محمد رضوان، أحد نجوم جيل المواهب، أصحاب العطاء الوفير مع منتخب مصر، ونادي المقاولون العرب، كان مثالاً يحتذي به في الموهبة والأخلاق والمهارات..ارتبط اسمه بفريق ذئاب الجبل، منذ أن كان أصغر لاعب بصفوف الفريق، حقق مع النجوم الذهبية للمقاولون العرب، ثلاث بطولات علي رأسها بطولتا الدوري العام وكأس الكؤوس الأفريقية. محلب أوصاني بالدوري .. و«التحدي» أسلوب حياتي انتظروا المقاولون العرب في الموسم الجديد عشق التدريب واختاره لنفسه مجالا حقق فيه إنجازات لا حصر لها مع فريقه داخل وخارج مصر، أضاف الكثير لرصيد نجاحاته بعد فوزه بالأوسمة الرياضية من الطبقة الأولي وقت أن كان لاعبا ضمن صفوف فريق ذئاب الجبل، والأهم هو فوزه بلقب ناظر مدرسة الإصرار الكروي علي الإبداع واكتشاف المواهب وإعطائها فرصة الاحتراف والنجاح في الدوريات الأوروبية العالمية. من جديد يقف مقدراً لحجم المسئولية الصعبة الملقاة علي عاتقه في مهمته التدريبية للمقاولون العرب، ومستنداً علي منهجه الكروي في اختياره للصفقات الجيدة بعين المدرب الفاحصة وعمل توليفة تجانس من الشباب والخبرة والسعي لتطوير خططه وطريقة أداء اللاعبين داخل المستطيل الأخضر. بكل صراحة يؤكد محمد رضوان، ل"آخر ساعة"، أنه سيعطي درساً نموذجيا في المنافسة بطريقته علي درع الدوري والكأس مع بداية موسم الدوري الجديد. ما الجديد في صفقات الذئاب هذا الموسم؟ - رغم احتراف نجوم المقاولون العرب سواء في الداخل أو الخارج مازلت أمتلك كوكبة من النجوم علي مستوي فني عال جدا منهم محمود أبوالسعود في حراسة المرمي وأحمد علي، ومعتصم سالم، وكذلك اللاعب مودي وحسام حسن ظهير أيسر وحسام عبدالعال في وسط الملعب ومحمد محسن «دفندر» وهو لاعب جيد قادم من نادي المنيا ومعه اللاعب كريم مصطفي وعمر جمال ومحمد عبدالواحد من دجلة وبابا أركو من سموحة. يقولون إنك صاحب معمل تفريخ وتصدير المواهب للاحتراف الأوروبي، فما تعليقك؟ - هذا دوري وواجبي ناحية نادي المقاولون الذي ارتبطت به منذ أن كنت لاعبا صغيرا.. ومنذ أن توليت مسئولية تدريبه عام 1998، 1999 حيث تم تصعيد مجموعة كبيرة من الناشئين منهم العقباوي ومحمد صديق وخالد يسري ورامي سعيد ولكن أشهرهم اللاعبان محمد صلاح والنني نتيجة احترافهما بالخارج.. وأذكر هنا قيامي بتصعيدهما من فريق الناشئين تحت 16 سنة إلي الفريق الأول عام 2008 وكان محمد صلاح أصغر لاعب يشارك وقتها في الدوري الممتاز - وهاهو الآن وصل مع النني لمرحلة ممتازة طرقا بها أبواب العالمية - ويعتبران قدوة للشباب ولكل لاعبي مصر وليس المقاولون فقط. ويكمل الكابتن محمد رضوان ويقول: هناك أيضا اللاعبان محمود عزت وعلي فتحي تألقا واحترافا الآن بالدوري البرتغالي - وأود القول لكل المدربين يجب الابتعاد عن الأنانية بمعني الاحتفاظ بلاعبي الفريق - ولكن يجب إعطاؤهم الفرصة للاحتراف فهذا يعود بالمصلحة علي الوطن قبل أن تعود المصلحة علي النادي أو اللاعب نفسه ولك أن تتصور تألق النني ومحمد صلاح بالدوري الأوروبي وبالفعل اكتسبا احتكاكا كرويا أفضل في الدوريات الأوروبية وثمار هذا سنجنيها خلال مشاركتهما مع المنتخب ومن هنا أؤكد عشقي لتقديم المواهب وتشجيعهم علي الاحتراف الحقيقي فلو لم يأخذ هذان اللاعبان فرصتهما ما ظهر اللاعبون فاروق ورزق وزيكا وسأستمر في تقديم هذه السياسة مع عمل مزيج من الخبرة والشباب لعمل توليفة متجانسة متميزة تعطي ذئاب الجبل مذاقا آخر في مشوار الدوري. علي ماذا استندت في اختيار الصفقات الجديدة؟ - كنت متابعا لمستوي أدائهم بشكل خاص وأؤكد أنهم جميعا يمتلكون خبرات دولية - وكانوا أصحاب تأثير فعال في وصول أنديتهم لأعلي محطة في مشوار الدوري أو الكأس بدليل تألق بابا أركو مثلا ونجاحه في الوصول بسموحة لنهائي كأس مصر ونفس الشيء كان مع محمد عبدالواحد في وادي دجلة وكذلك المعتصم سالم وعمر جمال مع الدراويش والحارس محمود أبو السعود يعتبر من أفضل حراس المرمي ولكنه لم يأخذ فرصته مع الأهلي. ما رؤيتك خلال فترة الإعداد القصيرة؟ - فعلاً الوقت ضيق جداً، حيث بدأت يوم 2 أغسطس وضع الخطة وانتهيت من المرحلة الأولي الخاصة بالنواحي البدنية ودخلت المرحلة الثانية وهي تشمل إعدادا خاصا للاعبين لاكتساب الخبرات مع التركيز علي الجوانب النفسية وبالنسبة للمرحلة الثالثة ركزت فيها علي المشاركة في أكثر من مباراة ودية وحاليا أستكمل المرحلة الأخيرة بعمل معسكر إعداد تدريبي في البرتغال لمدة أسبوعين بدءا من 27 أغسطس إلي 11 سبتمبر - وسألعب هناك مباراتين وديتين أعتقد أنهما ستحققان للاعبين احتكاكا قويا وخبرة تفتح شهيتنا في سباق الدوري هذا بخلاف امتلاكنا طموحا جديدا قائما علي المنافسة بين كل اللاعبين وأتمني أن تعوض الصفقات الجديدة غياب نجومنا التي هاجرت للاحتراف الأوروبي. ماذا ينقص ذئاب الجبل لاستعادة درع الدوري والكأس؟ - لا ينقص ذئاب الجبل أي شيء وبدون تحيز المقاولون من أفضل أندية العالم العربي في الإمكانيات المادية والبشرية وعلي قدر المستطاع سنعيد صياغة الجمل التكتيكية وزيادة جرعات تركيز اللاعبين لاستعادة ذاكرة الانتصارات والتهديف وتسيير الأمور للأفضل والأحسن. ما ردك علي ظاهرة تغيير المدربين مع بدء موسم الدوري؟ - ظاهرة غير صحية وقد تحدث لدرجة تصل لتغيير الجهاز الفني بناد واحد مرة واثنتين وثلاثا - والتغييرات ترجع للاختيار غير الموفق ولذا يجب علي مجالس إدارات الأندية اختيار المدرب بكل عناية ودقة وبعد دراسة متأنية للملف الخاص بعمله ومدي كفاءته لأنه لا يعقل أن يتم التعامل علي ساحتنا الرياضية بنظام القطعة. المقاولون اشتهر بجلب لاعبين أفارقة فرز أول؟ - هذا حقيقي، وقد شرفت بكوني من الجيل الذهبي لفريق المقاولون الذي حقق ثلاث بطولات في موسمي 81 /82 بجانب حصاد كأس الكؤوس الأفريقية - وكنت أصغر لاعب وقتها بالدوري المصري ووقتها أذكر حضور اللاعبين المتألقين عبدالرزاق والحارس أنطوان بل ومن فرط حبي وتحيزي للمقاولون أذكر حصولنا علي البطولة الأفريقية وقتها بدون مشاركة أي أجانب ولكن أنطوان بل وعبدالرزاق ساهما بشكل فعال في مسيرة الفريق موسم 82/83 وأيضا في البطولة الأفريقية الثانية لنفس الموسم وفي هذا المضمار أؤكد أن بابا أركو سيكون إضافة قوية للفريق لامتلاكه خبرة كبيرة وموهبة متميزة وأصرارا علي تحقيق الفوز. يتردد وجود معوقات لك من جانب الإدارة؟ - غير صحيح فمن حسن حظنا أننا نعمل مع مجلس إدارة برئاسة المهندس شريف حبيب وجميعهم متفاهم وعلي درجة عالية من الوعي الكروي ويعملون بشكل احترافي وقد جلست مع رئيس النادي أول الموسم ووضعنا النقاط علي الحروف لتنفيذ خطتنا للمرحلة المقبلة، وبصراحة لم يبخل علي الفريق بأي شيء. هل نسي المهندس إبراهيم محلب ناديه المقاولون في زحام رئاسته للوزارة؟ - المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء، قيمة وقامة كبيرة ولي الشرف أني عملت تحت قيادته لأكثر من عشر سنوات ولا يمكن إنكار مدي حرصه علي نجاح فريق المقاولون وباستمرار هو علي اتصال دائم بنا للاطمئنان علي النادي والفريق ونحن بالطبع نبادله نفس الشعور لأنه علّمنا معني جديدا في التعامل بروح الأسرة الواحدة سواء في الإدارة أو الجهاز الفني والطبي بحيث يجمعهم روح الحب والود والوفاء. هل أنت مع ردع اللاعب في حالة السلوك المرفوض؟ - السلوك الخطأ يكتسب شرعية عند صاحبه عندما لا يجد العقاب المناسب.. والحل يكمن في عدم اللجوء لتضخيم النجوم والنفخ في إمكاناتهم مع فرض العقوبات الرادعة في حالة الوقوع في الخطأ - وقد يحدث مثلا اقتناع لاعب بعينه بأن فريقه لايستطيع الاستغناء عنه وهنا تكون بداية الإقدام علي السلوكيات المرفوضة - ولذا يجب علي المدرب أن ينزع من أذهان لاعبيه هذا الاقتناع بإتاحة الفرصة للبدلاء حتي لايظن أحد أنه حجز مكانه في صفوف الفريق وأخيرا يجب أن تقتدي الإدارة بوجوب تنفيذ العقوبات ضد أي سلوك مرفوض بكل حزم وصرامة مع المخطئين. تألق اللاعبين لايدوم طويلا وكأنهم يلعبون علي سطر وسطر، ما تعليقك؟ - بصفة عامة لا يوجد لاعب في مصر مستواه ثابت بنسبة 100% فأحيانا يتألق اللاعب ويظهر بمستوي متميز وسرعان ما يفطن مسئولو الفرق الأخري إليه ويسعون للحد من خطورته كما أن موسم الدوري الماضي ضم مجموعة من أكفأ اللاعبين الصاعدين أثبتوا وجودهم ولكن قلة الخبرة وعدم التركيز كانا وراء عدم استمرار الإجادة والتهديف - وأعتقد أن كل المدربين سيسعون للوقوف علي التشكيل الأمثل للفريق وتحقيق الانسجام وبمرور الوقت سيكون لديهم نخبة من أفضل لاعبي مصر. هل وصل المقاولون لمرحلة تؤهله للفوز بدرع الدوري؟ - البطولة طويلة وأستعد لها بكل الوسائل الفنية والبدنية.. ومن يملك قاعدة عريضة من اللاعبين ونفسا طويلا سيكون له حظ أوفر من حيث الإبداع والتألق في الملعب ويليهما حصاد درع الدوري والكأس.