ليس المصريون فحسب، احتفوا واحتفلوا بعودة الرئيس مبارك لوطنه وأهله بصحة وسلامة، كثير من الأشقاء العرب أسعدهم شفاء الرئيس، منهم أهل غزة الذين عبروا عن حبهم للرئيس بصور شتي، فقد بثوا دعواتهم له بالشفاء علي الشبكة الدولية واشتروا العلم المصري وصور الرئيس بكميات كبيرة وذبحوا الخراف ابتهاجا بسلامة الرئيس، فهم لديهم إدراك كامل بما يبذله الرئيس من جهد لصالح فلسطين وما يوفره من مساندة وحماية من أجلهم . لقد عبر الجميع بشعور صادق عما بداخلهم تجاه الرجل الذي عاش حياته في خدمة وطنه مصر ووطنه العربي. وفي مصر، جسد الشعور العام فرحة شعب بزعيمه ومحبوبه، في صورة سوف يسجلها التاريخ، فقد كان الناس في مصر في اهتمام بالغ يتابعون وقتيا حالة الرئيس الصحية وهو ما جعلهم يعيشون معه لحظة بلحظة مراحل " العلقة السخنة " كما وصفها الرئيس . هذه المشاعر، رباط قوي وعروة لا تنفصم بين الشعب وزعيمه . الملط وحماة المال العام ينتظر المراقبون والصحفيون كل عام المباراة الساخنة التي تجري بين الجهاز المركزي للمحاسبات ممثلا في رئيس الجهاز، الدكتور جودت الملط، وبين الحكومة ممثلة في الدكتور يوسف بطرس غالي وزير المالية، وطرف ثالث بينهما، هو أحمد عز الذي غالبا ما يساند غالي باعتبار أن الحكومة حكومة الحزب . ما يلفت الانتباه في كلمة د. الملط أنها تكاد تكون نسخة متكررة منذ 10 سنوات مع تغيير طفيف في مجال أو آخر، وما أود أن أقوله أن بعض الناس من إياهم بدأوا يملون من الجهاز المركزي للمحاسبات معتبرين إياه جهة " غلسة وغتتة " لرقابة المال العام الذي في نظرهم يجب أن يستباح ولو بدرجة ما . أسمع كثيرا عن بعض الجهات سواء في الحكومة أو غيرها مما لا يعجبها حال الجهاز واحترام موظفيه للأمانة التي يحملونها عن شعب مصر . بعض الجهات تتعنت مع موظفي الجهاز وتمنع عنهم البيانات التي يطلبونها مما يجعلهم يعملون في مناخ غير متعاون، بل مناخ مقاوم لهم ولطبيعة عملهم، وأعرف بعض الجهات التي شكت موظفي الجهاز إلي رؤسائهم في الجهاز بسبب تمسك هؤلاء الموظفين بحقوقهم وحرصهم علي الحصول علي البيانات، أعرف أن د. الملط لا يحيد عن الحق ولكني أدعوه إلي أن يستمر في بث الثقة والقوة في مرؤسيه لأنهم حصن الدفاع عن المال العام الذي يبيحه لأنفسهم اللئام . المدارس الأجنبية بمعزل عن المجتمع أعجبني توجه الدكتور أحمد زكي بدر وزير التربية والتعليم فيما يتعلق بالمدارس الأجنبية في مصر، فالوزير علي حق في اتجاهه للحد من انتشار هذه المدارس التي تنشأ لصالح فئة محدودة في المجتمع، كما أن هذه المدارس يجب أن تخضع للرقابة الحكومية لضبط أحوالها بشأن المناهج وتعليم الأبناء المبادئ الأساسية للتعليم المصري ومنها ترسيخ انتمائهم العربي والقومي وإجادتهم اللغة العربية، لأن هذه المدارس تعمل بمعزل عن المجتمع وقضاياه وهذا ما يؤكده الخبراء، وفي النهاية تفرز للمجتمع عناصر غريبة لا تشعر بانتمائها ولا ترتبط به، وهؤلاء هم الذين سوف يقودون البلد في المستقبل، وهم بهذه الصورة سيعيدون مصر مرة أخري إلي مجتمع كانت تعيشه في القرن التاسع عشر واستمر حتي قامت ثورة يوليو المجيدة لتعيد مصر إلي طبيعتها الإسلامية والعربية . الوزير واللحمة كلام خطير نشر علي لسان وزير الزراعة أمين أباظة، قال عن أزمة اللحوم، إن هناك حربا بين شركات استيراد اللحوم نشبت بينهم علي صفحات الصحف وفي الفضائيات للاستحواذ علي المواطن المستهلك، وقال إن إبعاد المواطن عن استهلاك اللحوم المستوردة سيؤدي إلي زيادة سعر اللحم البلدي بما يقارب 200 جنيه !!! . الخطير أن الوزير وبالتالي الحكومة يعرفون من وراء هذه الحرب الإعلامية التي تستهدف المواطن، ورغم ذلك لم يتحرك الوزير أو الحكومة لمواجهة المسألة والمشكلة وكأنهم يتحدثون عن مواطن في بلاد أخري . كل ما حدث من خطوات أن رئيسة جهاز منع الاحتكار دعت الناس إلي مقاطعة اللحوم !!!، وأسألها : هل بذلك نحل المشكلة ؟ !!! . وما العمل إذا كانت السلعة غير اللحوم، أسمنت مثلا، حديد مثلا، ماذا كنت تفعلين ؟ . وأسأل وزير الزراعة : لماذا انتهي مشروع البتلو الذي بدأه الدكتور يوسف والي وكاد أن يصل بسعر اللحمة إلي استطاعة المواطن العادي، بل كان المشروع نافذة لتوسيع قاعدة تشغيل الشباب والاستثمار في مجال اللحوم . لماذا لا يعود مشروع البتلو مرة أخري وبقوة أكبر ونضرب بيد من حديد علي مستغلي الشعب؟. إذا كان وزير الزراعة والحكومة بجلالة قدرها عاجزة عن مواجهة الوحوش، فماذا يفعل المواطن الذي لا حول له ولا قوة ؟ .
صديقي وأخي عمرو الخياط .. قلبك النقي أقوي من كل قوي الحقد والشر .