المهندس أشرف ثابت نائب رئيس حزب النور:

لم نحسم أمرنا بشأن «الرئاسة».. ونقف علي مسافة واحدة من المرشحين

أكثر من ثلاث سنوات مضت علي ثورة يناير2011، استطاع خلالها المصريون التمييز بين الصالح والطالح وبين الحقيقي والمزيف وبين الوطني والخائن، خبرة اكتسبها معظمهم بالفطرة، تمكنا من السيطرة علي عواطفنا فلن ننخدع بعد اليوم بالخطاب الديني ولن تخيفنا السلطة ولن ننصت للشعارات الرنانة.
ما فعله الشعب في 30 يونيو حينما خرج علي الرئيس المتدين ليسقطه، أوحي للجميع أن من يرتدي عباءة الدين من المؤكد أنه يخفي شيئاً في جعبته وينتظر الوقت المناسب ليظهره، ولكن التعميم مرفوض ولا يجب أن نضع الجميع في قفص الاتهام، فحزب النور محسوب علي التيار الديني وبالرغم من ذلك لم نجد منه إلا الوقوف بجانب الحق، لم يكترث النور إلي الاتهامات التي أطلقها كثيرون بأنهم يرقصون علي الحبال ويجنون ثمار جميع الأشجاردون خسارة، فمداومته علي تأييد المصريين في قراراتهم أكبر دليل علي ذلك، والآن ونحن علي أعتاب دولة برئيس جديد نجد حزب النور "المحايد" يقف علي مسافة واحدة من كافة المرشحين ولا يسعهم إلا الدعاء بأن يولي الله من يصلح .. في سطور الحوار التالي يحدثنا المهندس أشرف ثابت نائب رئيس حزب النور وعضو الهيئة العليا للحزب عن خطط النور المستقبلية عقب انتهاء انتخابات الرئاسة.. وإلي نص الحوار:
٭ لماذا لم يدفع حزب النور بمرشح رئاسي؟
- هذه المرحلة تتطلب شخصا ذا صفات محددة ولم نجد تلك الصفات لدينا الآن، كما أن تيار الإسلام السياسي خسر الكثير من رصيده في ظل حكم الإخوان المسلمين فمن الأفضل أن نبتعد الآن عن الرئاسة وسنكتفي بدعم الرجل الأصلح والأقدر لهذا المنصب.
٭ وما أولوياتكم في دعم الرئيس القادم؟
- ثمة أولويات عدة يجب أن يضعها الرئيس القادم نصب عينيه، أبرزها مكافحة الإرهاب وتحقيق الوفاق والمصالحة الوطنية، والاهتمام بالملف الاقتصادي والعلاقات الدولية، لاسيما سد النهضة الذي يمثل أزمة حقيقية، ومن ناحية أخري هناك دور وطني يجب أن يمارسه المصريون كعادتهم وأطالبهم بالنزول للمشاركة في الانتخابات الرئاسية لأنها ستكون رسالة جادة لدول العالم لنؤكد أن 30 يونيو ثورة حقيقية.
٭ هل حسم الحزب قراره بشأن دعم السيسي أم صباحي؟
- الحزب لم يحسم أمره بعد، ولن نتخذ قرار الدعم إلا بعد لقاء المشير عبدالفتاح السيسي، كما أننا لن نتخذ أي قرار إلا بعد اجتماع اللجنة العليا للحزب.
٭ ولماذا تأخر لقاؤكم بمرشحي الرئاسة إلي الآن؟
- التزمنا بعدم لقاء أي مرشح رئاسي إلا بعد غلق باب الترشح للانتخابات وإعلان القائمة النهائية للمرشحين والتقينا منذ أيام حمدين صباحي وتحدثنا معه بشأن برنامجه الانتخابي، وسنلتقي المشير عبدالفتاح السيسي خلال الأيام القليلة المقبلة لكي نحسم رأينا بشأن المرشح الذي سندعمه.
٭ وما الذي دار خلال لقائكم بصباحي؟
- التقيت ومعي عدد من قيادات الحزب برئاسة الدكتور يونس مخيون مع السيد صباحي لبحث برنامجه الانتخابي واستمر لقاؤنا لأكثر من ساعة، وطرحنا معه العديد من الملفات الهامة أبرزها الاقتصادي والأمني وتطرقنا معه للحديث عن رؤيته للسياسة الخارجية، كما تحدثنا بشأن المصالحة الوطنية مع جماعة الإخوان المسلمين، وشدد حمدين علي أن التوافق الوطني أبرز ما يشغله حالياً.
٭ ترددت أنباء بشأن تواصل الحزب مع الإدارة الأمريكية فما مدي صحتها؟
- هذا الكلام غير صحيح، فنحن لم نتواصل مع الإدارة الأمريكية من بعد 30 يونيو، كما أن هناك بعض العناصر الجهادية استغلت اسم الحزب للتواصل معهم، وأؤكد أن اختيارنا للرئيس القادم لن يتم تحت أي ضغط أو شروط خارجية.
٭ ما تقييمك لأداء حكومة محلب؟
- حزب النور من الأوائل الذين طرحوا اسم المهندس إبراهيم محلب لرئاسة الحكومة خلفاً للدكتور حازم الببلاوي نظراً لرصيده المليء بالإنجازات، فضلاً عن مجهوداته الكبيرة وقتما كان وزيراً للإسكان، والمرحلة التي تمر بها البلاد حالياً تتطلب وجود حكومة ائتلاف وطني ليشارك فيها الجميع دون إقصاء لأحد.
٭ أزعجكم عدم استشارة الحزب في تشكيل حكومة محلب؟
- بالطبع لا، فالحزب قرر من بعد ثورة 30 يونيو عدم التحالف في أي حكومة إلا بعد إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية، كما أننا لم ننزعج من عدم استشارتنا في ترشيحات تشكيل الحكومة لأن هناك شريحة كبيرة من المجتمع المصري تأثرت بأفعال الإخوان، كما أن الحزب تحمل الكثير من أخطاء جماعة الإخوان بعد الثورة وعانينا من حالة التعميم التي سادت الشارع بأن أي شخص ملتحٍ ينتمي إلي جماعة الإخوان، وبالتالي فالإسلام السياسي خسر جمهوراً عريضاً من المصريين .
٭ وما خطة الحزب للانتخابات البرلمانية المقبلة؟
- نسعي داخل الحزب للحصول علي أغلبية المقاعد في مجلس الشعب المقبل، وذلك بالتنسيق مع الأحزاب المدنية والليبرالية دون تحالف مع الأحزاب الدينية، وأؤكد أن ما أشيع عن تحالفنا مع الإخوان عار عن الصحة.
٭ ما تعليقك علي استهداف رجال الشرطة والجيش؟
- هؤلاء يقتلون غدراً بأيدي الإرهاب، ولا يجب أن تصمت الحكومة أمام تلك العمليات المشينة التي تزهق أرواحاً طاهرة، فهؤلاء هم حماة الوطن ولا يجب أن يتستر أحد علي المتورطين، وأطالب بالإسراع في محاكمة من ألقي القبض عليهم ليكونوا عبرة لغيرهم، ونحسبهم جميعاً شهداء عند الله.
٭ هل تعتقد أن الإخوان متورطون في العمليات الإرهابية ؟
- ليس لدي معلومات مؤكدة بشأن تورطهم من عدمه، وبالتالي لا يمكننا تعميم الإرهاب علي جميع أعضاء الإخوان، كما أنه كان ينبغي علي قيادات الإخوان الخروج إلي الشارع بموقف واضح يدين العمليات الإرهابية، بل يتبرأ من منفذيها، حتي يؤكد للجميع أنهم ليسوا إرهابيين.