أقدم أعياد البشرية.. عيد الحصاد عند المصريين قديما وحديثا.. والذي يوافق سنويا شهر أبريل.. يطلق فيه الفراعنة أفاعيهم في (الشون) في شهر برمودة (أبشون) الإلهة الأفعي. لتخلصها من الفئران، استعدادا لتخزين القمح الجديد.. الذي ينفذون له عروس القمح من عيدانه، يعلقونها علي الأبواب.. رمز النماء والبركة ويأكلون البيض رمز بداية الحياة عندما تفقس.. ويلونونه بعدما أرتبطوا بحضارة فارس في العصر الإسلامي.. فالفارسيون يحتفلون في نفس الموعد بعيد النيروز (عيد رأس السنة) ويعلق المصريون البصل الأخضر لطرد الأرواح الشريرة.. التي أصابت ابن أحد الفراعنة بمرض عضال لم يشفه منه إلا البصل، وعصارته التي قطروها في أنفه.. ثم الخس بأوراقه الخضراء.. والفسيخ من أسماك النيل المملحة لتطهره من الميكروبات.. ويبدأ صباحه بزهرة لوتس يقدمها الرجل المصري لزوجته تقديرا لها وحبا. وهو الذي يوافق نهاية الصوم الكبير عند المسيحيين والذي ينتهي يوم أحد.. فيأتي عيد شم النسيم يوم الأثنين.. بما لايقل عن الأسبوع الأول من أبريل ولايزيد علي الأسبوع الأول من مايو من خلال عملية حسابية خاصة تسمي (حساب الكرمة). وينطلق الناس إلي الحدائق والمتنزهات.. يغنون يفرحون يعشقون يحتفلون بحصاد مجهود عام مضي، ويستعدون لبذر الحياة والثمار في الوادي من جديد. جاء الربيع .. ومعه الحرية والبهجة والألوان والزهور.. وكذا الخماسين والامتحانات لندخل إلي حر الصيف، متخلصين من برد الشتاء وأمطاره. إنها دورة الحياة في أرض الوادي والدنيا. لكنا الآن نحتفل بالربيع.