لا أعرف علي وجه التحديد كم من السنين أمضيتها في ظل رعاية الأستاذ الكبير «علي أمين». لم تكن السنوات كثيرة ولكن الذي أعرفه أنني تعلمت كثيرا.. كان رحمه الله غزير الأفكار.. اتخذني تلميذا وكان نعم الأستاذ بفضل السيدة الجليلة خيرية خيري.. وكأنه أراد أن يعطيني من الدروس كل الذي في رأسه.. حتي أنه كان يصحو من النوم فيقول لزوجته بعد أن يستعد لتناول قهوة الصباح في شرفة منزله «ليبون»: اطلبي طارق قولي له يأتي علي الفور.. حدث مرة أن طلبتني السابعة صباحا أفقت من النوم علي صوتها لتقول: إنت لسه نايم ياولد تعالي جري.. الأستاذ مستنيك في البلكونة.. كان بيننا في «5 محمود عزمي» وبيتهم هو عمارة ليبون بضعة شوارع من هنا إلي هناك.. وغسلت وجهي علي الفور وذهبت جريا.. وعندما وضعت يدي علي الجرس كانت السيدة خيرية خيري وراء الباب فتحت علي الفور لتقول: صحيت؟ قلت: وهأنذا أمامك؛ قرأت الجرائد؟.. سألت هي قلت: هو أنا لحقت أغسل وجهي عدل؟.. قالت خذ بالك.. الأستاذ قرأ الجرائد ولفت نظره في الأهرام أنه سبقنا بكذا وأننا سبقنا الجمهورية والأهرام بكذا ياللا إجري علي البلكونة ودخلت إليه فعلا.. صباح الخير يافندم قال: قرأت الجرائد؟ قلت: طبعا.. يافندم قال: وإيه اللي لفت نظرك.. قلت: كذا وكذا وكذا.. قال: اقعد.. أنت ابني.. أنت ابني.. وبعد أن شربت معه فنجانا من القهوة.. قال.. اسمع أنا عايزك تعمل حديث مع فاتن حمامة.. قلت: لكن أنا ما أعرفهاش.. يا فندم.. قال بغضب: فيه صحفي ما يعرفش فاتن حمامة؟.. قلت طبعا.. عارفها.. لكنني مش محرر فني قال: أنا مش عايز أسمع الكلمة ده منك تاني الصحفي يعرف في كل حاجة روح وفي المكتب تقولي حتعمل معاها حديث ازاي.. حاضر يا فندم. ذهبت إلي المكتب ورحت أفكر.. وجاءتني الفكرة: هذه السنة ستتخرج أول دفعة من أكاديمية الفنون سينما ومسرح وديكور وغيره إذن أذهب إلي فاتن حمامة ومعي الدفعة الأولي من خريجي السينما. كانت فاتن حمامة قريبة جدا إلي قلب علي أمين وهي صديقته، هي والسيدة خيرية خيري عظيم وطلبت علي بك في مكتبه أستأذنه في الصعود إليه. وعندما وصلت مكتبه قال: هتقدر حتعمل إيه: قلت له حوار بين فاتن حمامة والدفعة الأولي من معهد السينما هم يسألون وفاتن تجيب يعني «درس من الأستاذة فاتن» قال: رائع وخرج الحوار فعلا علي 6 صفحات من آخر ساعة كبري المجلات المصورة.. والحديث متصل..