بعد زيادة البنزين والسولار، محافظ المنوفية يعلن تعريفة الركوب الجديدة للتاكسي والتوكتوك    إعلام عبرى: حماس أبلغت الوسطاء بوجود جثث إسرائيليين على عمق 7 طوابق وقرب قنابل غير منفجرة    استقبال زيلينسكى فى الولايات المتحدة دون مراسم    فى مقابلة قديمة .. لماذا هاجم صهر ترامب "الصهيونى " محمود عباس بعبارات "مهينة" !    نجوم الجونة وشوشوا الودع على الريد كاربت وقالوا أسرار ومفاجآت.. فيديو    فى ذكراه.. منير مراد الموسيقار المنسى من وزارة الثقافة والغائب عن حفلات ومهرجانات الأوبرا    فلسطين.. الاحتلال يدمر سيارة مواطن خلال اقتحام حي المخفية في نابلس    إعلان الكشوف المبدئية لمرشحي انتخابات مجلس النواب 2025 بسوهاج "مستند"    انتفاضة بيراميدز تتحدى البركان المغربي.. من يفوز بالسوبر الإفريقي غدًا؟    أسماء المرشحين على مقاعد الفردي بدوائر محافظة الشرقية لانتخابات مجلس النواب 2025    فنزويلا تطالب مجلس الأمن بموقف حازم تجاه الضربات الأمريكية وانتهاك سيادتها    المخرج أكرم محمود البزاوي يعلن وفاة الفنان «أشرف بوزيشن»    عماد النحاس وجهازه المعاون يصل إلى بغداد لقيادة فريق الزوراء العراقي    الهيئة الوطنية للانتخابات تعلن أسماء المرشحين على النظام الفردي بانتخابات مجلس النواب    انطلاق البطولة المصرية المفتوحة للهواة وسط حضور دولي واسع يضم أكثر من 100 لاعب| فيديو وصور    الحفني: تعزيز السلامة الجوية أولوية تستهدف التشغيل الآمن وفق متطلبات الإيكاو    «مش صديقي.. وبقول اللي حسيته».. رد مثير من كريم نيدفيد بشأن هجومه على رمضان صبحي    القبض على المتهمين بارتداء ملابس فاضحة وارتكاب أفعال خادشة للحياء    إسرائيل ال3.. أسعار البنزين الأعلى تكلفة في العالم (قائمة ب10 دول)    فاروق جعفر يتغزل في نجم الزمالك.. ويؤكد: «قدراته الفنية كبيرة»    ستاد المحور: الكوكي يدرس الدفع ب صلاح محسن في التشكيل الأساسي أمام الاتحاد الليبي وموقف الشامي    سعر الأسمنت اليوم الجمعة 17 أكتوبر 2025 فى الشرقية    طقس حار نهارًا وشبورة صباحية خفيفة.. الأرصاد تكشف تفاصيل حالة الطقس الجمعة 17 أكتوبر 2025    «زي النهارده».. وفاة شيخ الأزهر الدكتور عبدالحليم محمود 17 أكتوبر 1978    عاجل- أمن المقاومة يحذر من الشائعات حول مصير أبو عبيدة وسط اتفاق جديد لوقف إطلاق النار في غزة    سعر الدولار اليوم الجمعة 17102025 بمحافظة الشرقية    اختبر ذكاءك ب10 ألغاز مع الحل.. هل تقدر تجاوب على الكل؟    عاجل - حريق أمام المتحف المصري الكبير قبل افتتاحه    أطعمة طبيعية تساعد على خفض الكوليسترول في 3 أشهر    حيلة لتنظيف الفوط والحفاظ على رائحتها دائمًا منعشة    لو عايز تركز أكتر.. 5 أطعمة هتساعدك بدل القهوة    أسماء المترشحين بنظام الفردي عن دوائر بمحافظة الغربية لانتخابات النواب    حبس متهم بقتل شقيقه فى قنا    الصحف المصرية: إسرائيل تماطل فى فتح معبر رفح    روسيا توسع أسواق نفطها وتستهدف إنتاج 510 ملايين طن    أوقاف الفيوم تعقد فعاليات البرنامج التثقيفي للطفل لغرس القيم الإيمانية والوطنية.. صور    جوتيريش يدعو للعودة إلى النظام الدستورى وسيادة القانون فى مدغشقر    رفضت إصلاح التلفيات وقبول العوض.. القصة الكاملة لحادث تصادم سيارة هالة صدقي    بحضور رئيس مجلس الوزراء.. وزير الشؤون النيابية يشهد ختام أسبوع القاهرة الثامن للمياه    «أفضل لاعب في مصر بمركزه».. فاروق جعفر يتغزل ب نجم الأهلي    أسعار الخضار والفاكهة في أسواق أسوان اليوم الجمعة    حماس: إعادة جثث الرهائن من غزة قد يستغرق وقتًا بسبب دفنها في أنفاق    ترامب: لقاء مرتقب مع بوتين في المجر لبحث حرب أوكرانيا    الحفني يشهد توقيع بروتوكول تعاون بين سلطة الطيران المدني وإدارة الحوادث    4 أبراج «مبيخافوش من المواجهة».. صرحاء يفضلون التعامل مع المشكلات ويقدّرون الشفافية    تركي آل الشيخ: «بدأنا الحلم في 2016.. واليوم نحصد ثمار رؤية 2030»    فضل يوم الجمعة وأعماله المستحبة للمسلمين وعظمة هذا اليوم    فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة ووقتها المستحب    أدعية يوم الجمعة المستحبة للمتوفى والمهموم والأبناء    الداخلية تكشف ملابسات واقعة فيديو «التوك توك» بملابس خادشة للحياء    السيطرة على حريق سيارة ملاكي بميدان الرماية في الهرم    السيطرة على حريق داخل مخزن لقطع غيار السيارات بميت حلفا    تفاصيل لا يعرفها كثيرون.. علاقة فرشاة الأسنان بنزلات البرد    استبعاد هيثم الحريري من انتخابات البرلمان بالإسكندرية وتحرك عاجل من المرشح    سعر الدولار الآن أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية الجمعة 17 أكتوبر 2025    الرعاية الصحية: المواطن يدفع 480 جنيه ونتحمل تكلفة عملياته حتى لو مليون جنيه    هل يجوز المزاح بلفظ «أنت طالق» مع الزوجة؟.. أمين الفتوى يجيب    هل الصلوات الخمس تحفظ الإنسان من الحسد؟.. أمين الفتوى يوضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



زاوية رزين.. حصن نقيوس المنيع
نشر في آخر ساعة يوم 27 - 05 - 2014

أعمدة أثرية رخامية وردية مجمعة من أجزائها المحطمة تتمدد بجوار جدران البيوت وقرب مسجد حديث وقاعدتي عمودين في نقطة الشرطة ومحلات موبيليات المحبة وأم النور ومقامات ومساجد الجزيري والشيخ بكر ثم (إسماعيل سلام وزير الصحة الأسبق) وعدة قوارب نيلية للعبور بين ضفتي فرع رشيد باتجاه الخطاطبة غربا ومدرسة الاستقلال الابتدائية وقطار الدلتا يتجه إلي منوف وبلبيس في الشرق وطريق عسكري استراتيجي لخصوا تاريخ نقيوس (فرعوني - يوناني - عربي) الموقع الحصين (117 - 1071م -950 سنة) ليتحكم في الطريق من حصن بابليون (الفسطاط) إلي الإسكندرية فالموقع يتوسط طريقي الشرق والغرب من وإلي العاصمة الرومانية.
٭ 20 كم جنوب غرب مركز منوف التابعة له لنصل إلي قرية (زاوية رزين) الوريث الجغرافي له وكان هدف القوات الرومانية المهزومة في الفيوم والبهنسا وبابليون وأمل رومان الإسكندرية في حمايتهم من الفتح العربي بالحصن المقام منذ 500 سنة علي يد الإمبراطور تراجان 117 وقد زار مصر بعد ثورة لليهود وبني عدة حصون ومدينة أنتنيوبوليس ومنها السيدة مارية القبطية زوج النبي وأم ابنه إبراهيم التي أهداها له المقوقس عظيم قبط مصر قبل 14 سنة وماتت من 6 سنوات قبل الفتح.
مدخل القرية طويل محفوف بالأشجار وشارع ممتد حوله منازل حديثة بالطوب الأحمر من عدة أدوار وفيللا بألوان زاهية ومحلات وورش حدادة وسوبر ماركت لتدخل في حواريها ببيوت قديمة طينية وأخري عتيقة بأبواب خشبية ما تزال بقاياها باللون الأخضر وشراعة حديد تتسند بعمرها علي بقايا الجدران تجذبنا بعبقها عن أناقة الأحداث والشوارع ترابية والجانبية ضيقة بلا أسماء يرتع فيها التوك توك والموتوسيكل والتريسكل (موتوسيكل بمستطيل معدني خلفه) بمسار القرية ومشتريات السوق وسيارات ملاكي وحقول خضراء ممتدة حول القرية التي يتوسطها مصرف (سبل) الزراعي وأشجار الصفصاف الفارعة تظلل غربها الضفة الشرقية لفرع رشيد (غرب النيل) بعرض 150م مكسو جانباه بالدبش وشمس الظهيرة تنعكس كمرايا تغشي العيون علي مياهه الساكنة ودهشة من المراكبية والأهالي ورئيس الوحدة المحلية في مكتبه الأسمنتي بوسط القرية أن تهتم الصحافة بقرية لا يعرفون من تاريخها شيئا.
نقيوس (بالقبطي - بشاتي) مدينة عظيمة حصينة حافلة بالآثار المصرية والرومانية ومركز لأسقفية كبيرة ومعقل الدين القبطي رغم الاضهاد ولو اضطروا للتظاهر بانتمائهم للمذهب الملكاني الروماني لاتقاء عسف المقوقس زاد من شهرتها يوحنا النقيوسي معاصر الفتح العربي وكاتب تاريخه استمرت عامرة حتي الشدة المستنصرية الفاطمية 457ه فهجرها أهلها من الجوع والأوبئة ثم طغيان فيضان هدم بيوتها في القرن 12 ه فأقام الأهالي قرية علي الأرض المرتفعة علي النيل بجوارها وكان زاوية مقام الشيخ رزين فسميت به (لم أجد المقام ولا يعرف الأهالي عنه شيئا) وكان أصل اسمها قرية شبرالون واستمر في الأوراق الرسمية حتي 1228 ه في عهد محمد علي فسجلت قرية زاوية رزين.
٭٭٭
زاوية رزين وحدة محلية قروية تضم قري صنصفط ودمليج وبهواش 35 ألف نسمة - مركز منوف - منوفية حتي الخطط التوفيقية 1305ه كانت تتبع قسم سبك (سبك الضحاك حاليا) 300 فدان علي «تل دقيانوس» واسمها الفرعوني (برزقع) عاصمة المقاطعة الرابعة «نيت شمع» أي نيت الجنوبية.
٭٭٭
في جغرافية الاستيلاء عليها في الفتح العربي وجدت عمرو بن العاص يستند إلي دعم يطمئنه في شمامها بركة السبع (من بركات 7 كتائب أرسلها ابن العاص لفتح الدلتا فاستراحت في هذا الموقع وجنوبها أشمون وبها المسجد العمري المقام علي الحصن الروماني الأثري وغالبا ما أقيم في معسكر جند الفتح.. وتبعد منوف عن بابليون مسيرة يوم بالخيل (50 كم).. وقرية سبك الضحاك التي كانت تتبعها منذ 120 سنة تتبع مركز الباجور الذي يبعد 13 كم من بنها شرقا.. وعلي الضفة الغربية لفرع رشيد أمام القرية قرية الأخماس ومدينة الطرانة القديمة (عزبة الطرانة) وتتبع الخطاطبة والتي استولي عليها ابن العاص قبل تقدمه لنقيوس.
وموقع مدينة منوف - المركز التابعة جعلها عاصمة اقليم المنوفية منذ الفتح الإسلامي ولمدة 1250 سنة حتي 1826م عندما جعل محمد علي العاصمة "شبين الكوم" لتوسط المديرية وقربها من النيل أسرع وسيلة اتصال بالقاهرة ثم مرور السكة الحديد بها. والمنوفية أصلا تتوسط الدلتا بين فرعي النيل بشكل مثلث رأسه جنوبا وقاعدته شمالا.
٭٭٭
في ظل الصفصاف في شرق فرع رشيد من شمس صيف محرقة أغمض عيني من انعاكس وهجها الذهبي علي مياهه الخالدة تراءي أمامي موقع 3 أحداث هامة في الفتح وكل أبطالها صحابة علي مدي 17 عاما من 21 - 37 ه.
(1)
لم يأمن ابن العاص (20 ه) السيرة إلي الإسكندرية علي فرع غرب النيل (رشيد) وفي شرق الفرع حصن نقيوس بموقعه عند مفرق فرعي النيل مسيطرا علي الطريق من حصن بابليون (في يد العرب) والعاصمة المحتمية بعدة حصون في مدن الطريق الهامة تنتظر مقاومته ولابد من العبور لشرق الفرع الغربي محتميا بقواته في أشمون في الجنوب (10 كم) بينهما ترعة إلي منوف ثم أتريب (بنها) في شرق النيل وكان يتتبع قوات (دومنتياس) القائد الروماني للفيوم المنسحب بقواته للإسكندرية بعدما علم بسقوط حصن أم دنين (موقع مسجد عنان بين شارع الجمهورية وميدان رمسيس).. وقد عبر النيل شمالي الجيزة (قرية وردان) متجنبا العبور لنيقيوس للاستعداد لمعركة فاصلة.. وقد أصبح أمامها حينما أحس بالمطاردة فترك جنوده وأبحر في قارب بالنيل للإسكندرية وتبع الجنود قائدهم متزاحمين علي القوارب تاركين سلاحهم علي الشاطئ فخشي النوتية (المراكبية) غرق قواربهم فهربوا للشمال عائدين لقراهم فحوصر الجند بين النيل والعرب الذين دخلوا الموقع القديم (أنشأه الإمبراطور تراجات 1171م) وليس بها جندي وتحركوا في قراها لعدة أيام وأمنوها بقوات ثم عبروا إلي غرب فرع رشيد في طريق المقاومة القبطية الطويل إلي الإسكندرية.
(2)
ليس أمام ابن العاص إلا النصر (25 ه) بمغامرته استدراج وانتظار قوات الروم الغازية للإسكندرية ليلقاهم أمام نقيوس علي مسيرة يوم فقط بالخيول للفسطاط (50 كم) فلو انتصروا لاختاروا العبور شرقا إلي أتريب (بنها) وبلبيس وعين شمس أو غربا إلي وردان وإمبابة والجيزة وجزيرة الروضة أو الطريقين ككماشة للعاصمة ولزمن الانتظار مزايا خروجهم خارج الأسوار الحصينة للإسكندرية بعيدا عن أعوانهم المتآمرين لعودتهم هربا من دفع الجزية (يطردهم بعد النصر) وإنهاك جنودهم وخيولهم ومراكبية قواربهم مسافة 150 كم تعترضها الترع والمصارف ويرسخون كراهيتهم عند القبط بالنهب والقتل الذي جاءت أخباره من الأهالي الذين عاتبوه لأنهم في ذمته للدفاع عنهم فندم وعوضهم عما فقدوه وراحة لجنوده وتنظيم خنادق دفاعية ليصمدوا في القتال واختيار منطقة فسيحة لمعارك الفرسان وتلاحم الجند.
لم يفقد الرومان نظامهم وكفاءتهم العسكرية لكنهم فقدوا مساعدة القبط متقدمين بقوارب النيل وجنودها بالنبال وفرسان البر في المقدمة ومشاتهم صفوفا متتالية لموجات هجوم وبدأت نبالهم من النهر تصيب فرس ابن العاص فحارب علي رجليه واجتاحت خيولهم فرسان شريك بن سمي الغطيفي لولا صمود جنود الخنادق حتي تساوت الكفتان فلجأوا للمبارزة بين فارس روماني و أبا مذجج تعادلا في الرمح والسيف ثم أصاب الرومي ترقته فطعنه بخنجر في وسطه ومات أبا مذجج بعد النصر ودفن في جنازة عسكرية إلي الفسطاط ودارت رحي الحرب ليتحقق نصر ليس له بد فيهربون كالعادة للإسكندرية في حصار واقتحام ثان بعد فتحها 21 ه ويحاصر جند الإسلام فلول الروم في شرق المدينة فيرفع عمر عنهم السيوف في منطقة سميت الرحمة وأقيم هناك مسجد بنفس الاسم مكانه في حديقة الشلالات بشرق الإسكندرية خلف بقايا سورها الأثري.
ليحقق ابن العاص النصر الذي طلبه المصريون له لخبرته بحروب الروم ومهابته عندهم وكان في مصر ينهي ارتباطاته ليعيش في الشام (13 عاما) بعدما أقصاه الخليفة الجديد عثمان بن عفان وعين بدلا منه شقيقه والي الصعيد عبد الله بن سعد بن أبي سرح ودعا الداعي للجهاد فلم يتأخر كعادته.
(3)
رضخ الوالي الشاب محمد بن أبي بكر (10 ه 38 ه) لشروط متمردي خربتا (البحيرة) ومد لهم جسرا علي النيل عند قرية نقيوس ليعبروا من غربه شرقا إلي أتريب (بلبيس) سيناء فالشام بدلا من دخول الفسطاط من أضيق منطقة عبور في الجيزة عند جزيرة الروضة ثم شرقا لبلبيس فقد هزموه مرتين في البهنسا (المنيا) وخربتا مستقرهم في مرابع الخيل (تسميتها بأعلاف الربيع) الذي أعجبهم فأقاموا فيه ومرابطين لحماية السواحل لكنهم اليوم يتطاحنون في حرب أهلية من ذي الحجة 34 ه أنفجرت 35 بمقتل عثمان وتولية علي وصراعه مع معاوية بمسمي الأخذ بثأر دم عثمان والهدف الخلافة وينتهي بمقتل علي وتنازل الحسن وتولي معاوية الخلافة 41 ه (بعد 10 سنوات) في صراع بين بني طالب وبني أمية وقوده الموالي - المسلمون غير العرب فرسا وعجما ومصريين وقبائل اليمن - وقد حققوا انتصارات المعارك وذهبت أمجادها للقرشيين الذين استغلوهم لإشعال الثورة ثم حازوا السلطة وفي خربتا كانت القبائل اليمنية التي تواصل معها محمد بن أبي بكر أثناء معركة ذات الصواري البحرية وراسلهم يحرضهم ومنهم خرج 600 مقاتل منهم 6 ممن قتلوا عثمان وبعدها تمركز فيها 10 آلاف مقاتل يطلبون القصاص مؤيدين معاوية ومعارضين ابن أبي طالب الذي بايعته مصر بالخلافة وولاته الأربعة في عامين فقط (35 -37 ه) حكم كل منهم شهورا - محمد بن أبي حذيفة (10 أشهر وقتله معاوية) الحكم بن الصلت (3 أشهر) قيس بن سعد (4 أشهر) مالك بن الأشتر (قائد جيش الإمام علي ومات بالسم في قرية القلزم 25كم من شبين القناطر ومقامه في القلج بشرق القاهرة) ثم ابن أبي بكر (3 أشهر) الذي لم يسمع نصيحة قيس بن عبادة بإكرام فرسان خربتا وحفظ قدرهم لتهدئتهم كما نجح في ولايته فأصر علي أخذ البيعة وهاجم أسرهم وبيوتهم في الفسطاط.. وقد أصبح عدوهم لقيادته تسلق بيت عثمان والهجوم عليه فثاروا عليه ولم يستطع منع خروجهم من مصر وهو متأكد أنهم ذاهبون لمعاوية ضد الإمام علي بل وسيعودون من جديد بعد شهور (عقب صفين والتحكيم) بقيادة عمرو بن العاص في ولايته الثانية لمصر ومعهم شقيقه عبدالرحمن بن أبي بكر ويهزمونه ثالثا في منطقة المنساة قرب عين شمس ويهرب 3 أيام ويلاحقونه ويفشل أخوه في حمايته منهم وقتله والتمثيل بجثته (له 4 مقامات في مصر في الفسطاط بشارع الوداع - وفي دمسيس بالمنصورة - وفي البهنسا بالمنيا ثم في خربتا نفسها) الملفت أن المصريين لأنه شاب في الثلاثين قليل الخبرة بالحكم والحرب ما بين السخرية والإشفاق والعطف سموه (محمد الصغير).
٭٭٭
يوحنا النقيوسي أسقف نقيوس 680 م بعد 40 سنة من الفتح الذي عاصره راهبا في دير بوادي النطرون - وكتب مخطوطا علي الرق في آخر 3 سنوات من عمره منفيا في جزيرة فيلة جنوب أسوان عن تاريخ العالم القديم (698 م بعد 60 سنة من الفتح) محوره عظمة مصر (80% من الكتاب) وريادتها للعالم في كل المجالات وانتهز كل فرص الكتابة عن مصر في 122 فصلا جعل آخر 10 منها لوقائع الفتح العربي أو ما ترجم منها من مخطوطه بعد ألف سنة 1602م بواسطة راهب أثيوبي ومساعدة الشماس المصري غبريال باللغة الأثيوبية - الجعزية - (الكنيسة الأثيوبية جزء من الكنيسة المصرية 330 -1954 م) بأمر الملكة ماريام سنا أرملة الإمبراطور سجدا الأول (1597م) وأم الامبراطور سجدا الثاني (طفل سن 7 سنوات) وإشراف أثناسيوس قائد الجيش الأثيوبي وزوج بنت الإمبراطور في صراع الحبشة مع الدول الإسلامية المحيطة لإظهار حرصها علي مصلحة القبط فيشوب الترجمة هدف سياسي يقوم بالإضافة والحذف والتعديل ولايمكن حتي الآن تدقيقه فلا يوجد غيرها.. وقد اكتشفها بعد 280 سنة 1883م المستشرق الفرنسي د. "زوتنبرج" فترجمتها للفرنسية ونشرها في المجلة الآسيوية (77 - 1879 م) ثم في كتاب مع الأصل الحبشي وترجمها من نصه الفرنسي بعد 300 سنة العالم الإنجليزي تشارلز 1916 ثم المؤرخ المصري كامل صالح نخلة 1948م ونشر أجزاء منها في مجلة صهيون 1948 ثم ذكرها المؤرخ المصري عبد الرحمن الرافعي 1966م ولم تصل لنا ترجمة عربية من الأصل الأثيوبي إلا بعد 350 سنة للدكتور عمر عبد الجليل أستاذ اللغات السامية بآداب القاهرة 2000م (تاريخ مصر ليوحنا النقيوسي) ترجمها من نسختين إحداهما في المكتبة الوطنية بباريس بكتالوج زونتبرج للمخطوطات الأثيوبية والثانية بالمتحف البريطاني في مجموعة المخطوطات الأثيوبية.
٭٭٭
لم يتفق علي أصل لغة المخطوط (قبطي - يوناني - عربي) فالقبطية لغة يوحنا واليونانية لغة حكامه الرومان وكذلك العربية بعد الفتح العربي.. وقد انتشر تعلمها بين القبط للحفاظ علي مناصبهم الإدارية في الدولة فيحتمل تعلمه لها - عاش 60 عاما بعد الفتح - كأسقف تعامل مع الوالي عبد العزيز بن مروان (من 680 م) في اختيار الأنبا يوحنا ثم إسحق 690 م ثم سيمون 692م ويري د. مراد كامل (1975) أنه من المستبعد علي كاتب قبطي أن يكتب تاريخ العالم بلغة مضطهديه الروم.. كما إن اللغة اليونانية أخذت في الانقراض من مصر في قرن 15م وإن صيغة أسماء الأعلام في النص تدل علي أنها عن أصل قبطي بينما استدل د.عمر عبد الجليل بألفاظ ومسميات عربية لاحتمال أن يكون النص عربيا أو مترجما للعربي.
٭٭٭
ومن ذلك أشك في مقولة أنه أول أو المؤرخ الوحيد الذي سجل وقائع الفتح العربي في زمنها ليس لأنه لم يسجلها ولكن لأن الترجمة لا يعتمد عليها.
٭٭٭
وصفوا الأنبا يوحنا النقيوسي بالثقافة الدينية والأدبية والتاريخية وكان راهبا وقت هروب وعودة البابا بنيامين الأول ( 625 - 662م ) وظهر اسمه بعده كسكرتير للبابا أغاثون فخدم 28 سنة بجوار 4 بابوات ( يوحنا الثالث وإسحق وسيمون الأول (662 700 م) وعينه البابا أغاثون (أسقف نقيوس) ومع إسحق (690م أصبح رئيسا لأساقفة الوجه البحري ثم مع سيمون 692 م رئيسا لأديرة القديس مكاريوس بوادي النطرون 694م).
٭٭٭
في ترجمة مخطوطه عن الأثيوبية تجده واقعا في هوي تاريخ مصر القديم ككل من كتبوا من مؤرخي الفتح الإسلامي المسلمين (بدأوا 220 ه بعد 200 سنة وكتب محمد بن عبد الحكم فتوح مصر والشام بنفس المنهج) والتاريخين سماعي ويسدل يوحنا تاريخه من بدء الخليقة وأن المصريين الاوائل في صاغة الذهب والبحث عن مناجمه وصنع الأسلحة وتخطيط المدن وفرض الضرائب وشق القنوات وتطوير فلاحة الأرض وتأسيس مدن هليوبوليس وأبوصير وسمنود والإسكندرية وعن الملوك سيزوستريس وخوفو وكليوباترا والتقويم المصري وحصن بابليون
ووصف (الغزو العربي) موجز قد يكون في الترجمة الأثيوبية التي لايعنيها الحدث فركز بما قد يخل بالأحداث فلم يسجل بدايات الفتح وتنقل بلا ترتيب جغرافي (قد يكون لجهل المترجم الأثيوبي بجغرافية مصر) وسمي العرب الإسماعيليين - نسبة لأبينا إسماعيل ابن سيدنا إبراهيم لأنهم قادمون من موطنه مكة والجزيرة العربية أو "المسلمين" أما الروم فسماهم النجسين والاثنان أعداء المسيح متمنيا أن ينزل الله عقابه الشديد عليهما بما فعلوه بالمصريين فيغرقهم في البحر مثل فرعون موسي ولم يحزن لهزيمة الروم المسيحيين وطردهم من البلاد وليس في الترجمة ووصف مجازر دخلوا مدينة "نقيوس" فأقروها أشعلوا النار في أسوار ومحاصيل ومواشي المدن المقاومة وأسروا النساء والأطفال وتقاسموهم فيما بينهم واستمرت المقاومة القبطية في شمال مصر 12 شهرا وقيام ابن العاص في فتح بابليون بالقبض علي حُكّام الرومان وكَبّل أيديهم وأرجلهم بأغلال الحديد والخشب وأن الروم قطعوا أيدي سجنائهم المصريين حتي لا يعملوا مع العرب وأن المقوقس "كيرلس" -البابا الخلقيدوني- (الخائن) وقع عقد التسليم وأداء الجزية واستولي المسلمون علي كل مصر ويحمد الله أن نجي المسيحيين من الوثنيين الضالين الروم وأن كثيرا من المصريين انضموا لعقيدة الإسلام وتراه يقسو علي العرب ثم يشيد برحمتهم ثم يسبهم بدون سبب وفيها شتائم ليس من عادة القبط أن يجرؤوا عليها كما نعايشهم ثم خيانة بعض الجنود وأن الفيضان حمي بعض المدن وأن والي دمياط انضم للمسلمين وعن مضاعفة لضرائب وإعادة حفر نهر أندريانوس (خليج تراجان - خليج أمير المؤمنين) بتسخير العمال المصريين ووصف وصول ابن العاص إلي نقيوس (صعد المحاربون السفن غربا بفخامة ليلا وعمرو يسير بفرسه بريا) ورصد صراعات بين القبط وأن أثرياء نقيوس هربوا بأموالهم للإسكندرية وأن العرب نفذوا قنطرة عند قليوب واستولوا علي أتريب ومنوف ونفذوا جسرا عند بابليون ليوقفوا السفن بين الصعيد والإسكندرية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.