الآن.. ونحن مازلنا في رحاب الاحتفال بعيد العمال الذي كان بالامس،..، قد يكون من المناسب ان ننتهز هذه الفرصة للحديث عن قيمة العمل في حياتنا نحن المصريين، في ظل ما نراه ونلمسه من ظواهر يصعب تجاهلها أو غض الطرف عنها. وفي ذلك لابد أن نؤكد في البداية، ان الفارق بين الدول والشعوب علي مستوي العالم، سواء تلك التي تتربع علي القمة الاقتصادية والعسكرية، أو تلك الراقدة في القاع تعاني الفقر والحاجة، أو حتي الدول النامية الساعية لتحسين حالها، هو فارق بين من سلكوا طريق العلم والعمل، والأخذ بأسباب التقدم، ومن سقطوا في غياهب النوم وأحضان الكسل والإهمال وعدم الجدية وغيبة الانضباط. وإذا ما وعينا ذلك وأدركنا حقيقته، فلابد ان نقول بوضوح ونعترف بصراحة، ان قيمة العمل مازالت غائبة نسبياً عن البعض منا، وهذا واضح من خلال القصور المؤكد في حجم إنتاجنا وجودة هذا الانتاج ايضاً،..، حيث من المؤكد أن انتاجنا مازال أقل مما يجب ان يكون، وان جودته اقل مما يجب ايضاً، مقارنة بحجم وجودة الكثير من إنتاج الدول الأخري،..، وهذا شيء يدعو للأسف والألم في الوقت ذاته. والمتأمل لواقع الحال في مجال العمل والإنتاج لدينا، لابد أن يصاب بخيبة أمل وغصة مؤلمة، إذا ما قارن ذلك بحجم ومستوي وجودة العمل والانتاج في الدول البازغة والصاعدة، التي كانت حتي يوم قريب أقل منا في مستوي العمل وجودة الإنتاج، والآن هناك فارق كبير بيننا وبينهم،..، فهم الأكثر انتاجاً وجودة. وفي ذلك لابد ان نقول بوضوح: إنه اصبح ضرورياً وواجباً ان نعمل بجدية لتغيير هذه الصورة، بالقضاء نهائياً علي المفاهيم المعوقة للإنتاج والعمل الجاد، وأن نرسخ مكانها قيمة العمل باعتبارها قيمة مقدسة تعلو فوق كل القيم الأخري.