في الساعة الحادية عشرة تماما من صباح السادس من أبريل 6591 كان اللقاء مع الأستاذ محمد حسنين هيكل نجم الصحافة المصرية والعربية وبالتالي: العالمية في ذلك الوقت. في مكتبه بالدور الثاني بمبني دار أخبار اليوم رياسة تحرير مجلة آخر ساعة.. نفس المكان أو المكانة التي احتلها محمد التابعي من قبل، باعتباره صاحب المجلة قبل وبعد أن باع حقوقها للأخوين مصطفي وعلي أمين. لكن الواقع الآن مختلف. فقد أصبحت المجلة هي النجم المضيء في الإعلام العربي أولا بعد ثورة 2591، ثانيا بعد أن أصبح رئيس تحريرها محمد حسنين هيكل الصديق الصدوق لقائد الثورة المصرية جمال عبدالناصر وصاحب الخبطات الصحفية الحقيقية المراسل العسكري في حرب فلسطين، محمد حسنين هيكل والمحرر السياسي الأول باعتباره أول من يعرف ما الذي سيحدث علي أرض مصر وبالتالي في العالم العربي كله ليس ذلك وحده فحسب وإنما في العالم الأفريقي أيضا والمتابع لعلاقات مصر مع دول الدنيا جميعا ومن بينها الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا العظمي (في ذلك الوقت). اعتدت أن تكون مواعيدي دقيقة دقيقة.. الحادية عشرة إلا خمس دقائق كنت أقف أمام الصحفيين الكبيرين حاليا مسئولي سكرتارية الأستاذ هيكل في ذلك الوقت: حمدي قنديل ومحمد العزبي. قام الأستاذ حمدي قنديل لاستقبالي وليعلن للأستاذ هيكل عن وصولي في موعدي بعد أن فتح لنا الباب بعد دقة بسيطة عليه »عبدالشافي« حارس باب الأستاذ هيكل منذ رياسته لآخر ساعة. والذي رافقه بعد ذلك إلي الأهرام. ودخل الأستاذ حمدي قنديل ليعلن وصولي إلي مكتب الأستاذ وليتركني واقفا أمامه. للحظات قليلة جدا. وليرحب بي الأستاذ، ليخبرني أنه طلبني بعد أن قرأ لي منذ أسابيع حديثا جيدا مع ألفريدهيتشكوك.. ويقول لي: لقد قررنا أن نضيف إلي مجموعة العاملين في آخر ساعة مجموعة من الشباب نختارهم بدقة وإنني أول من وقع عليه الاختيار. وقبل أن أبدأ بعض الأسئلة التي تحمل شيئا من الاستغراب كان الصحفي الكبير وأستاذي الأول: صلاح جلال، قد وصل باستدعاء من الأستاذ هيكل وأمسك بيدي يضغط عليها ويقول: الأستاذ عايزك معانا، وبدأ يجرني إلي الوراء لأصاحبه إلي مكتبه باعتباره رئيس التحقيقات في المجلة وليطلعني علي الاختبار الأول لي وحولنا كان الأساتذة جميل عارف فتحية بهيج وأيضا وجدي قنديل صلاح منتصر وكانا أصغر سنا، أما صلاح هلال فهو مدير التحرير وباب غرفته مغلق عليه علي الأقل: في ذلك الوقت.