رمضان نمسك بالشموع بديلا عن فوانيس أبناء الأغنياء نقطع بها شوارع القرية وسط الظلام وحين تطورت بنا السبل وضعنا الشمعة في علبة السمن الصفيح تضوي ليل الشوارع، رمضان كريم يا حا للو، يعيدنا لبيوتنا طبلة المسحراتي نهتدي علي ضوء كلوبه، ثم تطورت الدنيا وأمسكنا الفوانيس ومسحراتي نكلا العنب عم فرج كان يسكن في غرفة داخل السوق الكبير علي أطراف القرية ومعه زوجته وولده الوحيد حسن، وعمل عم فرج عاملا في مسجد القرية مسجد القطب المتولي ورغم بُعد بيته إلا أنه لم يتأخر عن دوره صيفا أو شتاء يدور في الواحدة بعد منتصف الليل وجاءت معه زوجته يوما فانزلقت في الظلام وكسرت ساقها فأخذ ينادي في الليلة التالية منا قلت لك ما تجيش.
وقرب المغرب يمر الشيخ بسيوني فنعرف بقرب أذان الفجر يرفعه الشيخ محمد كريم وهو الذي يعطينا بأذانه السماح بالإفطار، نطلق ساقنا للريح نحمل البشارة لأهلنا في البيوت المنتظرة لانتهاء يوم من أيام الصوم خاصة في قيظ الصيف.
العرقسوس يصنع يدويا في البيوت ليمثل مع التمر ألذ ما تبدأ به إفطارك، ومن مدينة بسيون كنا تأتي زلعة عسل أسود زواد السحور ومعه الكنافة التي تصنعها أمهاتنا في البيوت نحليها بالعسل الأسود. وفي الصيف كان موسم البطيخ يضفي بهجة علي إفطارنا وجرعة ماء هنية من القلة القناوي الملفوفة في قش مبلل ليبرد ماءها.