية التي لا تقبل الشك، ولكنها مجرد اجتهادات ويظل الإنسان لغزا يستعصي علي الحل. فالجريمة ظهرت علي وجه الأرض مع ظهور الإنسان عندما قتل قابيل أخاه هابيل. والإنسان المعاصر مثله مثل الإنسان القديم تحركه نزعات الغدر والتدمير والخراب، فتندلع الحروب بين الناس علي مختلف المستويات ولأوهي الأسباب سواء كانت هذه الصراعات بين فرد وآخر، أو بين جماعة وجماعة أو بين دولة وأخري. وقد ظلت هذه الحروب وتلك الصراعات سمة من سمات الحياة منذ أن نشأت الحياة وإلي أن يرث الله الأرض ومن عليها. وتحضرني كلمة مضيئة لعميد الأدب العربي الدكتور طه حسين وهو يتحدث عن طبائع البشر فيقول: الناس معادن.. ومن المعادن ما يعلوها الصدأ ومنه من لا يجد الصدأ إليه سبيلا.