أفضال الله عليَّ لا تُعد ولاتُحصي، فما من مصيبة تُصيبني، أو مشكلة تواجهني، أو ضائقة تقابلني إلا وأسلم أمري لله، أليس هو خالقي وإليه أفوض أمري؟! أؤمن برحمته التي وسعت كل شيء وبالتالي لن ينسي عبده أبدا، حُسن ظني بالله يبعث في نفسي الأمل والتفاؤل فمهما أشتدت الصعاب، أقابلها بسكينة القارئ للقرآن: »فإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا»، ما أجمل هذا التأكيد الرباني الجميل عندما يقسم بالفرج مرتين.. وسبحان الله.. خزائن الإله لاتنضب، ومن أسمائه الحسني »الكريم».. و»الغني».. و»المغني»، وإن أراد سبحانه أن يكرم عبده رزقه بغير حساب، وليس كل رزق مالا، هناك الستر والصحة وحب الناس. إسألوني.. فعلي مدي سنوات عمري وجدت بعد الشقاء سعادة، وبعد الدمع ابتسامة، وبعد الفقر »بحبوحة»، والصحة بعد المرض، فمنذ سنوات قليلة خضعت لجراحة كبيرة وخطيرة، لكني دخلت غرفة العمليات خاضعا لمشيئته مبتسما، وأردد خلف عالم الجراحة الصوفي الكبير الدكتور أحمد مرسي الدعاء المختار، وسر هذا التفاؤل أنني أتمتع بعبادة نبيلة هي حُسن ظني بالله أولا، ثم إيماني المطلق بمقولة ذكرها لي الإمام الراحل الشيخ الشعراوي »وأظن أنني من أكثر الزملاء الصحفيين الذين أجروا حوارات معه».. قال لي »رحمه الله» البشر »عيال» الله وأعقب: هل يمكن أن يتجرد الأب من العطف علي ابنه مهما كان مذنبا؟!! أتذكر يوما أنني خسرت مالا في مشاركة لم أكن أتوقع أن أخسرها، تأثرت قليلا، لكني لم أفقد يوما الظن بربي الذي جبر بخاطري بعدها وعوضني عنها بكثير.. ما أجمل القلوب التي تستقبل الألم بصمت لأنها مؤمنة بحسن الظن بخالقها!