علي الرغم من استبعاد العديد من خبراء الأمن وجود عناصر من تنظيم دولة الخلافة الإسلامية المعروفة اختصاراً ب"داعش" في مصر وأن هذا التنظيم لا يشكل أي خطورة علي مصر، إلا أن حالة من القلق انتابت المصريين بعد ظهور جثث مقطوعة الرأس في سيناء الأسبوع الماضي، بما قد يشير إلي احتمال انتقال عدوي الفكر "الداعشي" إلي مصر، الذي يشتهر بقطع الرؤوس والتمثيل بالجثث مثلما يفعل التنظيم الإرهابي في سورياوالعراق. وفي ضوء المتابعة الدقيقة التي يجريها جهاز الأمن الوطني للعائدين من العراقوسوريا حيث يتواجد التنظيم الإرهابي الأخطر في العالم حالياً، نجح الأمن الوطني قبل أيام في ضبط أربعة أشخاص في محافظة السويس ينتمون بأفكارهم الجهادية إلي "داعش". وكانت تحريات وحدة الحركات الإسلامية بالأمن الوطني بدأت البحث عن مجموعة من الشباب بعد حادث انفجار وقع في إحدي الشقق السكنية بالسويس، وهذه الشقة كان يقيم فيها شاب طالب بجامعة الأزهر وتبين أن الانفجار كان بسبب وجود قنبلة داخل المكان، ومع البحث والتحري أكدت التحريات أن الطالب كان يأوي عدداً من أعضاء التنظيمات التكفيرية في الشقة قبل الانفجار. وأكدت تحريات الأمن الوطني أن الطالب الذي يعيش في الشقة وأصيب نتيجة الانفجار، عضو في خلية تكفيرية تعتنق أفكار تنظيم "داعش" المتطرفة، وأن هذه الخلية كانت تخطط لاستهداف أبراج الكهرباء واغتيال عدد من ضباط الشرطة والجيش في السويس. من جانبه، قال اللواء هاني عبداللطيف المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية إن تنظيم القاعدة انشطر إلي قسمين، هما جبهة النصرة المتواجدة في سوريا، وتنظيم داعش المتواجد الآن في العراق منذ العام الماضي. وقال إن تنظيم القاعدة بدأ حياته وتكوينه في أفغانستان ثم انتقل إلي سوريا ودخل ليبيا والصومال والعراق، وتواجد في سيناء في السنوات الماضية، وكان عصر التنظيمات المسلحة في مصر إبان حكم الرئيس الإخواني المعزول محمد مرسي، والآن مصر تدفع ثمن هذه الجريمة التي ارتكبها مرسي الذي سمح بتجميع هذه التنظيمات التكفيرية الشرسة التي تعتمد علي القتل في فلسفتها في التعامل مع الأجهزة الأمنية. وأرض سيناء ارتوت بدماء الجنود المصريين الشهداء الذين سقطوا علي أيدي هذه التنظيمات التكفيرية، وكذلك سقط العديد من الضباط علي أرض سيناء في الحرب ضد الإرهاب وهي حرب شرسة، وكان هناك اتصال بين أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة وشقيقه القيادي الجهادي محمد الظواهري، والجهاديين في مصر وفي أفغانستان وهذه الجريمة كانت تحت بصر وعلم مرسي. وقال اللواء هاني عبد اللطيف إن التقارير الأمنية تؤكد أن الإخوان وتنظيم القاعدة هم من أفرزوا جميع التنظيمات الجهادية التكفيرية مثل تنظيم أنصار الشريعة - والفرقان - أجناد الأرض والجيش الحر - داعش، وكلها تنظيمات إسلامية وأسماؤها حركية، وهي للتضليل فقط علي رجال الأمن، وعلي البسطاء الذين يؤمنون بهذه التنظيمات وتغير الأسماء الحركية الهدف منه جذب أعضاء جدد يدخلون في هذه التنظيمات. وأضاف أن تنظيم داعش وجد أرضا خصبة له في سوريا ليحارب ضد النظام الحاكم هناك، كما وجد ضالته في العراق للخطأ الذي ارتكبه نوري المالكي بنصرة الشيعة علي السنة هناك ومن هنا بدأت داعش حرباً طائفية هناك، لافتاً إلي أن مصر حسب أهم التقارير الأمنية من أعلي المستويات الأمنية تؤكد أن داعش ليس لها أثر في مصر ولا يوجد مناخ لدخول التنظيم علي أرض مصر. وتابع: جريمة قطع الرءوس التي ظهرت مؤخرا في شمال سيناء لا تعني أبداً أن هناك تنظيم داعش علي أرض سيناء، وحتي أعلام داعش التي ظهرت خلال تظاهرات جماعة الإخوان في منطقة "عين شمس" مؤخرا لا تعني بأية حال وجود أي أثر لداعش علي أرض مصر.