إحدي الفضائيات تروج لبرنامج جديد يحمل عنوان الراقصة، يضم مسابقات للرقص الشرقي الذي تدعي أنه فن! تشارك فيها 27 راقصة من جنسيات مختلفة، وتقوم المشاركات بعرض مهارتهن في هز الوسط، وأعتقد أن وصف الرقص الشرقي بأنه فن مغالطة كبيرة، الرقص في حد ذاته كان أول وسيلة تعبير عرفها الإنسان البدائي، للتعبير عن أفراحه وأحزانه، ومع التطور الإنساني، ظهرت بعض الأشكال الفنية، مثل الفنون الشعبية والباليه، أما الرقص الشرقي، فقد اعتمد ومازال علي إثارة الغرائز، سواء من ناحية تصميم الملابس الفاضحة والمكشوفة، أو المبالغة في الحركات والإيماءات والإيحاءات ذات الدلالات الهابطة، التي تزدهر في الملاهي الليلية، الرقص الشرقي الذي يقدم هذا القالب لايمكن أن يكون فنا، عكس الفنون الشعبية والباليه، حيث الاعتماد علي وجود موضوع وفكرة، الفنون الشعبية تستلهم الطقوس والحركات والإيقاعات، بينما يوظف الباليه التكوينات الجمالية والحركات التعبيرية داخل قصة تمزج بين الخيال والموسيقي والشعر، لبناء نسيج فني وجمالي، أما الرقص الشرقي فإنه علي النقيض تماما، يحوّل جسد المرأة لسلعة رخيصة، البرنامج الجديد ومسابقاته، أسوأ صورة يقدمها الإعلام المشغول بهز الوسط.