لا تختلف قصة بروتوكول التعاون بين ماسبيرو ومجموعة ام بي سي ، ومحاولة وقفها عبر مختلف وسائل الضغط، عن قصة احتلال الباعة الجائلين للأرصفة في شوارع مصر، وفرض أمر واقع علي المواطن والحكومات الهشة، فالمجموعة الإعلامية الناجحة ومعها وكالة للإعلان استطاعت أن تبتلع سوق الإعلانات في الشرق الأوسط، بينما تحاول الفضائيات المصرية الخاصة احتلال مساحة من الفضاء الاعلاني الفضائي عبر وسائل التهديد والإشارة بفزاعة الأمن القومي وتذكير النظام بدورها في الحشد ضد الرئيس المعزول محمد مرسي في 30 يونيو. تحدثت مجموعة الام بي سي تحت رئاسة محمد عبد المتعال بلغة الأرقام بينما ظلت الفضائيات المصرية الخاصة تصرخ علي طريقتها القديمة والمبتذلة والمتهالكة خوفا علي الأمن القومي الذي قد لا يعرف معظمهم معناه كمصطلح وحدوده كمفهوم وظهر الحس الوطني الذي لم تتبد له أمارات من قبل لدي العديد منهم في خوفهم علي أرشيف ماسبيرو وكأن الأرشيف الذي يتم بيعه من قبل الأفراد في الثلاثين عاما الماضية لم يظهر له صاحب سوي الآن. لكن هل المعركة تخص أمنا قوميا وأرشيفا قوميا؟.. أم تدور حول مليارات الجنيهات وكعكة إعلانات كبري وأسلوب عمل يهدف للوصول إلي مشاهد وبالتالي رفع معدل المشاهدة ومن ثم الحصول علي الإعلانات.. إنها ثقافة النجاح التي لا يعرفها المتباكون علي الأمن القومي المصري؟ بدأت المعركة في الخروج إلي العلن في فبراير الماضي عبر تقرير شركة إبسوس في يناير الماضي الذي كشف فضيحة عزوف المشاهد عن الفضائيات المصرية الخاصة لصالح ام بي سي التي لم يكن قد مر علي تولي محمد عبد المتعال إدارتها الا أشهر قليلة وهنا خرج شبح الأمن القومي من جيوب أصحاب الفضائيات الخاصة والعاملين فيها والمشاركين سواء في السر أو في العلن وقدم بلاغ ضد إبسوس التي تتعامل مع الجميع منذ سنوات بثقة وشفافية تامة وتكتل أصحاب القنوات لعمل اتحاد نوعي لحمايتهم وإنشاء كيان إعلاني يطمح لطرد وكالة شويري وهي وكيل ام بي سي من سوق الإعلانات المصرية. وتلقت ام بي سي الضربة صامتة وإن فهم العاملون في المجال الحقيقة وفي خروج نادر لمدير إبسوس مصر أوضح الرجل بدقة واحترام ما حدث مؤكدا أن تقرير المشاهدة الذي أثار الفضائيات الخاصة كان قد وضع قناة ام بي سي في المركز الثاني من المشاهدة وهو ما يعني نصيبا أكبر من غيرها في الإعلانات باستثناء القناة صاحبة المركز الأول يومها وغالبا تغير الوضع الآن. وجاءت الضربة الجديدة .. بروتوكول تعاون يتيح ل أم بي سي تطوير القنوات العشرة المتخصصة بنفس العاملين فيها مع إمدادهم بخبرات نوعية لتطوير العمل بما يعني ظهور عشر قنوات فضائية قادرة علي جذب الجمهور وبالتالي فوزها بنصيب معتبر من كعكة الإعلانات سوف تتقاسم عوائدها مع الأم بي سي طبقا للاتفاق وسوف تكون هذه الإعلانات مسحوبة من رصيد القنوات الفضائية الخاصة التي تعلم أنها لا تملك الكفاءة للمنافسة فتحاول قطع الطريق علي الاتفاق ! لكن .. هل حاولت القنوات « المصرية « الفضائية الخاصة إبرام مثل هذا الاتفاق ليكون المال مصريا والإعلانات مصرية والأرشيف المصري محفوظا بين أيدي مصرية وبالتالي يكون الأمن القومي طبقا لمنطقهم بمنأي عن المساس به ؟ الإجابة بسيطة : عرض مسئولو الفضائيات المصرية علي المبني العريق « ماسبيرو « اتفاقات مهينة والأكثر من ذلك أن المسئولين في اتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري تأكدوا من خطط تلك الفضائيات لحرمان ماسبيرو من كعكة الإعلانات ! ووقع البروتوكول ونجحت الفضائيات المصرية الخاصة في إثارة زوبعة من الغبار حوله ونجحت في استصدار كلمات من رئيس الوزراء تعني أنه يحبذ دراسة البروتوكول أولا وكان نجاحها بالإلحاح والضغط والتخويف والتشويه وتذكير الحكومة والنظام الحالي بوقفتها - أي القنوات - ضد حكم الإخوان. ولم تكتف القنوات من خلال مذيعي التوك شو بالتلويح بفزاعة الأمن القومي لكنهم أرادوا الخلاص من الوزيرة نفسها بالإيحاء أن درية شرف الدين تحجز لنفسها مكانا بعد الخروج من الوزارة أي تنوي العمل في مجموعة الmbc. لم يصدر رئيس الوزراء قرارا لكنه أصدر تعليمات شفوية بوقف العمل بالبروتوكول ولكن مسئولي المجموعة السعودية بدأوا بالفعل بتنفيذه حيث بدأ محمد عبد المتعال رئيس القناة، في وضع آليات التنفيذ بتسويق مسلسلي «صاحب السعادة» لعادل إمام ودهشة ليحيي الفخراني، للعرض. ويشمل بروتوكول التعاون الذي لم يتم الغاؤه رغم الزوبعة - العديد من الجوانب الإعلامية، منها الجانب البرامجي، وما يفتحه من بابٍ حول تبادل بعض ال«فورمات» و«الصِيَغ البرامجية التي يمتلكها الطرفان من ناحية حقوق الملكية الفكرية والاستفادة منها والبناء عليها وإنتاجها وبثها». ويشمل تسعة بنود ليس من بينها بيع الأرشيف ويؤكد أنه أي البروتوكول غير ملزم إلا فيما يتفق عليه الطرفان. وأخيرا طلب ملاك القنوات الاجتماع مع رئيس الوزراء وبالفعل اجتمع معهم يوم الخميس الماضي لقاء استمر عدة ساعات، للاستماع إلي رؤيتهم حول اتفاقية «ماسبيرو وإم بي سي». وكان الحضور هم السيد البدوي، وأحمد بهجت، وطارق نور، وعمرو الكحكي، وألبرت شفيق، ومحمد أبوالعينين، وحسن راتب، وعماد جاد. وقدم السادة الملاك اتفاقا بديلا عن البروتوكول ووعد المهندس محلب بدراسته وقدموا عرضا تضمن حصول التليفزيون المصري علي 30 مليون جنيه مقابل التعاون مع هذه الفضائيات بينما ينص البروتوكول مع ام بي سي علي أن يحصل التليفزيون علي نصف عائد الإعلانات علي شاشاته مقابل عرض برامج ومسلسلات رمضان التي تنتجها ام بي سي.