سادت حالة من الذعر والخوف بين أبناء مدينة أسوان إثر مشهد المجزرة البشرية والاشتباكات الدامية بالأسلحة النارية والبيضاء بين قبيلتي الدابودية من النوبيين والهلايل من بني هلال بمنطقة عزبة آدم الشعبية بالسيل الريفي بمدينة أسوان وذلك بسبب معاكسة شاب من إحدي القبيلتين لفتاة من القبيلة الأخري، بينما أشيع أن السبب خلاف سياسي بين القبيلتين.. ما حقيقة تقصير الشرطة وتأخرها في التعامل مع الموقف؟، وهل مازالت الأمور خارج السيطرة الأمنية؟ وقعت اشتباكات الجمعة الماضية بين قبيلتي الدابودية والهلايل بأسوان أسفرت حتي صدور المجلة عن 28 قتيلا وإصابة أكثر من 50 آخرين، كما أدت الاشتباكات إلي احتراق عدة منازل ومدارس الأمر الذي جعل محافظ أسوان اللواء مصطفي يسري يصدر قراراً بتعطيل الدراسة ب 17 مدرسة بمنطقة السيل الريفي بشرق أسوان لحين استقرار الأوضاع الأمنية، وفشلت محاولات الصلح بين العائلتين وتجددت الاشتباكات مرة أخري، وتحولت القرية إلي بركة من الدماء، الأمر الذي اضطر محافظ أسوان إلي طلب مساعدة الجيش للسيطرة علي الموقف واستجاب وزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي وقام بإرسال 4 مدرعات تابعة للقوات المسلحة لمعاونة الشرطة للسيطرة علي الوضع. واضطرت محافظة أسوان أن تقوم بالفصل بين مصابي الطرفين حيث تم تخصيص مستشفي أسوان الجامعي لاستقبال أبناء الدابودية وتحويل مصابي الهلايل لمستشفي التأمين الصحي وامتلأت مشرحة أسوان بجثث القتلي من الطرفين وتم تحويل بقية الجثث إلي مشرحة التأمين الصحي، وقام رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب بزيارة مفاجئة إلي أسوان رافقه خلالها وزيرالداخلية اللواء محمد إبراهيم ووزير التنمية المحلية اللواء عادل لبيب، وتم عقد اجتماع مع كبار عائلات كل قبيلة علي حدة، تمت الاجتماعات في ظل حراسة أمنية مشددة من الجيش والشرطة بديوان عام المحافظة. قرر رئيس الوزراء تشكيل لجنة تقصي حقائق عاجلة للوقوف علي أسباب الفتنة بالإضافة إلي حصر التلفيات من الجانبين لمحاسبة الجناة والمتسببين في إشعال هذه الفتنة، وطالبت عواقل وكبار القبائل الأسوانية رئيس الوزراء بضرورة فرض السيطرة الأمنية والعمل علي تفريغ مدن وقري المحافظة من الأسلحة التي بحوزة بعض العائلات، مطالبين بضخ المزيد من الاستثمارات لتوفير فرص عمل للشباب والقضاء علي البطالة. وأوضح المتحدث الرسمي باسم الطب الشرعي هشام عبدالحميد يوم الأحد الماضي أنه تم الانتهاء من تشريح 23 جثة ،مشيراً إلي أن ال4 جثث الخاصة بالنوبة لقوا مصرعهم نتيجة طلق ناري وأن 6جثث من عائلة الهلايل لقوا مصرعهم إثر جروح وقطعات ذبحية وطعنات وقصور في الجمجمة وأنه جاري تجميع التقارير الخاصة بباقي الجثث. وكشفت مصادر رفضت ذكر اسمها لاآخر ساعةب أن المصالح الحكومية بأسوان حرصت يوم الأحد الماضي علي إغلاق مقارها خوفاً من إطلاق النار العشوائي الذي يحدث بين الحين والآخر، وأن النوبيين اكتفوا بما فعلوه لكن الهلايلة هم من يقوم بتصعيد الأمر وقاموا يوم الأحد الماضي بإشعال النيران بمقاهي ومحلات خاصة بالنوبيين ونتج عن ذلك تفحم أكثر من 12 جثة لم تصل منها سوي اثتنين للمشرحة لتعذر وصول سيارات الإسعاف لمكان الحادث بسبب إغلاق الشوارع. وتداول نشطاء علي مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لمسلحين يعتلون أسطح المنازل بأسوان ويحملون أسلحة ثقيلة. وطالب رئيس المنظمة المصرية النوبية مسعد هركي بإقالة محافظ أسوان ومدير الأمن، مؤكداً أن غياب الدولة كان سبباً رئيسياً في تفاقم الأزمة وازدياد عدد القتلي، مشيراً إلي أن الأوضاع تزداد سوءاً في ظل تقاعس أجهزة الأمن وعدم إنهائها الصراع، مطالباً بالتحرك الفوري لوقف الاقتتال الداخلي بشوارع أسوان، مشدداً علي أن النوبيين لا يعرفون العنف فهم مسالمون، معتبراً أن ما حدث نتيجة غل وتراكمات إثر مقتل طفلين وسيدة دون ذنب. وقال المحامي النوبي محمد عزمي عبر صفحته علي موقع التواصل الاجتماعي اتويترب إن المشكلة كانت بين طلاب الهلايلة وطلاب من قرية دابود النوبية، وعلي إثر ذلك قام شخص يدعي بأبو كلمبو بإطلاق نار عشوائي علي الطلبة مما أدي لسقوط ثلاثة من القتلي من الدابودية إضافة إلي امرأة نوبية، وهو ما أشعل الاحتقان في القبيلة النوبية فذهبوا إلي بيوت الهلايلة وأشعلوا النيران فيها، وفي اليوم الثاني هجم الهلايلة علي منزل أحد النوبيين وذبحوا من فيه وعلقوا جثثهم علي باب الجمعية ولم تفعل الشرطة شيئاً حسب قوله، مستنكراً إلقاء الداخلية بالمسئولية علي الأهالي. بينما اتهمت منظمة العدل والتنمية لحقوق الإنسان المخابرات الألمانية بالوقوف وراء الحادث، وأكد رئيس المنظمة نادي عاطف إن المشاجرة القبلية تعتبر صورة مصغرة للحرب الأهلية داخل صعيد مصر، وأن بعض الأطراف السياسية كالإخوان إستغلوا زيارة المشير السيسي ولقاءه وفدا من قبائل النوبة بأسوان لتوجيه رسالة قاسية له حال ترشحه للرئاسة بإشعال الحرب الأهلية بالبلاد، مطالباً الأجهزة الأمنية بالسيطرة علي تلك الاشتباكات قبل تطورها وامتدادها إلي باقي المحافظات المجاورة في ظل الشحن القبلي والتسلح بين الطرفين. وأكد عضو المكتب الاستشاري لمنظمة العدل والتنمية زيدان القنائي أنه تم التوصل إلي تقارير تؤكد وقوف جهاز المخابرات الألمانية ومخابرات حلف الناتو التي تمارس نشاطاً واسعاً بالسودان والنوبة وأسوان وراء تلك الاشتباكات القبلية التي يشهدها الصعيد لأول مرة في تاريخه، مشيراً إلي تداول تقارير مؤخراً داخل ألمانيا ودول أوروبية تربط بين التحرش الجنسي ومعاكسة الفتيات داخل صعيد مصر الذي يمتاز بالتركيبة القبلية وبين ارتفاع أعداد المشاحنات القبلية والعائلية بين القبائل بسبب الفتيات واستغلال تلك التقارير للعمل علي إشعال وتيرة الفتنة القبلية بأسوان خاصة بعد دخول عناصر إخوانية في التحريض هناك علي حد قوله، محذراً من تصاعد تلك الفتنة القبلية بشمال وجنوب الصعيد مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية. وأصدر الأزهر بياناً وصف فيه القتال بين القبيلتين بالعصبية البغيضة مدللاً علي حرمة القتال بقول رسول الله([) امن قاتل تحت راية عمية، يغضب لعصبة أو يدعو إلي عصبة، أو ينصر عصبة فقتل فقتله جاهليةب، وطالب الأزهر أطراف النزاع بأن يحقنوا دماءهم ويزيلوا أسباب الكراهية والبغضاء بينهم وأن يفسحوا لسيادة الشرع والقانون بينهم، وأكد شيخ الأزهر د.أحمد الطيب أنه سيرسل قافلة من دعاة الأزهر والأوقاف إلي محافظة أسوان يوم الجمعة القادم لإظهار خطورة ما يحدث وعقد ندوات ولقاءات فكرية ودروس دينية في عدد من المساجد والنوادي والمراكز الشبابية بالمحافظة للتأكيد علي حرمة الدماء. وكشف وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم عن تورط عناصر من جماعة الإخوان في الحادث لإشعال الفتنة بين القبيلتين، مشيراً في تصريحات إعلامية إلي أن الأمور أصبحت تحت السيطرة الأمنية وقوات الجيش والشرطة سيطرت علي الأمور، وأنه تم إرسال رجال العمليات الخاصة بواسطة طائرة هليكوبتر لمحافظة أسوان للتدخل السريع حال تجدد الاشتباكات مرة أخري. ونفي المتحدث الإعلامي باسم وزارة الداخلية اللواء هاني عبداللطيف في تصريحات خاصة لاآخرساعةب ما تردد بشأن إهمال القيادات الأمنية وتقصيرها في أداء عملها، موضحاً أن مدير أمن أسوان اللواء حسن السوهاجي وقيادات المديرية قاموا بأداء دورهم علي أكمل وجه، لكن الأمور تصاعدت بشكل سريع كما أن عدم وجود إدارة لقوات الأمن المركزي بمحافظة أسوان كان من أسباب تأخر وصول القوات حيث تم استدعاء قوات أمن مركزي من المحافظات الأخري القريبة، موضحاً أنه لا نية لنقل مدير الأمن أو تغييره كما تردد .