منذ سنوات وموضة محطات التليفزيون في الغرب تقديم برامج واقعية بل أنشئت شركات تتولي إنتاج هذه البرامج وتوزعها علي عدة محطات في مختلف الدول. والبرنامج الواقعي أشبه إلي حد ما بالبرامج التي تذاع علي الهواء. وبعضها لا يمكن عرضه في مصر لأنه ينحرف إلي أن يصبح برنامجا جنسيا ولكن يمكن تنفيذ ما يشبهه بعيدا عن الجنس تماما. أول هذه البرامج يتلخص في اختيار 12شخصا من الجنسين وبعضهم من نجوم الفن أو الرياضة ويقيمون معا في بيت واحد زملاء 3شهور. وتقوم الكاميرات المنتشرة في البيت بتصويرهم طول اليوم نهارا وليلا وهم يعرفون ذلك وتختار محطة التليفزيون لقطات من حياتهم معا أو تعرض ساعة من هذه اللقطات علي الشاشة يوميا. ويختار المشاهد لا المحطة أحد هؤلاء الأشخاص ليبعد عن البرنامج كل أسبوع ويبقي في نهاية الحلقات شخص واحد يمنح جائزة البرنامج المالية وهي فضلا عن الشهرة التي يحظي بها والتي تؤهله للاشتراك في برامج تليفزيونية أخري والتمثيل علي الشاشة الصغيرة وشاشة السينما أيضا. وعادة يتقارب نزلاء البيت، ويحدث أيضا أحيانا أن يتحول التقارب إلي حب وإلي جنس تلتقط الكاميرات صورته ولكن لا يعرضها التليفزيون علي الشاشة. ويختار التليفزيون 12شخصا آخرين ويستضيفهم في البيت ويتكرر ما جري قبل ذلك. النوع الآخر من البرامج الواقعية يتلخص في دعوة 12شخصا بينهم بعض المشاهير للإقامة في غابة. وكل ما يقدمه لهم التليفزيون هو الأمن والأمان ولكنه لا يقدم لهم طعاما بل يأكلون ما قد يكون في الغابة من ثمار وحشرات ويستبعد أحدهم كل أسبوع ومن يبقي منهم آخر الحلقات يفوز بجائزة البرنامج والشهرة أيضا. ولا أظن أن التليفزيون المصري يستطيع أن يجمع 12شخصا في بيت وأن يصورهم علي مدار الساعة. ولكن يمكن للتليفزيون المصري أن يختار شابا تمنحه وزارة الزراعة خمسة فدادين في منطقة صحراوية أو شبه صحراوية وبعض المواد الغذائية وتتركه يستصلح الأرض لتنتج ثمارا. وما يمر به هذا الشاب أو الفتاة من متاعب يقدم لوزارة الزراعة صورة لملاك الأراضي الجدد وما يعانونه. ويمكن للتليفزيون أن يعرض صورة لما يجري في محكمة أثناء نظر قضية خلع مثلا وذلك بالاتفاق مع الخصوم والقاضي. ولأن الحلقة تسجل مقدما فيمكن أن يحذف منها ما يسئ إلي أحد الطرفين أو إلي كليهما. ويمكن أيضا أن يقدم التليفزيون برنامجا عن أحد صغار المستثمرين في توشكي أو سيناء والحياة في ظل درجة حرارة عالية ومتاعب جمة في منطقة لم تعد للسكن أو الحياة. ويستطيع التليفزيون أن يختار صورا أخري للبرامج الواقعية حتي نري علي الطبيعة حياة في مجتمع لا نعرفه. ويمكن أيضا أن يقدم الحياة في بيت الطلبة أو الطالبات مع مراعاة أخلاقنا وقيمنا وطبيعة مجتمعنا. باختصار البرامج الواقعية تقدم رد فعل الناس الطبيعي والمباشر بلا تحريف أو تزويق أو تجميل. وإذا قدم التليفزيون مثل هذا البرنامج ستلتقطه المحطات العربية الأخري ولكن يبقي للتليفزيون فضل الريادة. باختصار نريد أن يخرج التليفزيون عن البرامج المألوفة المعادة ولا تقتصر برامجه الطبيعية الواقعية علي مباريات كرة القدم أو المسابقات. وأعتقد أن مثل هذا البرنامج سيكون أكثر جاذبية من كثير من مسلسلات رمضان.