عندما دخلت باب أخبار اليوم (العملاقة) لأول مرة في الساعة الحادية عشرة إلا خمس دقائق يوم السادس من أبريل 6591 لأصعد إلي الدور الثاني.. حسب موعدي مع أستاذنا الكبير دائما بإذن الله محمد حسنين هيكل.. وقام الأستاذ حمدي قنديل (سكرتير الأستاذ) ليقدمني إليه.. ودار حوار قصير ضغط بعده الأستاذ هيكل علي الجرس ليقوم عبدالشافي (الساعي) بدعوة أستاذي صلاح جلال.. ليسلمني الأستاذ إليه ليتولي تدريبي.. ومرت أيام قليلة أرسلني بعدها أستاذي صلاح جلال للقاء شخصية هامة لعمل حديث صحفي.. وعندما عدت قرأ الأستاذ صلاح ما جئت به ثم سألني، وهل سألته عن كذا؟.. قلت لا يا أستاذ لكنني أعود وأسأله.. مزق الأستاذ صلاح الموضوع كله وألقي به في صندوق الزبالة أمام عيني.. وقال: الصحفي لا يعود لمصدره أبدا.. »بس« »وانتهي الدرس« وابتلعته أنا.. وكان هذا هو الدرس الأول والأخير.. ثم توليت بعدها عدة أبواب مختلفة.. بناء علي تقدير الأستاذ هيكل لما أقوم به في آخر ساعة.. وتركنا الأستاذ هيكل في آخر ساعة حيث فتحت الأهرام أبوابها جميعا تحية للأستاذ هيكل واستقباله.. ورأس أستاذنا العظيم علي أمين رياسة أكبر مجلات مصر والشرق الأوسط.. وأهم أبوابها في ذلك الوقت »مجتمع آخر ساعة« ورأي أستاذنا والسيدة قرينته أن يتولي المجتمع شخصي الضعيف.. لكنني غير عارف بالمجتمع ولا حتي ببعض نجومه.. من هنا كان لابد لي من »مرشد« وقرر علي أمين أن يكون مرشدي هو السيدة خيرية خيري التي اشتركت شخصيا في اختياري.. وكان سؤالها الأول: أنت تعرف مين ياولد من نجوم المجتمع، قلت: أنا يادوبك انتهيت من دراستي الجامعية والتخصصية.. فابتسمت كعادتها ابتسامة أمومة حقيقية وبدأت تأخذ بيدي.. كان تشجيعها لي تشجيع الأستاذة للتلميذ وظلت تراعي أفكاري وخروجي بأخبار المجتمع إلي مجتمعات خارج القاهرة.. حيث خرجت إلي محافظات مصر المختلفة والتي جعلتني علي صلة قوية بمختلف المحافظين علي رأسهم وجيه أباظة محافظ دمنهور الأشهر والذي ارتقي بها إلي أن تكون محافظة من أرقي المحافظات.. ثم خروجي إلي ما يعرف بأول مجتمع دبلوماسي في مصر.. هذا الذي قادني إلي العالم الأوسع أوروبا وأمريكا اليابان وكندا وغيرها.. والمجتمع السياحي الذي أكمل رحلاتي إلي دول الدنيا.. أقول ما كنت لأصل إلي كل هذا لولا المساعدة والإرشاد الذي تلقيته من أستاذتي العظيمة خيرية خيري وتشجيعها لي.. لم يكن طارق فودة هو التلميذ الوحيد لخيرية خيري ولكن كانت لها أياد كبيرة علي الكثيرين في أخبار اليوم بل كانت هي اليد القوية داخل أخبار اليوم التي كانت بمثابة العون لأستاذي العظيم علي أمين.. وللحديث بقية.