لم يجر أي امتحان للثانوية العامة هذا العام إلا وتم تسريبه علي صفحات الفيس بوك وتويتر، صفحات خصصت لتسريب امتحانات الثانوية العامة بعد تصويرها بالتليفون المحمول ونشر إجابتها في وقت الامتحان. بعد دقائق من أي امتحان يتم تسريبه فورا علي صفحات التواصل الاجتماعي يتم نشر إجابات الامتحان تحت مرأي ومسمع وزارة التربية والتعليم وهي لا تحرك ساكنا. حتي بعد نجاح الأجهزة الأمنية في ضبط المتورط في تسريب امتحان اللغة العربية بالثانوية العامة، حسبما صرح مسئول مركز الإعلام الأمني بوزارة الداخلية لم تتوقف عمليات التسريب. وقال مسئول مركز الإعلام الأمني بأنه قد تبلغ للأجهزة الأمنية بوجود موقع تحت اسم ( تسريبات امتحانات الثانوية العامة 2014 ) علي شبكة التواصل الاجتماعي «فيس بوك» يقوم بتسريب امتحانات الثانوية العامة . وباتخاذ إجراءات الفحص الفني أسفرت عن تحديد مرتكب الواقعة المدعو (م. م) 19عاما، طالب بمدرسة السلام الثانوية بنين . ليستمر التسريب بعد ذلك وتفشل الوزارة في إدارة امتحانات الثانوية العامة وانتشار الغش في أغلب المدارس، وما كان من الدكتور محمود أبو النصر، وزير التربية والتعليم، أن قال عقوبة إلغاء الامتحان ستكون تجاه كل من يثبت تورطه في عملية غش، وقد يتم إلغاء نتيجة العام كله وإجبار الطالب علي إعادة السنة الدراسية مرة أخري. وأضاف إن حالات التجاوز التي تم رصدها في الامتحانات لا ترقي لوصفها بالغش الجماعي، مؤكدا تطبيق كل إجراءات تأمين أوراق الامتحان والطلاب. وعن عقوبة تسريب الامتحانات، شدد أبو النصر، علي اتخاذ كل الإجراءات القانونية تجاه كل من يسرب الامتحانات سواء من الموظفين أو الطلاب وذلك عن طريق تحرير محضر رسمي وتحويله لمكتب النائب العام. وأضاف أن وزارة التربية والتعليم تعد قانونا جديدا لتغليظ عقوبات الغش، مشيرًا إلي أن الظاهرة في انتشار ملحوظ خلال الفترة الأخيرة بسبب كثرة وسائل الاتصال والتكنولوجيا الحديثة. يقول الدكتور رمضان محمد رمضان الخبير التربوي: الغش الإلكتروني ظاهرة خطيرة يجب مواجهتها بكل حزم ولا يمكن مواجهتها سوي من خلال الأساليب التكنولوجية أيضاً، مؤكداً أن الوزارة تعاني من نقص شديد في تلك الوسائل والأساليب التكنولوجية إلي الآن وهو ما أدي إلي تسريب امتحان اللغة العربية في أول أيام الامتحانات، مشيراً إلي أنه في الوقت الذي وصلت فيه الوسائل التكنولوجية الحديثة للمنازل بقري ونجوع مصر لم تستطع الوزارة الوصول بها الي مدارسها بتلك المناطق وهو ما يهدد العملية التعليمية بكافة عناصرها، مع التقدم التكنولوجي أصبح الغش الإلكتروني أمرا متوقعا وهذا يرجع إلي الخلل في نظام الثانوية العامة وتغير مفهوم امتحان الفرصة الواحدة المحدد لدخول الكليات لابد أن يعود الطالب للمدرسة وينتظم في الدراسة وكان هناك مشروع للوزارة في هذا الصدد شاركت فيه وكان من المفترض أن يتم تطبيقه في عام 2011 أو 2012ولكن هذا لم يحدث. وأضاف رمضان الامتحان نفسه يجب أن يتغير فلا يقيس قدرة الطالب علي الحفظ والتلقين ولكن لابد أن يقيس مهارات الطالب وقدراته، ويعيب نظامنا التعليمي أيضا التعبئة العامة التي تحدث للرأي العام قبل امتحانات الثانوية العامة، هذه الامتحانات في أي بلد في العالم امتحانات عادية جدا ،والسؤال لماذا لا يكون امتحان الثانوية العامة، يمثل 20% فقط من الدرجات والباقي مقسم علي اختبارات طوال العام للتخلص من هذا النظام العقيم فمثلا نصف درجة ،ناتجة عن خطأ في التصحيح، قد تغير مستقبل طالب الالتحاق بالجامعات لابد أن يكون عن طريق اختبار قدرات وبهذا لن نجد غشا في الثانوية العامة. وبسؤاله ما الذي يمنع الوزارة من تطبيق هذا النظام قال الخوف من رد الفعل المجتمعي إزاء هذا النظام فسيقولون أن أبناء أستاذة الجامعات سيلحقون أبناءهم بها دون النظر إلي مؤهلاتهم . من جانبه، قال محمد سعد رئيس عام امتحانات الثانوية العامة، لقد قمنا بعمل غرفة مكافحة الغش الإلكتروني برئاسة رئيس مركز التطوير التكنولوجي وبها عضوان أحدهما من الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات التابع لوزارة الاتصالات والآخر من الإدارة العامة للمعلومات التابعة لوزارة الداخلية للتعامل مع الأزمات بطريقة فورية،يتابعون المواقع التي يتم تسريب الامتحانات عليها أولا بأول ويقومون بإبلاغ النائب العام مباشرة. وأضاف محمد سعد إجابات الامتحانات التي تنشرها المواقع مضللة وغير صحيحة، تم إرسال كافة الإجابات الامتحانية المتداولة علي الفيس بوك وتويتر إلي كنترولات الثانوية العامة، وذلك لتطابقها مع كراسات إجابات الطلاب، أثناء عملية التصحيح، ليتم إلغاء الإجابات المتطابقة معها فورا، السنة الماضية كان عدد محاضر الغش قد وصل إلي 1074 وهذه السنة وصلنا 15 مخالفة فقط . وتابع :نقوم بعمل كل الإجراءات والمقترحات ونعطي كافة التعليمات للمديريات لخروج العملية الامتحانية بصورة سليمة، ولكن علي وزار ة الاتصالات والداخلية أن تواجه هذه الظاهرة وقد ساعدنا الداخلية في القبض علي عدد من مسربي الامتحان. وأضاف محمد سعد إن أسئلة امتحانات الثانوية تم وضعها منذ أكثر من شهرين في سرية تامة، وتم وضعها في مظاريف محكمة فيما تذهب إلي اللجان عبر الطائرات والسيارات في تأمين تام، فمن المستحيل أن يتم تسريب الامتحانات قبل توزيع الأوراق علي الطلاب. وأكد سعد أنه تم رصد المواقع والقائمين عليها لاتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم،أرسل بالفعل إلي إدارة الفيس بوك وتويتر في أمريكا، ليطالبهم بإغلاق عدد من الصفحات الإلكترونية لكونها تعرض الأمن القومي المصري للخطر، إضافة إلي الإجراءات القانونية التي تتخذها وزارتا الاتصالات والداخلية مع القائمين علي هذه الصفحات ليتم القبض عليهم والتحقيق معهم. وأوضح رئيس عام امتحانات الثانوية العامة، أنه سيتم تغيير نظام امتحانات الثانوية العامة في الفترة القادمة، وسيتم وضع تصور لذلك بعد الانتهاء من امتحانات الثانوية الحالية لتمهيده للطلاب، حتي لا يفاجأوا بالنظام الجديد.