في يناير 1985 كنت ضمن الوفد الصحفي المرافق للشاعر الكبير الأمير عبدالله الفيصل لباريس بمناسبة تسلمه »وسام باريس« من »چاك شيراك« عندما ترجمت أعماله للفرنسية.. وفي إحدي جلساتي معه سألني: عمي الأمير تركي عندكم بمصر.. صحيح هو أصغر مني سنا لكنني أحبه كثيرا فهو طيب القلب، علاوة علي أن والدته »الملكة حصة السديري« تولت تربيتي بعد وفاة والدتي.. لابد أن تتعرف عليه فهو أحد مفاخر عائلتي »آل سعود«. وبعد عودتي للقاهرة اتصلت بسمو الأمير تركي بن عبدالعزيز وتحدد لي موعد.. فعلا هو شخصية استثنائية.. بالغ التواضع.. وواسع الثقافة ومتبن لمشاريع خير أبرزها المؤسسة العالمية لرعاية الطلاب العرب، فبدأت أكتب عنها وأغطي نشاطها، واقتربت من الأمير وعائلته، وحضرت كغيري من الصحفيين المصريين مناسباتهم العائلية، وعرفت الأميرة الراحلة هند، وأستطيع أن أرسم لها صورة من قريب بعد سنواتي الطويلة معهم. اعتبرت مصر وطنها الثاني بحكم مصرية والدتها.. قومية حتي النخاع.. سماتها تفوح بالخير والعطاء خاصة أمام المرض فقد خففت آلام الكثير من الحالات الصارخة بلا مجاهرة.. أتذكر أنها بكت منذ حوالي 6 سنوات عندما سافر زوجها لتشييع جنازة شقيقه الملك فهد وكانت تحتضن صورة الأمير تركي وتقبلها، وهي الابنة الوفية للزعيم الصوفي الذي خلدت اسمه بضريح تحرص علي زيارته في كل المناسبات.. مثقفة وتتكلم الإنجليزية كالعربية وحافظة للقرآن الكريم والأوراد الصوفية، ومن يعرف أبناءها الأميرة سماهر والأميرين عبدالرحمن وأحمد يتلمس فيهم هذه التربية الدينية الصالحة علي هدي من التقاليد الإسلامية.. فعلا.. فقدت الأميرة هند الإنسانة والشقيقة التي فاضت روحها لبارئها في خير شهور السنة »رمضان« وأكتب عنها لا مجاملة لأحد، ولا ردا علي قلم حاول النيل منها.. فحسبها الله ونعم الوكيل، وهذه شهادتي أمام الله عنها كما عرفتها طوال 25عاما.