توقفت أمام الكلمات التي تخللت حوار حمدين صباحي في صالون التحرير ، قال لن أسمح أن تتحول المعركة الانتخابية إلي فصام بين القوي الثورية والجيش ، ماهو المقصود بالضبط بالقوي الثورية ، هل هي التيار الشعبي ، أم الشباب وجماعات حقوق الإنسان المتمردين علي بعض أو كل السياسات الحالية ، أتصور أن القوي الثورية تعني محصلة فئات الشعب المختلفة ، التي زحفت إلي ميادين التحرير في كل أنحاء مصر ، يوم 28 يناير 2011 وشكلت قوة هائلة ، تساقطت أمامها قلاع دولة مبارك ، القوي الثورية زحفت بالملايين أيضا في كل شوارع مصر ، للمطالبة بسقوط دولة الإخوان يوم 30 يونيو ، لم تخرج الملايين استجابة لحملة تمرد فقط، أو بتحريض من النشطاء السياسيين، تراكمات وأخطاء عديدة وشعور تلقائي بالخطر الذي يهدد كيان الدولة المصرية، دفع القوي الثورية للعودة للميادين وفرض التغيير لم تكن هذه القوي كما قال محمد عبد العزيز في نفس الحوار الشباب الذي ثار مرتين ،الجموع التي ثارت وفرضت التغيير لم تكن الشباب فقط ، لكن كل أطياف المجتمع ، الشيوخ والأطفال والرجال والنساء والشباب، الشعب الذي خرج بالملايين هو القوة الثورية ، كيف تكون هذه القوة الثورية الهائلة في حالة فصام مع الجيش وهي التي استجابت لنداء عبد الفتاح السيسي بالخروج لتفويضه بمواجهة الإرهاب، ونزلت للميادين والشوارع في جميع أنحاء مصر ، رغم حرارة الجو والصيام ، تناولوا إفطارهم في الشوارع استجابة لنداء قائد الجيش، فكيف يمكن أن تصبح هذه القوة الثورية الهائلة في حالة فصام مع الجيش، حمدين صباحي ينطلق علي مايبدو من الافتراض الذي يعتقد أن بعض الشباب والنشطاء هم القوي الثورية ، ويفترض أيضا أن الجيش سوف يطرح مرشحا، لماذا نضع الجيش في معركة ليس طرفا فيها ، المشير عبد الفتاح السيسي عندما يعلن ترشحه ، سوف يتحول إلي مواطن مدني ، لا تساندة سوي قوة هائلة حقيقية ، تتمثل في مزاج شعبي جارف ، انحاز للرجل منذ موقفه البطولي في مساندة ثورة الشعب ، ليس من مصلحة أحد الزج بالجيش في معركة الانتخابات، كل المرشحين سواء أمام الناس، يعرضون برامجهم وأفكارهم ، والفيصل الوحيد هو الشعب الذي سيتوجه لصناديق الاقتراع ، لاختيار من يراه مناسبا ، الشعب لا يحتاج لوصاية، والثورة لم تفوض أحدا للحديث نيابة عنها .